السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قرار فرنجيَّة ينعش الديموقراطية

الياس الديري
الياس الديري
قرار فرنجيَّة ينعش الديموقراطية
قرار فرنجيَّة ينعش الديموقراطية
A+ A-

عندما أصرَّ العميد ريمون اده على ترشيح نفسه للرئاسة مقابل اللواء فؤاد شهاب كان يعلم أن رئاسة الجمهورية في تلك الحقبة كُتبت لست سنوات باسم الأمير اللواء قائد الجيش.


وحين سأله السفير الأميركي عن هدفه وأسباب إصراره على هذا الترشيح، أجاب اده: هدفي تأكيد صلابة النظام الديموقراطي البرلماني ورحابته، وخصوصاً عند انتقال أوّل مرشّح "عسكري" من قيادة الجيش الى قيادة الجمهورية...
وإذا كانت الظروف والمرحلة مختلفة قياساً بالمظاهر والتفاصيل، فإن رئيس "تيّار المرَدَة" النائب سليمان فرنجيَّة يريد اثبات أمرين معاً: الأول أنه مرشَّح لمنصب الرئاسة الآن و"غداً"، والثاني أن هناك بقيَّة "حرزانة"، أو لا بأس بها، من النظام الديموقراطي البرلماني يريد إنعاشها وتوسيع نطاقها، سواءً أكان هو من يفوز بالمنصب أم "المرشَّح العسكري" الجنرال ميشال عون الذي يبدو في بعض مراحله كأنه لم يخلع كل "خصائص" تلك الحقبة.
منذ انتهاء مؤتمر الطائف بعد توصّله الى الاتفاق على دستور جديد وميثاق متكامل معه، باتت "الديموقراطية البرلمانيَّة" أقرب الى "شاهد ما شافش حاجة"، حتى لا يُقال شاهد زور.
فالرئيس الشهيد رينه معوَّض انتخبه الاتفاق السياسي قبل أن يدخل النواب الى قاعة في زحلة حلَّت محل قاعة الجلسات المستحيل الوصول إليها.
كذلك الأمر بالنسبة الى الرئيس الياس الهراوي، ثم الرئيس الجنرال اميل لحود.
الى أن دخل اتفاق الدوحة في منافسة مع اتفاق الطائف، فكان التفاهم والتوافق على الرئيس الجنرال ميشال سليمان.. وفق الأسلوب والطريقة ذاتها. ودائماً بالتفاهم التام مع "الوصاية"...
لكنَّ المرشح الرئاسي سليمان فرنجيَّة لا يريد أن يقتصر ترشيحه على اثبات وجود عابر على طريقة العميد اده، إنما هو يتطلَّع الى احتمالات الفوز ولو كانت تبدو الآن صعبة.
وتأكيداً لهذه الخطوة ولهذا القرار، أعلن استمراره في خوض المعركة والمنافسة في مواجهة الجنرال عون، مشدِّداً على أنه "مستعدٌّ نفسيّاً للربح أو الخسارة" خلال جلسة 31 تشرين الأول الجاري.
الغيارى فعلاً على "الديموقراطية اللبنانيّة" جاهروا بترحيبهم بنائب زغرتا، وقالوا إنه فعل حسناً بهذا الترشيح الذي يعزِّز النظام الذي يكاد يلفظ أنفاسه من فرط ما لاقى من الإهمال والتجاوز حتى الثمالة.
ولم يفته أن يردَّ التحيَّة بمثلها لـ"الحليف التاريخي" الرئيس نبيه بري، مشدِّداً في الوقت نفسه على أنه لا يحمل أية ضغينة سياسية للرئيس سعد الحريري، مشيداً بمبادرته وشجاعته: كان صادقاً معي وسيبقى صديقاً الى الأبد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم