الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بري يدعو إلى "الجهاد الأكبر"

جنيف - رضوان عقيل
بري يدعو إلى "الجهاد الأكبر"
بري يدعو إلى "الجهاد الأكبر"
A+ A-

على رغم انشغال الرئيس نبيه بري بدورة الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، سمح له هواؤها العليل والصوت الطالع من بحيرة ليمان بالتدقيق في ما وصل اليه الاستحقاق الرئاسي وما سيحمله من تبدلات في المشهد الداخلي، ومع أن الرجل قال كلمته بانتخاب النائب سليمان فرنجية، وبعدها لكل حادث جواب شاف، يستعد بري لجلسة الانتخاب الاثنين المقبل، وقد أعطى تعليماته للجهات المعنية في المجلس. من اليوم يفكر في مرحلة ما بعد الانتخاب ووصول الرئيس العتيد إلى قصر بعبدا، خصوصاً أن العماد ميشال عون تعامل في اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" أمس من موقع رئيس البلاد، وانه سيمضي ليلته الأولى في القصر الاثنين ويجتمع "التكتل" الثلثاء المقبل في الرابية برئاسة "ولي عهده" الوزير جبران باسيل.


وتبقى نقطة خلافية سترافق الجلسة الى موعد انعقادها، وهي أن العونيين والمتحالفين معهم يرددون أن جلسة الاثنين هي الدورة الثانية، وتحتاج الى حضور 86 نائبا ليكتمل النصاب، وان عون يحتاج الى 65 صوتا ليصبح رئيسا، إلا أن بري سبق أن كرر أكثر من مرة في بيروت وجنيف ان الجلسة التي تم الاقتراع فيها للدكتور سمير جعجع في نيسان 2014 أقفل محضرها. ويعتبر جلسة الاثنين دورة أولى، ولذلك على عون أن يحصل على 86 صوتا ليعلن نجاحه في الدورة الأولى، وإلا فسيتجه النواب الى جلسة ثانية تليها مباشرة، بشرط إبقاء النصاب نفسه، ويجب ان يحصل عندها على 65 صوتا ليتوج رئيسا. ولا تحتاج هذه النقطة عند بري الى تفسير ونقاش، ولا يميل الى الاستفاضة فيه، و"نقطة على السطر". وإذا تشبث العونيون برأيهم وأصروا على اعتبار جلسة الانتخاب الاثنين دورة ثانية، فهذا يعني أن اشتباكا جديدا سيقع بينهم وبين بري، ويشارك فيه أكثر من طرف.
ويبقى أن رئيس المجلس أكد في عشاء أقامته سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا عساكر، أن الأهم عنده هو ما بعد انتخاب الرئيس، وسماه بـ"الجهاد الأكبر"، وهو يُسقط هذا التعبير الإسلامي على ما بعد إتمام الاستحقاق، وما يقصده من دون ان يعلنه هو ما كان ينادي به، اي السلة، او بالأحرى التفكير في تأليف الحكومة والبيان الوزاري. والنقطة الأهم في "رحلة الجهاد" هذه هو قانون الانتخاب الذي سيكون في صلب اولويات العهد الجديد حيث ستسلط كل الانظار عليه والا فلن ينطلق بالانسجام المطلوب. ولن يخرج القانون المنتظر عن روحية الطائف أما اذا أُبقي قانون الستين المعدل في اتفاق الدوحة فهذا في اختصار عودة اخرى الى الوراء . ومن هذا المنطلق باشر بري عملية رسم المرحلة المقبلة واستشراف المشهد بعد اتضاح آراء مختلف الأفرقاء حيال انتخاب عون كي يحدد ما ستكون عليه علاقاته في المستقبل ولا سيما مع عون والرئيس سعد الحريري الذي سيكلف بمهمة تأليف الحكومة.
وسيمارس بري واجباته الدستورية على اساس انه سيبقى حارس الدستور انطلاقا من موقعه على رأس مؤسسة البرلمان ولا سيما ان الظروف المواتية لعملية الانتخاب قد اينعت، وهذا ما عكسه عون في اجتماعه الاخير مع نوابه بحسب معلومات لـ"النهار"، حيث بدت على وجهه علامات الارتياح من دون ان يقلل من حجم المسؤوليات التي ستلقى على عاتقه، وقد خاطب نوابه بالقول: "انا طالع الاثنين على القصر وستتابعون اجتماعكم الاسبوعي من بعدي في الرابية وبشوفكن ببعبدا". وبدت كلماته هذه اشبه برسالة وداع قبل ان يتسلم مهمات منصبه الجديد. وهو سيباشر في اليوم التالي عملية الاستشارات حيال رئيس الحكومة والتكليف لن يطول اكثر من خمسة ايام. وقال عون بالحرف الواحد: " نحن نسعى الى تأليف حكومة وحدة وطنية ونحرص على تطبيق الميثاقية بكل مندرجاتها".
ولم يتطرق عون في اجتماع التكتل الى مواقف بري الاخيرة التي يتلقاها معاونوه بدقة وخصوصاً ما يصدر عنه في جنيف.
وكان بري قد تكلم في العشاء الذي اقامته عساكر على شرفه في حضور النواب ياسين جابر، باسم الشاب وجيلبرت زوين والإداريين والإعلاميين، وسفير جامعة الدول العربية في باريس بطرس عساكر، والقائم باعمال السفارة اللبنانية في برن منصور شيّا وشخصيات.
وبعد كلمة ترحيبية لعساكر نوّهت فيها بالدور الوطني القى بري كلمة، جاء فيها: "نحن على بعد خطوات ان شاء الله من انتخاب رئيس للجمهورية في 31 الشهر الجاري ، آملين ان تتحقق هذه الخطوة لأن لبنان بحاجة ماسّة اليها من دون الدخول في الحساسيات التي عوّدتنا دائما ان تؤخر امورنا، إلى درجة اننا اصبحنا منذ اكثر من سنتين ونصف السنة من دون رئيس للجمهورية."
وتابع: "طبعا هذا الأمر وحده ضروري ولكنه غير كاف، لأن بعده الجهاد الأكبر المتعلق بالاستحقاقات اللبنانية وهذا رأيي منذ زمن. هناك ما يتعلق بقانون انتخاب يقوم على العدالة بالنسبة للمرأة ، ونحن مضطرّون ان تكون هناك كوتا للمرأة اولاً، وان يكون القانون في الوقت نفسه قائماً على النسبية لنصل الى مستوى حضاري معيّن ونخطو خطوات تخفّف من الطائفية وتحافظ على الطوائف، لأن الطوائف شيء والطائفية شيء آخر. ولا ننسى ان الأزمات التي تحوط منطقتنا جعلت لبنان منزلا في حديقة والنار تشتعل حولنا ، وقد تدخل النار بلدنا عبر اي شجرة او غصن يابس، ممّا جعلنا نتحمّل للمرة الاولى في التاريخ ما لم يتحمله شعب او دولة بفعل وجود عدد من اللاجئين يوازي نصف عدد سكان بلدنا ، وهذا الأمر يشكل خطراً، إضافة الى الموضوع الاقتصادي او التعليمي او الاجتماعي. كل هذه الأمور تنتظر معالجات، وبالتالي إحياء المؤسسات التي عطّلناها بأيدينا، وأهمّ من هذا كله الحفاظ على ثروة لبنان الحقيقية التي هي الإنسان، أي أنتم".
من جهة اخرى شارك جابر باسم الوفد النيابي اللبناني في جلسة المجموعات الجيو - سياسية. وتلقى لبنان دعوة إلى مؤتمر البرلمانات الآسيوية في كمبوديا، وانتخب النائب الشاب نائبا لرئيس اللجنة الاقتصادية في المؤتمر.


[email protected]
Twitter:@radwanakil

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم