الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خيارات الكتائب صعبة مع "العهد العوني" وتحدّي الانتخابات النيابية الأصعب

المصدر: "النهار"
خيارات الكتائب صعبة مع "العهد العوني" وتحدّي الانتخابات النيابية الأصعب
خيارات الكتائب صعبة مع "العهد العوني" وتحدّي الانتخابات النيابية الأصعب
A+ A-

غالب الظن ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لن يقترع للعماد ميشال عون ولا للنائب سليمان فرنجية، فالرجل مصر على التزام المبدئية في عمله السياسي، واقران القول بالفعل في اعماله، وسيمضي في خياره المعلن التصويت بورقة بيضاء مع النواب الأربعة الاعضاء في كتلة الكتائب. أما انتظار قرار المكتب السياسي فقد يطول بدون جدوى، وحتى مساء الأمس لم يكن هناك ما يوحي أن ثمة تغييراً في موقف الجميّل باستثناء تسريبة لم تتضح مدى دقتها عن طلب نائب المتن الكتائبي موعداً من الرابية للقاء المرشح الرئاسي عون.


موقف رئيس الكتائب هذا ليس بالأمر السهل واليسير في مواجهة شبه الإجماع المسيحي على ملء الشغور الرئاسي في أقرب فرصة ممكنة. يضاف إلى هذا الموقف توافق الحزبين المسيحيين الرئيسيين أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على انتخاب عون رئيساً ومباركة الكنيسة المارونية والدعم الدولي ضمناً والفرنسي خصوصاً لخيار عون، مما يجعل الورقة البيضاء خياراً ذا كلفة كبيرة على اصحابه، وإن كان حزب الكتائب العريق هو صاحب هذا الخيار.
تأمين التأييد والنصاب الكاملين لوصول عون الى الرئاسة مسألة أيام، ولم تعد الانتخابات الأهم في ما يجري بعدما اصبحت نتيجتها شبه معروفة، بل احتساب ما ستكون عليه الامور في المرحلة الثانية بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة للاشراف على الانتخابات النيابية الآتية لا محالة في موعدها المقرر في الربيع المقبل، واستناداً الى قانون الستين رغم معارضة القوى المسيحية المبدئية له. فوجود رئيس جمهورية من عيار العماد عون في بعبدا يعيد خلط الاوراق ويترك مساحة أمام القوى المسيحية للتفكير بهدوء وتأجيل مطالباتها الملحة بقانون انتخاب جديد يؤمن المناصفة والميثاقية الى مرحلة اخرى، على قاعدة ان الرئيس الجديد يبدو قادراً على نسج شبكة تحالفات وتشكيل كتلة نيابية داعمة للعهد، تبدأ من عكار شمالاً وتنتهي في الجنوب مروراً بكل الاقضية في بيروت. وتلك هي المشكلة الاكبر التي سيتعين على النائب سامي الجميّل مواجهتها في الدوائر التي ينوي ترشيح كتائبيين فيها، بدءاً من المتن حيث سيجد نفسه في مواجهة لائحة العهد والتي اصبحت اسماء اعضائها شبه معروفة، وتتوزع بين حلفاء عون الرئاسيين والمستقلين باستثناء بيروت التي يقال ان "القوات" حريصة على حفظ مقعد النائب نديم الجميل فيها لرمزيته. وما ينطبق على المتن يمكن تعميمه على الدوائر الاخرى وخصوصاً في زحلة، حيث يقال ان الكتائب كانت تراهن على التفاهم مع السيدة ميريام سكاف و"المستقبل" من اجل الفوز بعدد من مقاعدها، فإذا بمواقف الحريري الأخيرة وعودة الحرارة الى خط معراب – بيت الوسط تعيد خلط الامور رأساً على عقب، والقاعدة نفسها تنطبق على الشوف وعاليه وجزين وبعبدا وجبيل والبترون وغيرها. وتالياً لن يبقى امام الكتائب في ظل هذه "التحالفات الرئاسية" سوى التحالف مع الوزير أشرف ريفي في طرابلس على أمل الفوز بالحضور في المجلس النيابي.
وهكذا سيتعين على الكتائب اجتياز ثلاث مراحل اساسية مليئة بالتحديات، بدءاً من رئاسة الجمهورية، الى تشكيل الحكومة وصولاً الى الانتخابات النيابية التي ستحدد الأحجام وطبيعة التعامل بين القوى خلال أعوام العهد الجديد، علماً ان حزب الكتائب خاض معركة قاسية خلال الفترة الاخيرة تحت عنوان "الدفاع عن بيئة المتن وساحله" والتصدي لمافيا النفايات، ولم تنته ذيول تلك المعركة بعد، مما يفرض على الصيفي الحذر في التعامل مع الوقائع الجديدة، فالتطرف في المواقف قد تكون له أثمان كبيرة في معادلات العهد الجديد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم