الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الإعداد لانطلاقة العهد تخالف التوقعات... حكومة تكنوقراط خلال أسبوع أو اثنين

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
الإعداد لانطلاقة العهد تخالف التوقعات... حكومة تكنوقراط خلال أسبوع أو اثنين
الإعداد لانطلاقة العهد تخالف التوقعات... حكومة تكنوقراط خلال أسبوع أو اثنين
A+ A-

على رغم الكلام المرتفع النبرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الموضوع الرئاسي فيما هو لا يزال في جنيف حتى عشية موعد الجلسة المرتقبة يوم الاثنين المقبل، لا ترى مصادر سياسية في مضمون هذا الكلام ما يعرقل فعلا المسار الذي تتجه اليه الامور، مع توقع انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية او ما يشوش عليه. بل فهمت هذه المصادر مرونة في موقفه، فيما لفتت الى تشديد من "حزب الله" على التمسك به رئيسا للمجلس النيابي، مما يعني ان باب المساومات فتح على ارضاء بري باعتبار ان عون لا يتحمل في انطلاقة عهده مقاطعة او معارضة من رئيس المجلس النيابي، وكذلك رئيس الحكومة العتيد لا يستطيع تحملها. وتقول هذه المصادر إن جهد عون يركز على تأمين انطلاقة قوية للعهد، وان هذا كان محورا مهما من زيارته للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لأنه لن يكفي إيصال عون الى الرئاسة من دون تأمين متطلبات أخرى مواكبة، تلافيا لمواجهته الفشل الذريع الذي سينعكس على حلفائه، خصوصا ان اشكاليات عدة ترافق انتخاب عون. وهناك معارضة داخلية لا بأس بها حتى لو كان فوزه مضمونا، فيما يعمل على ذلك بقوة من أجل ألا يأتي هذا الفوز هزيلا. وعلى غير ما تذهب اليه التوقعات التي ساهمت فيها بعض المواقف، ولا سيما موقف الرئيس بري الذي تحدث عن حكومة قد يستغرق تأليفها خمسة او ستة اشهر، وعن عرقلة سيواجهها الرئيس سعد الحريري كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، فإن ثمة ما ينبئ بحسب هذه المصادر، نقلا عن مرجعية بارزة، بأن المسار الحكومي الذي سينطلق حكما بعد الانتخاب الرئاسي قد يكون مفاجئا الى حد كبير، في ظل اقتناع بأن عون سيكون في حاجة الى تأليف حكومة جديدة بعد تكليف رئيسها، ولا تتعدى مدة التأليف الاسبوع او الاسبوعين على أبعد تقدير، علما أن المسألة لو حصلت على هذا النحو فإنها ستكون مفاجئة بقوة لجميع اللبنانيين. وتعرب هذه المصادر عن اعتقادها أن السرعة المتوقعة او المرتقبة للتأليف تشي بأن صيغتها جاهزة وان الاعداد لها بدأ على نحو مسبق، إذ أجريت اتصالات ببعض من يرغب الرئيس العوني في توزيرهم، ويبدو أن الحكومة العتيدة قد تعتمد على غالبية من التكنوقراط من أجل تخفيف حدة المشهد الانقسامي بين مؤيد لوصول عون ومعارض، ولعدم إحداث فرز سياسي منذ انطلاقة عهده، قد يتعاظم بمرور الوقت. والواقع أن حكومة يحتمل ان يستغرق تأليفها شهرا في ظل مساومات يعرفها العماد عون شخصيا، يمكن ان تفتح الباب على مدة اضافية لا يحتملها الرئيس، هو الآتي تحت شعار الرئيس القوي الذي يرغب في اعطاء ملمح عن ذلك عبر تسهيل تأليف الحكومة كما يرغب في توجيه رسالة عما يحمله بدء عهده من انفراج عبر انطلاقة قوية على هذا المستوى. فإذا كان يريد القول عبر انتخابه إن الحل للازمة السياسية في لبنان قد بدأ، فإنه سيكون مرنا في تأليف الحكومة على ذمة هذه المصادر، ومن المتوقع ان يرضي الرئيس بري وسواه من المعارضين المؤثرين من أجل تأمين ذلك، خصوصا متى كانت الحكومة هي حكومة انتخابات من حيث المبدأ لن تستمر سوى بضعة أشهر، بحيث لا تستحق افتعال مشكلات ليست في محلها، حتى لو تم تأجيل موعد الانتخابات بضعة أشهر إضافية. وبحسب المصادر نفسها، أثبتت التطورات خلال الاسابيع الاخيرة أن الامور معدة ومحضرة مسبقا على نحو ليس متوقعا او معروفا، بدليل أن المسار الرئاسي الذي كان مفاجئا لكثيرين سلك طريقه فعلا من دون أي عقبات تذكر، على رغم الرفض الضمني المعروف لوصول عون الى الرئاسة، وان كل خطوة من الاتفاق المعد للانتخابات الرئاسية مضمونة خلفيتها.


وفيما تخشى مصادر سياسية متعددة ان يواجه لبنان عزلة اقتصادية وسياسية تعتقد انها ستتزايد بناء على خيار انتخاب عون وما يعنيه ذلك من فوز محور سياسي اقليمي معين، فيما لا يلقى هذا الخيار اي حماسة خارجية، بل يواجه هواجس كبيرة ومخاوف، فإن الرهان هو اولا على خطاب القسم والرسائل التي سيوجهها عون بعد انتخابه، الى الداخل كما الى الخارج، باعتبار أن هذا الخطاب سيشكل معلما أوليا سيبنى على مقتضاه لاحقا، ولو ان هناك من يقول ان الدول تعمل وفق مصالحها ولن تتوقف طويلا عند تفاصيل كثيرة في حال كان خطاب القسم متوازنا يحفظ المبادىء الاساسية للبنان والركائز التي يعول عليها الخارج في رؤيته. والتحدي بالنسبة الى الزعيم العوني أن اداءه في الرئاسة الاولى لا يمكن ان يبقى هو نفسه كما لو انه خارج الحكم، وهذا يشمل السياسة الخارجية في الدرجة الاولى، كما يشمل مقاربته سائر المشكلات الداخلية في ظل هواجس داخلية كبيرة يتعين عليه تخفيفها أو الحد منها. إذ إن هناك جملة معايير يتعين على الرئيس أن يلتزمها، خصوصا في ما يتصل بمواقع حساسة وبالغة الاهمية في تعامل الخارج مع لبنان، ولا سيما المواقع التي تؤمن استقرار لبنان وتبقي على جوهره من دون تعريضه لتبدلات خطيرة. وهناك جملة رسائل حرصت مراجع عدة على إيصالها الى الجنرال عون في المدة التحضيرية الفاصلة عن انتخابه وإعداده للمرحلة المقبلة من أجل أن يأخذها في الاعتبار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم