الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كلينتون "صقر كبير" أم... "حمامة"؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
A+ A-

أرسل لي صديق أميركي متابع أحوال المنطقة بعد قراءته "موقف" الأمس "ايميلاً" قال فيه: "أعرف أنّك غير مرتاح وأنا كذلك. سوف نعرف إذا إيران ربحت معركة على السعودية في لبنان أو الحرب، ولكن بعد انتهاء انتخاباتنا الرئاسية. المرشّحة الرئاسية هيلاري كلينتون هي "سوبر صقر"، وسوف تُنتخب رئيسة وقد تربح مجلس الشيوخ. تذكّر أن الردّ سيوجّه الى روسيا وإيران".
أجبته: "شكراً لمحاولتك رفع معنوياتي. لكن هل تؤمن فعلاً بأن كلينتون "سوبر صقر"؟ أنا متأكّد مثلك أنها ستردّ على روسيا وعلى إيران من خلالها. لكن هذه قصة طويلة. أنا مقتنع بأن أميركا الدولة "الأعظم والأقوى" تستطيع خسارة معركة وأكثر، لكنها تربح الحرب في النهاية. سؤالي هو: متى تربح الحرب؟ وأين نكون عندما تربحها؟".
طبعاً لم أقصد بـ"نكون" المسيحيين، بل لبنان بشعوبه و"خلطته" التي لا تستطيع انتظار ربح أميركا الحرب. هذه المقدمة شخصية لكنها ليست "الموقف". فهو سيتناو ل كلينتون لمعرفة اذا كانت صقراً كما كثيرون أو كما يحاول كثيرون أن يصفوها أو حمامة.
والجواب عن محاولة المعرفة يستند الى أقوال مجموعة من الباحثين والديبلوماسيين السابقين والعاملين في "الادارات" المتنوّعة كما في حملتها الانتخابية، فضلاً عن صحف أميركية مهمة منها "النيويورك تايمس".
القول الأول يشير الى أن كلينتون "ستضمن استمرارية ما لسياسة أميركا في سوريا التي شاركت في وضعها يوم كانت وزيرة خارجية مع الرئيس أوباما". ويشير أيضاً الى أنها "انتقدت علانية معارضته أو مقاومته أي تصعيد ضد الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين".
القول الثاني، وهو وارد على الموقع الالكتروني لحملتها الانتخابية، يشير الى أنها "ستأمر بضربات جوية فاعلة وكثيفة، وستوفّر دعماً إضافياً للأكراد والثوار السنّة في أثناء تكوين منطقة حظر طيران ومناطق أرضية آمنة. وهذه الخطوات لا ترمي الى خلع الرئيس بشار الأسد لكنها تمهّد لحل سياسي يُنحّيه ويعيد جمع المكوّنات السورية لمحاربة "داعش" معاً".
القول الثالث يشير الى أن كلينتون "تهتم جدياً بالصراع السوري، وإلى أنها فشلت في إقناع أوباما بـ"حكمة" المزيد من استراتيجيا المواجهة التي تؤمن بها. علماً أنها دعمت في صيف 2012 اقتراح الـ"سي. آي. إي" تزويد المعارضة السورية أسلحة في صورة مباشرة الذي رفضه "أوباما فوراً".
القول الرابع يشير الى أن دعمها المبكّر للثوار السوريين جعلها تبدو "صقراً" في سياستها الخارجية. لكن ذلك لا يحظى بالاجماع عند المعنيين والمهتمين والدارسين في واشنطن وخارجها.
القول الخامس يشير الى أنها كوّنت فريقاً من محترفي سياسة وديبلوماسية وخبراء لتحضير سياسة رئاسية سورية. لكن الأفكار داخله كانت متضاربة. "واحد من هؤلاء دعا الى "إجهاض" الحملة على الأسد". وآخر "اقترح "تجميد" الصراع بدلاً من إزاحة الأسد". وثالث اعتبر "أن الفائدة قليلة من محاولة إنقاذ المؤسسات الحكومية للأسد، وأن هدف أميركا يجب أن يكون خفض نفوذ إيران في سوريا". ورابع "دعم استعمال قوة عسكرية محدودة لتقوية نفوذ أميركا داخل سوريا وإزاحة الأسد". وخامس هو مرشح كلينتون لنيابة الرئاسة دعا الى "تقوية الجانب الناشطي" (من ناشط) عند فريقها الرئاسي، والى استعمال قليل "للعضلات" العسكرية الاميركية في سوريا".
والقول السادس للباحث المعروف آرون ميلر، وهو يشير الى أن "تركيز كلينتون سيكون على قضايا الداخل في معظمه لاستكمال عودة العافية الاقتصادية والشفاء من انقسام الحملة الانتخابية".
والقول السابع يشير الى أن "لا حل من دون عمل مشترك أميركي – روسي".
والقول الثامن يشير الى أن "كلينتون أكثر حضورية" من أوباما لكن "أقل صقورية" مما يصوّرونها".
والقول التاسع لروبرت فورد السفير السابق في دمشق يشير الى "وجوب عدم توقّع أي تغيير سريع في السياسة السورية لأميركا".
والقول العاشر لفريدريك هوف، مستشار سابق في مجلس الأمن القومي، وهو يشير الى أن "كلينتون قد تدرس خطوات عسكرية محدودة لردع المجازر الجماعية للأسد. لكن خياراتها ستحكمها ظروف الـ2017 وتطوراته. وهذا أمر تعرفه موسكو وطهران، ولذلك تسعيان الى نصر عسكري للأسد الآن، مستفيدتان من شلل إدارة أوباما".
في النهاية لا يزال الغموض الكبير يحيط بالموقف السوري لكلينتون. ولذلك يبقى التريّث أفضل من التوقّع "العاطفي".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم