الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الحريري لعبها "صولد ... وأكبر"

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
الحريري لعبها "صولد ... وأكبر"
الحريري لعبها "صولد ... وأكبر"
A+ A-

لا تهدف هذه السطور الى الدفاع عن الخيارات الرئاسية للرئيس سعد الحريري او الترويج لها، لان تلك الخيارات تبقى محط نقاش وجدل وأخذ ورد، خصوصاً ان مجرياتها والمحادثات حولها والاتفاقات التي نتجت منها وانتجتها تبقى غير واضحة المعالم إلا في ظاهرها. وهذا الظاهر يحقق مصالح الافرقاء، اي مصالح المجموعات والافراد، قبل مصلحة الوطن. لكن المصالح الشخصية قد لا تتضارب ضرورة مع المصالح الوطنية بل يمكن ان تشكل امتدادا لها.
فُرضت على الحريري وغيره الخيارات الرئاسية عندما اجتمع الاربعة الكبار في بكركي، واتفقوا في ما بينهم، وبرعاية البطريرك الماروني، على حصر الترشيح بهم، وهو اجراء تعسفي يحرم المستحقين الآخرين حقهم في بلوغ قصر بعبدا، اذ ان الحق لا يستند دوماً الى قوة التمثيل الشعبي، وتاريخ لبنان لم يحمل الى القصر الاقوى مارونياً. "العميد" ريمون اده لم يصر رئيساً، ورئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل كذلك. والاقوى حالياً هو النائب اميل رحمة الذي حصد اعلى نسبة من الاصوات في كل لبنان. ولعل هذا النقاش صار خلفنا اليوم، ونحن نعد العدة لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا الاثنين المقبل، بعد "صمود" وتعطيل داما سنتين ونصف سنة.
والحريري، بتوجهه الاخير، لم يكن مرتاحا تماما، ذلك انه يعي حجم المعارضة له في شارعه خصوصا وفي اوساط فريقه السياسي. لكنه في الواقع "لعبها صولد" عندما تبنى خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية، ووقف له "حزب الله" بالمرصاد. وقال السيد حسن نصرالله: "إن صمودنا كل هذه الفترة هو الذي دفع الحريري الى خيار فرنجية، وصمودنا اكثر سيدفعه الى القبول بالعماد عون". وهكذا وجد الحريري نفسه امام حائط مسدود. لا خيار الا عون، او استمرار الشغور، وجر لبنان الى مؤتمر تأسيسي بتسميات مختلفة. لذا مضى في الخيار الصعب و"لعبها صولد واكبر" بأن ذهب الى اقصى ما يمكنه الذهاب اليه، اي العماد عون.
أما بعد، فان البحث يجب الا يتوقف امام عمليتي الاختيار والدعم وتبعاتهما المحدودة في الزمان والمكان، بل في مرحلتي الانتخاب وما بعدها. فمرحلة الانتخاب يسودها بعض الحذر، وهو ما برز في كلمة السيد نصرالله الاحد، متخوفا من عقبات تعرقل المسار وتنسف المبادرة الحريرية التي اعتبر كثيرون ان رئيس "التيار الازرق" تفرد بها من دون التشاور مع حلفائه واصدقائه. نسْف المبادرة مستبعد في ضوء الكلام عن اتفاق وشيك مع الرئيس نبيه بري على شكل الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب، لكنه اذا ما حصل فلن يشكل اعداماً للحريري فقط لحمله على الاستسلام والاعتزال ربما، بل يمكن ان يشكل مدخلا الى فراغ عام وشامل، لا يقود الى مؤتمر تأسيسي بل الى فوضى عارمة، وربما الى فتنة تقود الى المطالبة بالفيديرالية ومشاريع التقسيم مجددا. اما الخيار البديل فله حديث آخر إن تجرأ أحد عليه.


[email protected] | Twitter:@ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم