الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شاشة - ملكة جمال لبنان: أبعد من "الصدمة"

فاطمة عبدالله
شاشة - ملكة جمال لبنان: أبعد من "الصدمة"
شاشة - ملكة جمال لبنان: أبعد من "الصدمة"
A+ A-

لم تُعجِب ساندي تابت كثيرين، فالجمال أذواق وعيون تراه من زواياها. كالعادة، طغت ردود أفعال بعضها مبالغات. ثمة أبعد من هذا كلّه. من "الصدمة" والاستنكار والنكات. إنّه السؤال المتعلّق بجوهر المسابقة، بمعاييرها، بالأسئلة المتكرّرة كلّ سنة.


تحاول "أل بي سي آي" حَمْل الجماهير على الانجذاب للحدث. الناس تتابع، سواء أُعجِبت أم انتقدت. أعمق من الانشغال بإرضاء الأمزجة، هو الموقف الذي توضع فيه الشابات. ثمة دائماً قالبٌ جاهز لا يُكسر. الناس يريدون جمالاً "على المسطرة"،


بدليل السخط الذي حلَّ ليل السبت، فيما الرتابة تحكم المسابقة، أقلّه من حيث نوعية الأسئلة.
بدت إيميه الصيّاح واحدة من الملكات، جميلة، أنيقة، من حضورٍ ووقْع. بعد المايوه، عُرض الريبورتاج الأهم: كمية الجوائز. ندرك أنّ ما تناله الملكة حلم نصف البشر، وكما دائماً تُمنَح أكثر مما تَمنح. يُرفَع اسمها إلى المجد وينطفئ بعد برهة. هي المرأة التي تصنع ليلة واحدة، وبعدها يُحدّ حضورها وأحياناً، يا للأسف، يتقلّص.
ثمة جميلات، لا شكّ. أجساد ميّاسة، ضحكات، وأحلام. مرّت الشابات بلباس البحر، وبأزياء زهير مراد، وخضن اضطراب الإجابات. نسلّم بحقيقة أنّ الجمال أذواق، والوجوه والأجساد أذواق. لكنّ البديهة والفهم والعمق معيار ثابت. قدّمت كلّ شابة قضيتها: الحدّ من عمالة الأولاد، التوعية على خطر السوشيال ميديا، حقوق المرأة، وسواها. جميل، وننتظر بعد القول، الفعل.
القلب يخفق، تكاد تُسمع دقاته. اللحظة الحاسمة أتت: السؤال والجواب. كان لا بدّ من ارتباك وتلعثم أمام هيبة الجمهور والكاميرا. مرَّت أسئلة بائسة، "تعجيزية"، استدعت ما يناسبها من إحراج ونكات. ومرة جديدة، كُرِج الجواب الجاهز على أيّ سؤال. مللنا أسئلة تدّعي الفصاحة، فتتقولب أمامها عقول المشتركات، وتُفرز الأضحوكة والردّ الساذج. الجرّة لم تُكسر، أجوبة قليلة كشفت بُعداً، والبقية، كالأسئلة، على السطح.
قد لا تملك الملكة ساندي تابت كاريزما بعض منافساتها، لكن بالرّاحة عليها. وائل كفوري ابتلع كلّ كاريزما.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم