الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"التضحيات المتبادلة" بين الحريري ونصرالله تنقذ النظام؟

سابين عويس
سابين عويس
"التضحيات المتبادلة" بين الحريري ونصرالله تنقذ النظام؟
"التضحيات المتبادلة" بين الحريري ونصرالله تنقذ النظام؟
A+ A-

في الوقت الفاصل عن جلسة الانتخاب المقررة في ٣١ من الشهر الجاري، ينشط كل فريق سياسي في جمع أوراقه بعد الخلطة التي أحدثها إعلان الرئيس سعد الحريري تأييده ترشيح العماد ميشال عون. ذلك أن كل فريق سيسعى الى استجماع قواه استعدادا لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس. فالتفاهمات على الرئاسة ما قبلها لن تكون هي نفسها بعدها، بل سيكون ثمة حاجة الى تفاهمات جديدة على الحكومة. وسيكون على كثيرين أن يعيدوا النظر في حساباتهم تمهيدا للانضِمام الى ركب المرحلة الجديدة، وهي مرحلة لن تكون سهلة، بل محفوفة بالمطبات والألغام.


هذا ما يفسر رغبة "حزب الله" في تأجيل جلسة الانتخاب الى موعد جديد، من أجل إفساح المجال أمام تهدئة المناخات الداخلية ضمن ما كان يعرف سابقاً بتحالف ٨ آذار، والذي انتهى عمليا بعد لجوء العماد عون الى تحالفات ثنائية مع "القوات اللبنانية" و"المستقبل"، جعلته أقرب الآن الى هؤلاء، بعد اختلافه مع فصيلين أساسيين في ٨ آذار هما الرئيس نبيه بري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية.
ويسعى الحزب في هذا الإطار الى التأجيل من أجل ترتيب الامور مع الرئيس بري الذي لا يزال متمسكا بموقفه الرافض للتصويت لعون، إنطلاقا من موقف مبدئي كما تقول أوساطه، ولكن مستندا كذلك الى دعم الحزب له وحرصه على إرضائه.
في موازاة ترتيب البيت الآذاري على ضفة الحزب وحلفائه، يستغل الرئيس سعد الحريري الوقت المتاح أمام جلسة الانتخاب من أجل لملمة البيت "المستقبلي" ورأب الصدع داخله بعد حال التململ التي سادت أخيراً منذ قرر زعيم التيار خوض مغامرة ترشيح عون.
وفي حين يعول كثيرون على هذا التصدع من أجل إضعاف الحريري وإنهاكه قبل التربع على عرش الرئاسة الثالثة، تؤكد مراجع "مستقبلية" أن هذا الامر لن يحصل، وان التباينات داخل التيار لن تؤدي في أي حال الى خروج الكثيرين عن بيت الطاعة الحريري، وذلك عن اقتناع وليس نتيجة ضغط. أما بالنسبة الى غير المقتنعين بخيار الحريري، فسيكون لهم حرية الاختيار والتعبير عن موقفهم.
يتقدم هؤلاء رأس الحربة الحريرية ورئيس كتلته النيابية الرئيس فؤاد السنيورة.
لا ترى المراجع في موقف السنيورة ما يضعف الحريري، بل على العكس هو يحقق غايتين:
- إن رفض السنيورة لانتخاب عون يساهم في احتواء جزء كبير من غضب الشارع السني، في الجانب الرافض الانضمام الى اللواء أشرف ريفي.
كما أن رفض السنيورة ومن يقف الى جانبه من النواب السنة يشكل مادة جيدة للحريري لاستغلالها في تحسين موقعه التفاوضي والحؤول دون استفراده في مرحلة تأليف الحكومة. ويدرك "مستقبليون" ان هذه المرحلة لن تكون سهلة، وان تسمية الحريري لرئاسة الحكومة لا تعني بالضرورة تسهيل مهمته في التشكيل.
وتؤكد المراجع أن السنيورة كان ابلغ الى الحريري موقفه مسبقاً، وهو على تفاهم معه في هذا الشأن، وإن كان الأخير يفضّل أن يكون رئيس كتلته الى جانبه في الموقف، ولكنه يدرك انه الى جانبه في المسيرة، وعدم تصويته لعون، لن يغير في مسار الامور شيئاً.
في أي حال، دخلت البلاد بعد اعلان الحريري خياره، وبعد رد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس عليه، بتأكيد مضي الحزب في انتخاب عون، مرحلة سياسية جديدة عنوانها الحكومة العتيدة.
وإذا كان نصرالله أعلن "تضحيته" وقبوله بترؤس الحريري حكومة العهد الاولى، متجرعاً كأس عودة الحريرية الى السلطة، بعدما أخرجها منها قبل نحو ٦ أعوام، فإن هذه التضحية تأتي لتلاقي "تضحية" مماثلة قدمها الحريري عندما تجرع كأس انتخاب عون، مما يجعل الفريقين متساويين في حسابات الربح والخسارة.
والسؤال المطروح اليوم في الاوساط السياسية يتعلق بالنقاط التي سيسجلها الحزب في رصيده من خلال الحكومة، وهي نقاط يحمل رصيدها رئيس المجلس في جعبته ضمن سلة الشروط التي سيفرضها لتسهيل المهمة الحكومية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم