السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قال كلمته ولم يمشِ...

الياس الديري
الياس الديري
قال كلمته ولم يمشِ...
قال كلمته ولم يمشِ...
A+ A-

انتظروا قليلاً لتروا كثيراً. الرئيس سعد الحريري أعلن خلال مراسم "عرس التوافق"، أو "عرس التزاوج" سياسيّاً ورئاسيّاً، أنه يدعم ترشيح الجنرال ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهوريّة، ولملء الفراغ الذي كسر ظهر الدولة، وظهر المؤسَّسات، وظهر الاقتصاد، وظهور أكثرية الشعوب اللبنانيّة النائخة تحت مستوى الفقر بأشواط.


لكنَّ الواضح من بعض العلامات، ومن "مضمون" موقف الرئيس نبيه برّي، أن المسألة الرئاسيَّة بكل تعقيداتها المعروفة وتلك غير المرئيَّة، لم ترفع يديها بعد. ولم تستسلم. وقد لا تستسلم بالسهولة التي كان يتصوَّرها بعضهم.
أمّا المعنيّون مباشرة بالاستحقاق والترشيح، والجلوس على عرش قصر بعبدا، فلم يناموا ملء جفونهم عن شواردها ليسهر الخلق جرّاها ويختصم.
فالمخاطرة الكبرى، كما سمّاها الرئيس الحريري للدلالة على أهميّة ودقَّة خطورته، أو مفاجأته، أو مغامرته السياسيّة، سيرنُّ صداها ووقعها وأبعادها في المدى الأبعد من لبنان، والأقرب إلى الدول الخليجيَّة وزعيمتها المملكة العربيَّة السعوديَّة.
هذه هي الصورة الآن. وهذا هو واقع الحال، ريثما يقترب موعد الامتحان الأول في الحادي والثلاثين من تشرين الأوَّل، الذي سبق للرئيس نبيه برّي أن عيّنه للجلسة السادسة والأربعين لمسلسل الفراغ الرئاسي... وملئه بالتأجيل.
إلّا أن الهمَّ صار همَّين، كما يرى المتابعون بدقة لـ"المبادرة الحريريّة"، فيما عقدة الاختيار لا تزال واقفة محلّها في منتصف الطريق، على رغم انضمام زعيم "تيار المستقبل" إليها من منطلق الرغبة في تحقيق الأعجوبة واتمام "المراسم" بانتخاب الرئيس العتيد.
ليس من الحكمة استسهال التعقيدات التي بدأت تتجمَّع في فضاء "التحالف الجديد" بين خصوم الأمس، ومن أول الطريق. وقبل أن تتوضّح صورة "المستقبل"، إلى الموقف الأخير والنهائي للرئيس بري وبعض التكتّلات النيابيَّة، فضلاً عن "حركة الاعتراض" التي حصدها الاتفاق في لحظاته الأولى.
وستبقى العلامات الفارقة حاضرة ناضرة، كلّما التقى خصوم الماضي المُزمن. وسيبقى باب المفاجآت المتوقّعة مفتوحاً، وتلك التي قد تنبت بين الأصابع، وبين أعضاء الفريق النيابي السياسي الواحد، والتي ظهرت بوادرها في اللحظة الأولى التي تلت نهاية خطاب "تأييد الترشيح"، وبين الجالسين في الصف الأمامي الأوَّل.
حتى هذه المواقف والانفعالات قد تتغيَّر. وليس من الضروري أن يكون التغيير بمجمله في مصلحة "التحالف الرئاسي" الطريّ العود.
غير أن سعد الحريري قال كلمته ولم يمشِ. بل أكَّد استعداده للمخاطرة والمغامرة بمستقبله، وحاضره، وماضيه عند هذا المنعطف الذي اختاره بكامل إرادته، ومعرفته أين يصبُّ... وماذا يجرف في طريقه.
إنّما الحكي عن الحصاد يكون عادة على البيدر.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم