الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رئاسة عون " محسومة" والخيار الأخير للحزب... "الأفخاخ " بين عقدة بري ومفاجآت التصويت

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
رئاسة عون " محسومة" والخيار الأخير للحزب... "الأفخاخ " بين عقدة بري ومفاجآت التصويت
رئاسة عون " محسومة" والخيار الأخير للحزب... "الأفخاخ " بين عقدة بري ومفاجآت التصويت
A+ A-

تمنى مصدر سياسي رفيع لو بادر العماد ميشال عون على اثر اعلان الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيحه لرئاسة الجمهورية الى توجيه الرسالة الملائمة وهو في بيت الوسط في شأن ما صدر عنه سابقا في حق منزل رفيق الحريري وما يمثله لكان قفز قفزة نوعية مهمة في تذليل مزيد من العقبات امامه لجهة اعطاء فكرة عن استعداده ليكون رجل دولة منفتحا على مراجعة الماضي من دون عقد واستعداده لاصلاحه ولكان خفف عن الحريري تبعة ردود فعل سلبية تتفاعل في كتلته ولدى جمهوره خصوصا ان مواقف الزعيم العوني على هذا الصعيد تركت اثارا سلبية لم تشف ندوبها على رغم الخطوة التي قام بها نجل الرئيس سعد الحريري. اذ ان مبادرات من هذا النوع تكون ناجعة جدا في مجتمعنا وتساهم في استيعاب الكثير من العقد ما لم يكن الجنرال ينطلق من قيود مسبقة تلزمه اختيار كلماته. وثمة مصادر سياسية تمنت لو ان كلام الرئيس الحريري او ذلك الذي قاله الدكتور سمير جعجع بعد زيارته الرابية من ضمن تأكيده دوره في ايصال عون، قاله الجنرال لجهة انقاذ البلد وفق ما عبر الاول وبداية تنفيذ الطائف وفق تعبير الثاني في حين ان معارضيه كثر وهو تحدث في بيت الوسط عن ادارة البلد ليس الا. ذلك انه ولو ضمن عون الى حد كبير انتخابه رئيسا في جلسة 31 الجاري باعتبار ان الخيار الاخير غدا فقط لدى حليفه " حزب الله" في حال اراد مراعاة الرئيس نبيه بري على قاعدة انه ترك له للاتفاق مع الحريري سنتين ونصف السنة وينبغي اعطاؤه اسبوعين ربما لتذليل معارضة بري، فان الامور تبقى مفتوحة على مفاجآت، ولذلك ثمة سعي دؤوب لتأمين انتخابه في نهاية الشهر وليس تأجيل ذلك الى ما بعد الانتخابات الاميركية في 8 تشرين الثاني المقبل على اساس انها قد تدخل عوامل جديدة الى المشهد السياسي.


والواقع ان ثمة اراء مختلفة في هذا الشأن. فهناك من يرى ان رئاسة عون قد حسمت ليس فقط باعلان الحريري دعم ترشيحه بل منذ زيارته للنائب سليمان فرنجية في بنشعي لابلاغه انفتاحه على خيار عون وضمان انتخابه كما بات مثبتا من خلال ضمان الحريري وجعجع و" حزب الله" الى جانبه بحيث قد لا تنجح اي محاولات اخرى على رغم المعارضة العلنية التي سجلها بري في مجلس النواب على نحو يقفل الباب امام اي ضغط لتغيير رأيه في حين ان النائب وليد جنبلاط يقيم حسابات دقيقة بين علاقته الوثيقة ببري من جهة وموضوع الجبل وتوزعه بين طوائف متعددة بينها الطائفة السنية والطائفة المسيحية من جهة اخرى. وهناك من يرى سيناريوات اخرى بناء على موقف بري بالذات على قاعدة الاقتناع بانه اتخذ موقفه ولن يمشي بعون كما لن يسمي الحريري لرئاسة الحكومة. وهذا يعني انه اذا كان الحزب يريد انتخاب عون حتى من دون بري فهو يستطيع ان يقوم بكل ما يلزم لذلك باعتبار ان مشاركته في الجلسة تعني ان يشارك عون ايضا في حين انه في حال لم يرغب الحزب في رئيس للجمهورية في جلسة 31 الجاري فانه لن يشارك فيها وكذلك عون. والمسألة في هذا الاطار تتطلب اكثر من الزيارة البروتوكولية التي قام بها عون لبري في عين التينة اذ تتطلب جهودا من الجميع بمن فيهم الرئيس الحريري. فثمة من يقول ان بري مستاء من تجاوزه في اتفاق كان عماده الحزب من دون اخذ موقع بري في الاعتبار على نحو يتلمس البعض اذا كان ذلك يحمل مؤشرات ما للمستقبل القريب. وثمة من يقول ان بري مستاء من الحريري الذي فتح حوارا مع عون من وراء طاولة الحوار فسمح للوزير جبران باسيل ان ينام على ورقة مضمونة ليرفع الصوت تهديدا بالميثاقية المفقودة ويهدد الجميع في كلامه وينسف طاولة الحوار وجلسات مجلس الوزراء فيما هو مطمئن لحوار يجري من تحت الطاولة مع زعيم المستقبل، وذلك الى جانب مآخذ اخرى تتصل بمراعاة بري الحريري في مواقع عدة وفق ما يتردد. في اي حال فان بقاء بري على موقفه من عدم التصويت لعون قد لا يمنع وصول الاخير الى رئاسة الجمهورية لكن عدم تسميته لاحقا الحريري رئيسا للحكومة له انعكاساته على الاخير كما على انطلاقة عهد عون. اذ ان عدم تكليف الحريري من بري سيفقده التكليف الشيعي وسيمنعه من التأليف لغياب الميثاقية ومن ثم احتمال عرقلتها حتى لو كانت حكومة تكنوقراط لانها تظل في حاجة الى تغطية شيعية.
من ضمن اصحاب الرأي الاخر ثمة تساؤلات اذا كان عدم تصويت بري لعون يمكن ان يشكل حالا اخرى على قاعدة ان عدم حماسة بري وجنبلاط والكتائب لعون الى جانب تيار المردة والمستقلين ربما تثير احتمالات تخيف عون من فخ يمكن ان يبرز في اللحظة الاخيرة. الا ان هذا الاحتمال يبدو صعبا الى حد ما استنادا الى وجوب الاخذ في الاعتبار عوامل عدة دقيقة جدا حول حسابات الافرقاء علما ان بعض المستقلين او الرافضين لخيار عون لن يتحمسوا شعبيا لدعم فرنجية ولو انهم يجرون تمييزا بين شخصية كل منهما ومواقفه، وفرنجية يلقى ارتياحا اكبر، الا انه في الصورة الكبرى فانهما المرشحان لقوى 8 آذار مما ينفي ما يستحق المواجهة حتى لو كان ثمة رفض كلي لعون. ومن هنا الاقتراع بالورقة البيضاء لدى كثر.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم