الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ما لم يكن في الحسبان!

الياس الديري
الياس الديري
ما لم يكن في الحسبان!
ما لم يكن في الحسبان!
A+ A-

... والآن، من هنا الى أين؟ الى انتخاب رئيس يملأ فراغ الجمهورية المزمن، أم الى أزمة إضافيَّة، أم الى تحوّل جديد نحو مخرج انفراجي تلتقي حوله الأكثرية المطلقة، ويرحّب به اللبنانيّون بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم؟


أسئلة متعدِّدة تُطرح في الساحة الرئاسيَّة، وتدور بمعظمها حول خطوة الرئيس سعد الحريري، أو مفاجأته الجديدة بإعلان دعمه ترشيح الجنرال ميشال عون.
واحدٌ من هذه الأسئلة انتشر أمس قيد التداول، وهو يتناول بصورة خاصة موقف المملكة العربيَّة السعوديَّة من كل ما يجري ويحصل في الساحة السياسية حول الرئاسة، والترشيح، مع لماذا، وكيف، ومتى، والى آخر المعزوفة...
ثم انضمام الدول الخليجيَّة الى دائرة التساؤلات، والبحث في "جوهر" الموضوع الرئاسي اللبناني، ومن زاوية اهتمام هذه الدول بالوضع اللبناني لألف سبب وسبب، والى درجة أن معلومات وصلت الى بيروت تفيد باختصار أن لقاءات عربيَّة خليجيَّة تناولت قضيَّة تأييد الحريري لعون، وكانت الخلاصة رفض التأييد والترشيح معاً.
ومن جملة المعطيات والعوامل "كون الجنرال عون قد تمّت تجربته سابقاً، وكانت نتيجتها مكلفة جداً، بشهادة مَنْ عيّنه رئيس حكومة في ذلك الحين". كما ورد في تعليقات وتحليلات صحافية وتلفزيونيّة...
يبدو من مجمل المعطيات، والتصريحات، والمواقف، أن ردود الفعل الرافضة لهذا الواقع المستجد لن تتأخَّر في الاعلان عن نفسها.
من الأسئلة أيضاً: هل بات لبنان بين ليلة وضحاها قويّاً بذاته وذواته، مستغنياً عن الاشقاء العرب، وخصوصاً بالنسبة الى مجلس التعاون الخليجي وزعيمته المملكة العربية السعوديَّة؟
كل الدلالات والآراء والتحليلات الواردة الى العاصمة اللبنانية من العواصم العربيَّة المهتمة بالمشكلة الرئاسيَّة في لبنان تشكك في قدرة المستجدَّات على اختراق الحواجز الداخلية والعربيَّة معاً.
الى ذلك كلّه ثمة تخوّف، قد يكون في محله وفي وقته، من انعكاس هذه الخطوة على الوضع اللبناني الذي ينطبق عليه المثل القائل "لا تهزّ الواقف على شوار".
واللافت أيضاً في هذا السياق تناول جريدة "عكاظ" السعوديَّة "نقلاً عن مصادر مطلعة أن انتخاب عون دونه مخاطر كثيرة، أولها أمني. وهذا ما تعمل بعض الجهات الخارجيَّة على تجنّبه".
على رغم ذلك كلّه سيبقى الغموض يكتنف هذه الخطوة، وما سيترتَّبُ عليها. وليس مستبعداً الافساح في المجال لمفاجآت قد تعيد خلط الأوراق، وبروز متغيّرات جديدة لم تكن واردة في حسابات البعض.
في كل حال، الحريري أعلن موقفه ولن يتراجع.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم