الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعض النقاط على بعض الأحرف!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

هل كُتِبَ ما كُتِب، وتمَّ ما جاء في الكتب، وما ورد في الأخبار وعبر الهواتف والتغريدات؟


آراءٌ وأفكارٌ واستنتاجات صبَّت مساءً في أكثر من اتجاه تعليقاً على "التطوَّرات الرئاسيَّة"، خلاصتها أن من الخطأ التفكير في "تجاوز" الرئيس نبيه برّي أو الاتجاه نحو خطوة كهذه.
وفي اعتقاد هؤلاء أنه ليس من السهولة الإقدام على مغامرة من هذا النوع، وبهذا الحجم، وفي وضع محليِّ وإقليمي لا يحتاج إلى شرح يطول... إلّا إذا كان اليأس قد ضرب كل مواقع الصحوة، والواقعيَّة، والتعقُّل.
رئيس مجلس النواب، أو حكيم عين التينة، أو المرجعيَّة اللبنانيّة التي صمدت في وجه محاولات رَمَت الى التلاعب بالتركيبة والصيغة والقفز فوق الميثاق، هذا الرجل ليس جديداً على المسرح السياسي، ولا هو من صنع مصادفة ولَّت الأدبار مع كل انجازاتها التي تشهدُ لصانعها.
إنَّ نبيه برّي هو بالذات الذي قيل فيه إنّه ابن بجدتها وحلّال المشاكل والأزمات التي كادت تهزُّ الأرض من تحت أقدام الدولة ومؤسَّساتها. وهو، تحديداً، من يُقال فيه إنه كالعملة النادرة.
بل هو بالذات مَنْ يعود بذاكرة الكبار، ومُتابعي التاريخ السياسي في لبنان، الى هاتيك الأيّام التي كان خلالها مجلس النواب ساحة وغى، ونزال، ومبارزة بين فطاحل القانون.
ليس القصد هنا الإشادة برئيس المجلس، باعتباره مَنْ يُقال فيه خير خلف لخير سلفٍ أو سالفين، إنّما لتأكيد أهميَّة الدور الكبير والبنَّاء، فضلاً عن المسؤوليّات المُثقلة بالهموم والمنوطة بـ"حكيم عين التينة" منذ سنوات.
ولا رغبة لأحد في رمي الملامة على مَنْ يرتِّب "اللعبة الرئاسيَّة على النحو الذي بات معروفاً، إنّما لتذكير الجميع بحنكة هذا المرجع الذي استطاع "الحلول" محلَّ المؤسّسات بأكملها، وإيجاد المخارج والتفاهمات الملائمة لألف حكاية وحكاية.
فهل من محاولة للاتفاف عليه، أو السير في "تركيبة" ما من غير الوقوف على رأيه، أو خلافاً لرؤيته؟
لا يلجأ برّي إلى الضرب في الرمل، أو إلى عرّافات دلفي، أو إلى قارئات الفنجان، فالخبرة تساعده دائماً على معالجة ما لا يستطيع مرجع آخر أن يُقدم عليه أو يفعله. ومن دون القفز فوق شبكة العلاقات الإقليميَّة والدوليّة، وحيث بات المرجع الذي لو لم يكن موجوداً لكان من الضروري إيجاده.
في كل حال، لم يفت الأوان بعد. ولا يزال أمام أصحاب "المساعي الحميدة" الوقت الكافي لاصلاح ذات البين، وتصحيح الخطوة الناقصة، والتي لا يمكن أن تصبح كاملة إلّا متى نالت رضا الرئيس برّي وحظيت بموافقته.
ليست هذه الإشارة بدافع توجيه المديح إلى الرجل، إنّما للفت "لاعبي" الورقة المكشوفة في السباق الرئاسي والقول لهم: لا حياة لأيّة مبادرة لا تحمل ختم الموافقة من "حكيم عين التينة".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم