السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

1990-2016... الافلاس

فادي الجميّل- عضو سابق في "الهيئة التأسيسية للتيار الوطني الحر"
1990-2016... الافلاس
1990-2016... الافلاس
A+ A-

في 10 تشرين الاوّل 2016 أطلق كوادر حاليون وسابقون في التيار الوطني الحر، تحت شعار "التيّار الوطني حرّ"، الى جانب ضباط متقاعدين واهالي، دعوة للصلاة في كنيسة الحدث في 13 من الجاري على ارواح شهداء13 تشرين 1990، ولاستذكار المخفيين قصراً في سوريا منذ ذلك اليوم المشؤوم.


فقامت قيادة التيار بممارسة شتّى انواع الضغوط لإلغاء القدّاس. وعند فشل هذه المحاولات، قررت ارسال رئيس التيّار، محاطاً بعدد من الأشخاص، لوضع أكاليل على النصب التذكاري للشهداء في الحدت قبل ساعة من بدء قدّاس المعارضين والأهالي، وارتجلت اعتصام حول نائب رئيس الحزب في الأشرفية.


وفي الوقت عينه، رفعت دعوى قضائيّة امام قاضي الأمور المستعجلة بهدف إقفال موقع المعارضين على شبكة التواصل الاجتماعي. فاستجاب القاضي وأصدر قرار اقفال الموقع "حماية لهذا الاسم والشعار الخاص به وابعاداً للخطر المحدق به"، كما نص القرار على منع المعارضين من استعمال شعار "التيار الوطني حر" او شعار ال"7"...


وكللت قيادة التيّار الاسبوع بدعوة للتظاهر على طريق القصر الجمهوري نهار الاحد 16تشرين الاوّل تحت عنوان "يكون الميثاق او لا يكون... لبنان".


يراجع المرء فيلم الأسبوع فينتابه شعور بمرارة عميقة وغضب عارم... وتتردّد كلمة واحدة في الذهن: "افلاس"


افلاس معنوي لقيادة تستغلّ دمّ الشهداء في البازار السياسي وتتنكر للمبادئ التي استشهدوا لأجلها، فتحول التيّار الى حزب طائفي إقطاعي، حزب يقصي ويفصل مناضليه فيما يحتضن رموز فترة الاحتلال السوري ويعطي الصدارة لرجال الاعمال ويستجدي المتمولين.


افلاس لقيادة لم تطالب حتى اليوم بمخطوفي 13تشرين الاوّل 1990، على الرغم من علاقاتها الممتازة والزيارات المتكرّرة والمراسيل بين الرابية والنظام السوري، فتلطّت خلف "هيدي مسؤوليّة الحكومة"، متناسية ان لها مسؤوليّة معنويّة مباشرة كقيادة في ال1990 وكجزء لا يتجزّأ من الحكومات المتتالية التي شارك فيها التيّار.


افلاس لقيادة التيّار عندما تمارس الضغط لمنع معارضيها من إقامة قداس على نيّة الشهداء في 13 تشرين الأوّل. وتبتكر تحرّكات في اللحظة الأخيرة لمنافستهم.


افلاس معنوي عندما ترفع عليهم دعوى قضائيّة لمنعهم من استعمال اسم التيّار وهي التي استولت على التيّار بعد تعديل نظامه بشكل غير شرعي (عدم إيداع النظام المصوّت عليه من قبل الهيئة التأسيسيّة للتيار في 9 حزيران 2006 لدى وزارة الداخليّة واستبداله بنظام رئاسي من خارج ايّ إطار قانوني) وغير مشروع (تعديل النظام من دون الرجوع الى الهيئة التأسيسيّة، او الهيئة العامّة).


وافلاس معنوي واخلاقي وسياسي ووطني لقيادة عندما تطرح معادلة "وصول العماد عون الى الرئاسة... او لا يكون لبنان". فللعماد عون حق الطموح في الوصول الى الرئاسة الأولى، وهذا حق لا يمكن لاحد انتزاعه منه وهو رئيس أكبر كتلة نيابيّة مسيحيّة في البرلمان. ولكن ربط وجود لبنان بوصول العماد عون الى سدّة الرئاسة ينم عن افلاس فادح فكيف يسمح حزب لنفسه، مهما علا شأنه، ان يعتقد بأن من او ما يمثّله أكبر من الوطن.


فيا له من أسبوع، تحوّل من هزيمة في 1990 الى أمل في ال2005، بعد نضال مشرّف على مدى 15 عاماً، الى افلاس في العام2016!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم