الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

طريقة جراحية حديثة لبتر سرطان المبيض

فاديا الصليبي
طريقة جراحية حديثة لبتر سرطان المبيض
طريقة جراحية حديثة لبتر سرطان المبيض
A+ A-

سرطان المبيض يُعدّ من أخطر السرطانات النسائيّة، ولكن مع تقدّم الطبّ الجيني والتقني والجراحي في هذا المضمار أصبح ثمة إمكان للتغلّب عليه. مقابلة مع الجرَّاح المعروف بمهارته في بتر التلصيقات السرطانيّة دكتور شبل عازار يكشف عن كيفيّة محاربة سرطان المبيض.


1- ما هي أسباب سرطان المبيض؟


سرطان المبيض يحدث عندما تتحوّل الخلايا وتتكاثر لتشكّل ورماً خبيثاً. وفي غالبيّة الحالات يتكوّن السرطان من خلال خلايا ظهاريّة Epithelial Cells. يحتلّ سرطان المبيض المرتبة الخامسة من حيث السرطانات النسائيّة بعد سرطان الثّدي وسرطان القولون وسرطان الرّحم وسرطان الأمعاء. إنّ معدّل العمر الوسطي للإصابة به هو 65 سنة ومعدّل الإصابة به لأسباب وراثيّة جينيّة يُساوي 10 في المئة. لذلك الأفضل للنساء المعرّضات للإصابة بالسرطان في منطلق تاريخ عائلي أن يجرين فحص الموجات فوق الصّوتيّة عبر المهبل أو فحص سرطان Antigen – dosage 125 كل 6 أشهر إبتداءً من عمر 35 سنة، أو من 5 سنوات إلى حدود 10 سنوات قبل السّن الذي ظهر فيه السرطان لدى القريبة أو لدى الوالدة.


هناك 3 عناصر تلعب دورها:


• السّن: هو العنصر الأساسي لخطر الإصابة وهو يتصاعد إبتداءً من عمر الــ 60.


• العوامل العائليّة: هناك سرطانات عائليّة تتّصل بسرطان المبيض كسرطان الثّدي ممّا يستوجب الفحص المستمر للمبيض، وقد يحدث بروز سرطان المبيض والثّدي في نفس العائلة ومن المُمكن أن تُصاب المرأة بهذين المكانين في نفس الوقت، لذا فإنّ وجود هذا الجين الوراثي قد يؤدّي إلى خطر الإصابة بسرطان المبيض قبل سنّ الخمسين.


عامل الهرمونات: خطر الإصابة بسرطان المبيض يُصبح عالياً عند اللّواتي لم يُنجِبن واللّواتي إنقطع عندهُنّ الطمث متأخّراً.


2- ما هي العناصر التي تُساهم في تخفيف درجة الإصابة؟
- حالات الحمل في توقيته الصحيح
- الرّضاعة التي تخفّف 19 في المئة من خطر الإصابة.
- تناول حبوب منع الحمل التي تخفض عدد البويضات، وبالتالي تنخفض درجة الإصابة بالسرطان نحو 34% و 70% إذا بلغ استعمال مانع الحمل 6 سنوات وأكثر.


3- أحياناً يتمّ الكشف عن سرطان المبيض لدى شابّات، كيف يتمّ العلاج؟


- هذا يتوقّف على مدى رغبتهنّ في إنجاب الأولاد، فملفّاتهنّ تُدرس بعناية لاختيار استراتيجيّة علاجيّة صحيحة. فمن المُمكن في بعض الأحيان الحفاظ على الرّحم ومبيض واحد، وإنّما وفقاً لشروط قاسية يجب أخذها بعين الإعتبار إلى حين الإنجاب.


4- كيف تحدّد مدى نجاح العمليّة والشفاء لدى المريضة؟


 تشخيص المرض والشفاء يتوقّف على عدّة عوامل:


- المرحلة الأولى: وهي العامل الأهمّ في تشخيص غالبيّة أنواع سرطان المبيض، والمرأة التي يتمّ اكتشاف سرطان مبيضها باكراً يكون التشخيص لصالحها إيجابياً جداً.


- الإنتشار في البطن: من المُمكن أن تنتشر أورام صغيرة في البطن من خلال الورم السرطاني في المبيض وتتكاثر في أعضاء الحوض. فإذا لاحظنا هذا الأمر فالتشخيص يُصبح أقلّ إيجابيّة.


- درجة السرطان: تحديد درجة السرطان هو عامل مساعد للتشخيص، فالأورام ذات الدرجة المُنخفضة تؤدّي إلى تشخيص إيجابي من حيث الشفاء أكثر من الأورام ذات الدرجة العالية.


- إمكان انتزاع الورم نهائيّاً: يؤدّي إلى نتيجة إيجابيّة جداً من حيث الشفاء.


- التجاوب مع الجلسات الكيمائيّة: وهو يُعتبر عنصراً إيجابياً للشفاء.


- نوعيّة العمليّة الجراحيّة: نحن نستعمل كلمة "Debulking" أي جراحة بتر سرطان المبيض، فكلّما كان هذا البتر كاملاً كلّما ساهم هذا الأمر في شفاء المريضة. فالبتر الأمثل هو "البتر المجهري" ومن الأفضل أن تجري تلك الجراحة المعقّدة على يد جرّاحين أو أطباء اختصاصيين في الطّب النّسائي يتمتّعون بالمهارة والخبرة. الدراسة الأخيرة أثبتت للأسف أنّ الكثير من النساء المُصابات بسرطان المبيض لم يخضعن للعمليّة المثلى "للبتر".


5- كيف يتمّ فحص الجين الوراثي لسرطان المبيض أو الثّدي؟


عندما نُلاحظ عدّة حالات من سرطان الثّدي والمبيض في العائلة من الأفضل استشارة طبيب أورام الذي سيطلب فحوصات وراثيّة مخبريّة في الدّم، الوراثة هُنا تشكّل 10% من ناحية عائلة الأب والأم، فالجين الأكثر بُروزاً هو BRCA1 أمّا الجين BRCA2 فهو نادر. من هُنا من المُمكن أن نُحدّد إمكان الإصابة مستقبلاً بسرطان الثدي أو سرطان المبيض وهذا ما يُفسّر غالباً وجود هذين النوعين من السرطان في العائلة الواحدة ومع ذلك فإنّ النساء الحاملات لهذا الجين الوراثي هنَّ قليلات العدد، وفي هذه الحالة نستأصل المبيض لنمنع الإصابة وهو ما يُسمّى "باستئصال المبيض الوقائي"، كما حدث مع النّجمة "أنجلينا جولي"، هو قرار شخصي من المُمكن أن تتّخذه المرأة ما إن تنتهي من مرحلة الحمل والإنجاب، وقلما يظهر سرطان المبيض قبل سنّ الأربعين.


6- أنت معروف باجتثاث التلصيقات السرطانيّة، هل من المُمكن أن تشرح لنا الطّريقة الخاصة التي تلغي فرضيّة الإنتكاسة من جديد؟


إنّ البتر الكامل لكل بؤرة سرطانيّة هو الأساس العلاجي لسرطان المبيض، فالجراحة تتألّف من بتر الرّحم والمبيض والغدد اللمفاويّة ومساحة الدّهون التي تتعلّق بالإمعاء والتي تغطي القولون. هذه المساحة غالباً ما تحمل خلايا خبيثة، فمن الأفضل بترها للوقاية. عندما نشخص سرطان المبيض، هناك غالباً تهريب لخلايا سرطانيّة في غشاء الكرش ما يستلزم استئصال تلك البؤر وفي بعض الحالات قد نضطر لاستئصال قسم من القولون الأكبر والأصغر، بالإضافة إلى استئصال الحويصلة (المثانة) والطّحال ونكون بذلك قد أزلنا كل المساحات المصابة.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم