الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عن تحالفات علي صالح

المصدر: "النهار"
سعد بن عمر- كاتب سعودي
عن تحالفات علي صالح
عن تحالفات علي صالح
A+ A-

تولى علي عبدالله صالح  رئاسة "الجمهورية العربية اليمنية" والكل راغب بهذا الكرسي الذي قُتل عليه رئيسان في ثمانية أشهر، ففي عام 1978 كان الحزن يجتمع على اليمن كما لم يجتمع من قبل على الرئيس ابراهيم الحمدي الذي اغتيل بطريقة فيها كثير من الرداءة، والخِسّة التي لم يعهدها الرجال في اليمن حتى لدى وجبة الموت، ثم تلى ذلك اغتيال خلفه الرئيس الغشمي بطريقة أبشع، عن طريق تفجير زائر بحقيبة تم تبديلها بدون علمه.


فعندما حضر المقدم علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر والشيخ غالب الاجدع اجتماعًا مع الامير سلطان بن عبد العزيز عقب اغتيال الغشمي بأيام، وكان على صالح رجلاً عسكريا ذكيًّا، وكان في القوات المسلحة اليمنية من هو أرفع منه رتبة، أما الزعيمان القبليّان فكانا أكثر نفوذا وحضورا في صنعاء آنذاك، واتفقوا على إسناد الرئاسة لعلي صالح ودعمه من الاحمر والاجدع.
وكان هذا الاجتماع هو بداية التحالف الأول لعلي صالح وكان مع القبيلة وبالذات مع قبيلة حاشد التي يرأسها الاحمر، وظل هذا التحالف قويا ممسكا بزمام الامور حتى سنة 1982 موعد إنشاء "حزب المؤتمر الشعبي العام".
فأضاف علي صالح مع الجيش والقبيلة "حزب المؤتمر"، واستمر هذا الثلاثي بدعم علي صالح حتى 1990 موعد الوحدة، وايضا انشاء حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي اصبح الحليف القوي استعدادا لحرب الانفصال.
فقي الوقت الذي أعلنت فيه الوحدة بين شطري اليمن، كان علي صالح يُخرج التجمع اليمني للوجود من دون ان يدرك ذلك شريكه في الوحدة علي البيض.
وبعد حرب الانفصال مباشرة التي فاز فيها المؤتمر والتجمع قام علي صالح بتكرار تجربته مع الاصلاح، بإنشاء الحوثيين في صعدة عام 1994 في خطوة مشابهة لتلك التي في عام 1990 مع التجمع.
وكان الهدف من انشاء الحوثيين ودعمهم هو التوطئة لحكم ابنه احمد علي صالح، وبدأت الامور تتكشف أكثر في عام 2009 بإسناد الوظائف العليا للمقرّبين من الحوثيين وزملاء احمد علي صالح، واعادة المحاولة تلو المحاولة لاغتيال علي محسن الاحمر الشريك الاساسي في حرب الوحدة، وظهرت للشارع اليمني ألاعيب علي صالح بأن الحرب في صعدة ليست لتثبيت سلطة الدولة، انما لتقوية الحوثي وتهيئته للحكم مع علي احمد، عندما فاجأ "الربيع العربي" الكل وكادت اليمن ان تنزلق الى الفوضى، وتعطلت نواحي الحياة بالمظاهرات وجاءت المبادرة الخليجية لتنقذ الموقف، الا ان علي صالح سلم الحكم لنائبه عبد ربه منصور هادي، ولم يسلم القوة التي تحكم. ومن هنا بدأ التدمير وبدأ التحالف الحوثي- صالح يظهر للعيان في محاولة اشعال ثورة جديدة وهي اشعال حرب في اليمن السعيد.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم