الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بعد أن "تذكِّرها مرَّة بالسنة"... هذا ما ستتكفّل به وزارة الصحة!

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
بعد أن "تذكِّرها مرَّة بالسنة"... هذا ما ستتكفّل به وزارة الصحة!
بعد أن "تذكِّرها مرَّة بالسنة"... هذا ما ستتكفّل به وزارة الصحة!
A+ A-

ارتدت وزارة الصحة اللبنانية حلَّة جديدة، فغطَّت المظلات الوردية المبنى الجديد في منطقة بئر حسن، في إطار الحملة الوطنية للتوعية ضد سرطان الثدي للعام 2016. هذه الحملة المستمرة للسنة الخامسة عشرة على التوالي، هي مرحلة أولى من مشروع يتضمَّن خطةً متكاملة للتقييم الصحي التقني. وتحت شعار "ما بتنسى شي بس معقول تنسى الصورة الشعاعية ذكرها مرة بالسنة"، جرى الإعلان عن المعايير التوجيهية الجديدة للصورة الشعاعية.


 


الوزارة ستتكفل بالترميم


"سرطان الثدي قضية بالغة الجدية صحياً واجتماعياً واقتصادياً. والأرقام خير دليل، إذ إنَّ امرأة من بين 8 نساء معرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي. كما أنَّ سرطان الثدي يمثل 41% من كل السرطانات التي تصيب المرأة، ويمثل أيضاً 21% من مجموع السرطانات"، هذا ما أشار إليه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في كلمة له شدّدَ فيها على أهمية رفع مستوى التوعية على الصعيد الوطني.


واستغرب أبو فاعور "عدم إقبال النساء على إجراء الصورة الشعاعية للثدي إلا بنسبة 44.5%. مع العلم أنَّ هذا المرض هو الأكثر كلفة والأكثر فتكاً بالمرأة إذا ما تُرك ليتفاقم من دون رادع. في العام 2008 كان معدل الإصابة بالسرطان في لبنان 86 حالة لكل 100 ألف امرأة، فيما سجلت حوالى 8000 إصابة جديدة كل سنة. وتتحدث الدراسات الأخيرة عن معدل إصابة تجاوز الـ 200 لكل 100 ألف امرأة. نحن ندعو كل نساء لبنان ابتداءً من عمر الأربعين إلى إجراء هذه الصورة التي لن تكلفهم شيئاً في المستشفيات الحكومية والقليل في المستشفيات الخاصة. ولكن في المقابل سيكون مردودها كبيراً جداً على صحتهنَّ وصحة المجتمع وعلى خزينة العائلة والدولة معاً. وفي هذا الإطار، أُعلن عن إطلاق مبادرتين جديدتين لوزارة الصحة العامة، الأولى ترتبط بالمعايير الواجب اتباعها في المستشفيات الحكومية لتحسين عملية التصوير الشعاعي للثدي خلال الحملة كمرحلة أولى، لتُطبَّق لاحقاً في كل المستشفيات والمراكز المشاركة في الحملة. إذ نهدف إلى تحسين جودة وكفاءة خدمات الرعاية الصحَّية التي تقدِّمها المستشفيات الحكومية وتسهيل وصول المواطنين إليها. والثانية من خلال ما ستقوم به #وزارة_الصحة العامة بدءاً من الأول من تشرين الأول 2016، ألا وهو تغطية نفقات عمليات ترميم الثدي بعد استئصاله جراء الإصابة بسرطان الثدي للمرضى المستفيدين من تقديمات وزارة الصحة العامة، وسيُعمم القرار على جميع المستشفيات والأطباء المراقبين لإجراء اللازم".


الصورة الشعاعية ليست ترفاً


بدورها، شدَّدت السيدة لمى تمام سلام على "الدور الأساسي والمحوري للتوعية في مكافحة #سرطان_الثدي. فالحملات المتتابعة نجحت إلى حدٍّ كبير في تنبيه النساء اللبنانيات وأزواجهم وعائلاتهم إلى أهمية الصورة الشعاعية السنوية، التي تتيح الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ما يُمكِّن من وأده في مراحله الأولى"، لافتةً إلى أهمية "مواظبة المرأة على إجراء الفحص الشخصي المنزلي، والتزام إجراء الصورة الشعاعية سنوياً بعد سن الأربعين، وهو ليس ترفاً أو خياراً، بل واجبٌ وضرورة".


من 3236 إلى 12190 امرأة


من جهتها، لفتت مديرة مكتب "روش" في لبنان ألفة بّو في كلمةٍ لها إلى أنَّ "حملات التوعية المتواصلة طوال السنوات الماضية طورت الإمكانات التقنية وحسَّنت نوعية الكشف. وساهمت حملة عام 2014 – 2015 في تعزيز أهمية دور الرجل في رعاية المرأة، مشجعةً إياه على المشاركة بشكل فعَّال في مسيرة مكافحة سرطان الثدي". وأشارت إلى أن "الدول النامية تحتاج عادةً إلى ما يقرب من 15 سنة على الأقل من الحملات المتواصلة لتحقق التغيير المنشود بنسبة الوفيات، ونحن فخورون بما أنجزناه لغاية يومنا هذا. وعلى الرغم من أنَّ سرطان الثدي يشكل النسبة الأعلى من الإصابة بالسرطان في صفوف النساء، إلاَّ أنَّ الكلام عنه لم يعد من المحرَّمات لأنَّ حملات التوعية المتكررة والمتتالية نجحت في تثقيف الجمهور المستهدف وزرع بذور الأمل بإمكان الشفاء. ولقاؤنا اليوم تأكيدٌ على دعمنا طيلة 15 سنة لهذه القضية والتزام "روش" بالرعاية الصحية من خلال خطة التقييم الصحي التقني لتحسين عملية التصوير الشعاعي طيلة مدة الحملة، ما ساهم في الكشف عن حالات جديدة كل سنة، مع مضاعفة أعداد النساء اللواتي خضعنَ للصورة الشعاعية، وقد ارتفع هذا العدد من 3236 سنة 2008 ليصل إلى 12190 امرأة عام 2012 أي تقريباً ثلاثة أضعاف. ليبقى هدف "روش" متابعة المريض خلال رحلة علاجه، والتأكد من أنه يتلقَّى التشخيص الصحيح والعلاج الناجح ضمن معايير ذات جودة عالية".


نسبة الشفاء تزيد على 80%


إلى ذلك، اعتبر البروفسور ناجي الصغير، رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي ومدير مركز سرطان الثدي في الجامعة الاميركية في بيروت أنَّ سرطان الثدي لم يعد ذلك "البعبع" الذي لا نتجرأ على ذكره، إذ إنَّ الإحصائيات في لبنان والدراسات الجديدة أظهرت أنه بات بالإمكان اكتشاف حالات الإصابة بسرطان الثدي في مراحل ثانية وأولى بنسبة 65% حيث نسبة الشفاء تزيد على 80 إلى 90% مع إمكان عدم استئصال كامل للثدي ولا استئصال كامل لعقد تحت الإبط اللمفاوية". ولفت الصغير إلى أنَّ "سرطان الثدي المتقدم موضوعياً أو المنتشر في الجسم والذي يكون علاجه أصعب ونسبة الشفاء منه أقل، قد تراجع إلى 35% أي 600 حالة جديدة متقدمة كل سنة. وهذا يستدعي تكثيفاً إضافياً لحملاتنا لنصل إلى كل السيدات والآنسات والأمهات في كل مناطق لبنان لحضهنَّ على زيارة الطبيب كل سنة إبتداءً من سن الأربعين بغية الخضوع للفحص السريري العيادي وإجراء الصورة الشعاعية الماموغرافي".


50% من نساء لبنان صحتهن ليست بخير


بدوره، أكد الدكتور فيصل القاق عضو اللجنة الوطنية لسرطان الثدي أنَّ " دراسات عدَّة في لبنان أشارت إلى أنَّه كان بالإمكان تفادي الوفاة جراء الإصابة بسرطان عنق الرحم والثدي والحمل والولادة لو توافرت التوعية والخدمات الوقائية وفحوصات التقصي. وهذا يتطلَّب من الأطباء وبمساندة مكونات القطاع الصحي التركيز على تعزيز الصحة من خلال الإرشاد داخل وخارج العيادات والمراكز الصحية. فالزيارات الدورية تمثِّل فرصة ذهبية للحديث عن السلوكات الصحية والممارسات السليمة، واللقاحات، وفحوصات التقصي، ونصائح تعزيز الصحة، وليس فقط وصف الدواء المحدد. وعندما تشعر 50% من النساء في لبنان أنَّ صحتهن ليست بخير فهذا يعني أنَّ دورنا في تعزيز صحة النساء ليس بكافٍ، وعليه يجب أن تقوم الجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية بنشاطات مختلفة، وبإنتاج مواد، وبتقوية الموقع الإلكتروني، وبتدريب أطبائها، لتأدية دورهم في تعزيز صحة المرأة".



لسلامة صحتك تعتبر الصورة الشعاعية ضرورية، ويمكنك الاستفادة من حملة التوعية الوطنية التي تمتد على مدى ثلاثة أشهر أي حتى نهاية شهر كانون الأول 2016، حيث ستخفِّض المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة في كل أرجاء لبنان كلفة الصورة الشعاعية إلى 40 ألف ليرة لبنانية. بينما ستقدِّم المستشفيات الحكومية الصورة الشعاعية للثدي مجاناً طوال فترة الحملة.



[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم