الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

حين هتف "قادة المحاور" في التبانة لعباس ابرهيم...

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
حين هتف "قادة المحاور" في التبانة لعباس ابرهيم...
حين هتف "قادة المحاور" في التبانة لعباس ابرهيم...
A+ A-

فاجأت الزيارة التي قام بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابرهيم إلى طرابلس، مختلف الأوساط بسبب حفاوة الاستقبال، خصوصاً في المناطق الشعبية التي شهدت جولات العنف المدمرة، والتي كانت وقوداً لها تعبئة مذهبية تفاقمت في جولات الصراع مع "الجوار العلوي".


لم يكن من السهل، قبيل زيارة اللواء إبرهيم إلى طرابلس، أن يتقبل الشارع، الشعبي خصوصاً، مفهوم "الآخر" ، لكن زيارة اللواء عباس أسقطت هذه الاعتبارات، كشفت أن المذهبية ما هي إلا موجة عابرة، و"عدة شغل" المعركة، وكانت تقودها وتؤججها ضرورات الصراع.
والزيارة التي جاءت لتوقيع مذكرة تفاهم مع نقابة المحامين في طرابلس، على غرار ما جرى مع نقابة بيروت، إلا أن ابعادها تخطت حدود الزيارة الرسمية للغاية المذكورة، فزار الأحياء الشعبية، وقابل أهالي الموقوفين، واستمع الى مطالبهم وتسلّم مذكرة مطالب منهم، كذلك شارك في استقباله عدد من قادة المحاور في التبانة ممن خرجوا أخيراً من السجن ليؤكدوا التزامهم وتعاونهم الكامل مع الأجهزة الأمنية لحماية منطقتهم، وعلت الهتافات المؤيدة له، لتتردد أصداؤها في الحي القريب، بعل محسن، الذي ستكون له زيارة خاصة من ابرهيم، لهدف طبيعي منتظر، هو عقد المصالحة بين أحياء المنطقة الواحدة: باب التبانة، بشقيها التبانة وبعل محسن.
وقد أقام الرئيس نجيب ميقاتي حفل غداء له، بمشاركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، النائب احمد كرامي، ممثل الوزير محمد الصفدي أحمد الصفدي، وفاعليات قضائية وأمنية واجتماعية وسياسية ودينية.
ورحّب ميقاتي به "عرفناه منذ زمن قمة في الوفاء والأخلاق والمناقبية والإخلاص والوطنية والشفافية. وما وجوده في طرابلس إلا دليل على حبّه ورعايته لكل المناطق اللبنانية دون تمييز".



علوش
الزيارة تركت انطباعات متباينة لدى القوى السياسية، فبرغم ترحيبه باللواء ابرهيم، و"توقفنا عند ادائه المتميز خلال السنوات الماضية، وفي الامن العام" بحسب النائب "المستقبلي" السابق الدكتور مصطفى علوش، لكن الزيارة، بنظره، "أعطيت طابعاً سياسياً وشعبياً مضخماً، وهذا غير مألوف".
علوش لاحظَ أن هناك متغيّرات واضحة على الساحة "الطرابلسية"، و"في مرحلة من المراحل كان هناك عدائية تجاه بعض الاجهزة الامنية، وبالذات الامن العام، ولأسباب متعددة يعود جزء منها للجو المذهبي في البلد، وما يستتبع ذلك من معطى ان كل مسؤول شيعي في الدولة اللبنانية هو تابع لحزب الله، يقول علوش، مردفاً: "لكن اداء اللواء ابرهيم برهن ان هذا المفهوم ليس بالضرورة صحيح، وهو استطاع ان ينأى بنفسه عن الاصطفافات المذهبية، واعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي ادى الى هذا الترحيب بالشكل الشعبي الكبير".
ويتوقف علوش عند حقيقة محلية خاصة، فبنظره "الطرابلسيون اذا شعروا ان هناك عدالة تجاههم، تجاوبوا، والاهم هو ترحيب المدينة بزيارة اللواء، وهذا يؤكد ان جو المدينة ليس مذهبيا".
وقال ان "اللواء ابرهيم استطاع ان ينسج علاقات مع مختلف القوى السياسية الموجودة في البلد، وانا اعلم ان في أجواء الرئيس سعد الحريري، فالعلاقة ممتازة معه على مستويات عدة. فالامني ليس بحاجة الى ان يدخل المعترك السياسي فاذا بنى علاقات مهنية مع القوى السياسية الموجودة بناء على دوره، فهذا الأمر مرحب به، بخاصة اذا لم يكن فيها محاباة سياسية، بل يقوم بمهمته".



كرامي
وفي إطارها العام، يتحدثُ عن الزيارة النائب أحمد كرامي الذي قال: "أتى الى طرابلس ليقيم نفس العلاقة التي اقامها مع نقابة محامي بيروت، ومن غير المعقول ان لا يزور باب التبانة التي هي أكثر منطقة مصابة في طرابلس، وله زيارة أخرى الى جبل محسن قريباً لان كل مناطق لبنان تهمه".
وأضاف كرامي: "في زيارته للتبانة سمعت أصداء ناجحة جداً، وأعطوه معلومات كافية عن الوضع في التبانة، وعن وضع الموقوفين الذي كلنا نعاني منه، وأعتقد انه يكفي ما عانته التبانة ولا أحد لبنانياً يقبل ان يتم التعرض للجيش، واعتقد انه يجب ان نغلق هذا الملف ونطوي صفحة الماضي".


ولم يستغرب كرامي حفاوة الناس به، ويقول: "لأنه اللواء عباس ابرهيم، ولان يده ممدودة للكل، وعلاقاته جيدة ليس مع السياسيين فقط، ولكن ايضاً مع المواطنين، وحتى مع ما كان يسمى قادة المحاور. والاندفاع الهائل للناس عليه لم استغربه لان من لم يعرف الرجل اكيد سيستغرب".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم