الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حركة الحريري تُحرِّك الهواجس...

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

من أوّلها، البلد معجوق مخفوق بحركة محورها وحامل لوائها الرئيس سعد الحريري. المثل ينصحنا ألّا نقول فول قبل أن يصير بالمكيول. وتوضيحاً للصورة وأبعادها: لا تزلغط للكرسي قبل أن تجلس عليها.


هكذا الميكادو قد علَّمنا، يقولون في اليابان. وهكذا السياسة قد علَّمتنا، يقولون في لبنان. وهكذا برهنت وأكَّدت الأحداث والتجارب على امتداد نصف قرن وأقلّ من عقدٍ بقليل: ننام على اتفاق وزاري أو تجاري، فنصحو على مطرحك يا واقف. من أسرار السياسة أن السياسيّين لا يبوحون بما عندهم إلّا متى أُطفئت الأنوار وهدأت الحركة في الشوارع والاحياء...
قد يكون وقد لا يكون. قد يكون الرئيس سعد الحريري متّجهاً صوب تجربة سياسيَّة مدوِّيَة بحجم تأييده ترشيح الجنرال ميشال عون مثلاً، وتنسف كل ما سبقها وما عداها. كما قد تستجرُّ حركة سياسيَّة واسعة الأهداف، منطلقة من الرغبة في تسهيل المهمّة المتمثَّلة بملء الفراغ الرئاسي، وبالتفاهم مع القوى الفاعلة حول رئيس توافقي يحظى بتأييد ودعم من الأكثرية الساحقة، على سبيل المثال كذلك.
ليس من الضروري أن تظهر النتائج غداً أو بعد أسبوع، أو قبل موعد الجلسة الانتخابيَّة الجديدة في 31 تشرين الأول... أو أبعد بقليل أو كثير. لم يظهر "الهدف الحقيقي" لحركة الحريري، ولا تبدَّت للملأ أيَّة علامات أو احتمالات، سوى أنّه يسعى في مناكب الاستحقاق الرئاسي.
واقعيّاً، ما الذي يمنع مرجعاً بحجم سعد الحريري من التقاء مرشّحين رئاسيّين لا ينتمون إلى كتلته أو سياسته؟ بل حتى لو كانوا من فريق خصومه؟
تقول لنا التجارب المتعدّدة المفاجأة إن لا شيء في السياسة غريب مُستَنكر، أو ممنوع، أو مُستَهْجن. حميد بك فرنجية نام ذات ليلة رئيساً للجمهوريّة، وتلقَّى من كبار المسؤولين والسياسيّين التهاني والقبلات، ولكن مع طلّة الصباح اكتشف الوزير فرنجيَّة أن الرئيس أصبح اسمه كميل شمعون... الذي كان قد اتّصل به.
لا مُبرّر لكل هذه العجقة والخفقة، ولا سبب للاستغراب والاندهاش، ولكل هذه الأسئلة. على افتراض أن الحريري قد يتّجه إلى تأييد عون لسبب من الأسباب، في السياسة كل الاحتمالات واردة... حتى ما يثير الاستغراب منها بحقٍّ وحقيق.
لكن رئيس "المستقبل" لم يفعل بعد. ولم يرشِّح. ولم يقترح. ولا تزال حركته متوَّجة بعنوان التشاور والتحاور حول الحال في لبنان بصورة عامّة، ولزوم الاتجاه الجدّي إلى وضع الاستحقاق الرئاسي موضع التنفيذ.
أيّاً تكن الدوافع والأهداف من "المبادرات" الجديدة للرئيس الحريري، فالمطلوب من المُستعجلين والمُؤيّدين والمُعارضين والمُنرفزين ألّا ينسوا "العامل الخارجي" ودوره الفعَّال.
سواء أكان إقليميّاً أم غربيّاً... أميركيّاً، مثلاً.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم