الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تلوث المياه يشغلُ بال الطرابلسيين... إضاءة مفصلة على المشكلة

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
تلوث المياه يشغلُ بال الطرابلسيين... إضاءة مفصلة على المشكلة
تلوث المياه يشغلُ بال الطرابلسيين... إضاءة مفصلة على المشكلة
A+ A-

أكد نقيب عمال ومستخدمي مؤسسة مياه لبنان الشمالي كمال مولود صلاحية مياه الشفة في شبكة طرابلس، مطمئناً المواطنين إلى أن مياه المصلحة صالحة للشرب، والاستخدام بكل طرقه.


وأوضح مولود أن ما أشيع عن تلوث المياه واختلاطها بالمياه المبتذلة، لا يطال مياه الشفة في المدينة، لكنه قد يكون طاول المياه الجوفية التي تغذي الآبار الخاصة في أبنية المدينة ومراكزها.


الالتباس بين الأمرين سببه تداخل واقع المياه، ومصادرها، ومجاريها، بين منابعه في الجرود، مروراً بقضاء الكورة، وصولاً إلى طرابلس.


درج المواطنون منذ أربعينات القرن الماضي على تلقي مياه الشفة عكرة في منازلهم في موسم قطاف الزيتون في الكورة، وتبيّن لهم أن زيبار الزيتون يتسرب إلى جوف الأرض فيلوث المياه.


ما كان يجري يومذاك، أن مياه هاب التي تتزود المدينة منها بالمياه، تمر في باطن الأرض العابرة لقضاء #الكورة، لتصل إلى نقطة جوفية موازية لبلدة بكفتين، حيث اكتشف الفرنسيون في الأربعينات مغارة كبيرة تصب فيها المياه الجوفية، فأنشأ الفرنسيون قناة تجمع المياه في المغارة، وتنقلها إلى محطة تكرير أنشئت لهذه الغاية في البحصاص على حافة مدينة طرابلس الجنوبية.


مواسم الزيتون


خلال مواسم الزيتون، يقول مولود إن الموسم عادة يكون قوياً في عام، وخفيفاً في العام التالي، ومتى كان قوياً، كانت المشكلة تقع، فقد كان الزيبار الصادر من معاصر الزيتون في الكورة، حيث كميات كبيرة من الزيتون، يعبر عبر مجاري المياه المكونة تاريخياً لتصريف سيول الأمطار، وصولاً إلى البحر، لكن مجرى المياه يحتوي على تجاويف وفتحات يمكن أن تتسرب السيول، ومنها الزيبار، إلى جوف الأرض، فتختلط بالمياه الجوفية التي تصل إلى المغارة قرب بكفتين".


سعى الطرابلسيون تكراراً، بعد خروج الفرنسيين، إلى سد الثغرات بطرق شتى، فمنعوا تسرب السيول والزيبار إلى المياه التي كانوا يتغذون منها. وفي الآونة الأخيرة، يقول مولود، "قمنا بمعالجات عديدة، وبتقنيات استخدمنا فيها أصنافاً متنوعة من الفحم المخصص للتنقية، لكن ذلك لم يكن كافيا".


ظلت الأزمة متفاقمة، ومتكررة كل سنة، وكانت السيول تزداد عاماً بعد عام، ولم تعد مقتصرة على الزيبار بسبب تكاثر المنازل، واتساع المجتمع الكوراني، ابتداء من كوسبا في أعالي القضاء، مروراً بأميون، وكفرعقا، وبطرام، وبشمزين، وبدبا، وعابا، وصولاً إلى بتوراتيج. ومع تزايد السيول، تفاقمت المشكلة، وازداد انعكاسها على التلوث الذي طاول مياه الشفة في طرابلس.


يتحدث مولود أن "قراراً اتخذ منذ سنوات بإنشاء قناة تعبر مجرى المياه، فتجمع السيول، وبذلك يمكن تلافي تسربها إلى باطن الأرض، ووصلت القناة من كوسبا، عابرة كل بلدات الكورة، وصولاً إلى جوار بتوراتيج، لتتوقف هناك، على أن تقام محطة تكرير للسيول في هذه النقطة، فاحتج السكان لخشيتهم من تعطل قد يطال محطة التكرير، فتواجه المنطقة مشكلة كبيرة".


 


مدّ القناة


وتلافياً للمشكلة، قررت الجهات الرسمية مدّ القناة حتى محلة بكفتين، تحت مدارس ام النور، وفي هذه النقطة، صبّت السيول مياهها، مسببة الروائح الكريهة، وتجمع الحشرات. يفيد مولود: "عندما انعكست السيول في هذه النقطة سلباً على التجمعات السكنية، تصاعدت الاحتجاجات، وطالبنا نحن والسكان بإبعاد التلوث عن المنازل، وعن المنافذ المؤدية إلى مياهنا الجوفية، فاتخذ قرار جديد بمدّ القناة في مجرى المياه المعروف بوادي هاب لمسافة 1200 متر، وبهذه الطريقة تم تجاوز الخطر الذي كان يهدد المياه الجوفية التي تغذي شبكة مياه مدينة طرابلس، وتم إبعاد السيول عن المغارة التي تزود محطة تكرير البحصاص بالمياه".


ويطمئن مولود إلى أن "المياه التي تصل إلى المواطن في طرابلس باتت سليمة من دون أن نجري لها معالجة في المحطة، لكننا، ومع تأكدنا من سلامة المياه الواصلة إلى المحطة من المغارة، نعمل على تصفية المياه، وتعقيمها بالكلور، وفق النسب المسموحة وفقاً للقانون اللبناني".


ويخرج مولود أرقاماً من حاسوبه تشير إلى نسبة تعكر أقل بكثير مما يسمح به المرسوم ١٠٣٩ من القانون اللبناني.


ويعاود التحدث عن التلوث الذي "يطاول المياه الجوفية التي لا تدخل إلى شبكة الري الخاصة بمنازل المدينة ومنشآتها"، ويطمئن المواطنين على إمكان "تناول المياه، وبالهم مرتاح"، كما قال.


عن سبب تصاعد الصوت على التلوث أخيراً، ربط مولود ظهور بوادر تلوث في الآبار، مترافقة مع تحرك قام به السكان إثر حفرية جرت قبالة سرايا طرابلس، لقناة تجمع السيول من منطقة الكورة، إلى محطة تكرير مياه طرابلس الواقعة على البحر، وكان اعتراض السكان خوفاً من أن لا تتحمل محطة التكرير ضغطاً كبيراً، فتنعكس الأمور سلباً على طرابلس.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم