السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

... ما سيتبع

راشد فايد
A+ A-

يسألني قارئ: لماذا ترفض عون، الـ 8 آذاري "التايواني"، بحسب وصف الدكتور سمير جعجع، ولا ترفض سليمان فرنجية، الـ 8 آذاري "الأصلي"؟


الواقع أن ترشيح فرنجية أشبه بقتال تراجعي، أمام المراوحة السياسية، وشغور منصب رئيس الجمهورية، واستماتة الحزب في إقناع المسيحيين بأنه حامي مصالحهم ودورهم، بينما هو يدفع بهم الى النحر والانتحار بإيصالهم والبلد، الى التسليم بسطوته على السلطة الشرعية، وحرمانهم المناصفة، ترجمة للهيمنة الإيرانية المبتغاة.
لا ينتظر من فرنجية أن يحقق ما لم يحققه ميشال سليمان، الرئيس الأخير، الذي شن "حزب الله" لأجله حملة شعواء على "قوى 14 آذار"، متعهداً الوقوف خلفه. مع ذلك، لم يلبث، بعد اعتداء "الأهالي على الجيش (2008) في عين الرمانة، ان كشف سعيه الى تطويع دوره، بأن اتهم "فئة" منه "بالإساءة الى المؤسسة".
الهدف الذي تدرج في تبيانه هو الحيلولة دون البحث في مصير سلاحه، ولو كان بدمج حامليه في الجيش، لأن الهدف التالي، هو "تغيير نظام المتصرفية والانتداب الموروث منذ 1943"، كما قال نواف الموسوي، مدير علاقاته الدولية، حينها. لذا يتقاسم الحزب مع رئيس مجلس النواب، دوري دكتور جيكل ومستر هايد تجاه ترشيح عون: يعادي حليف الحزب مرشحه، ويمتنع المرشح وراعيه عن الحضور، ويروج صهر المرشح أن حقوق المسيحيين مهضومة بسب "تعاظم" دور السُنّة، فيتحوّل هؤلاء، وليس أصحاب السلاح، معتدين، على الميثاقية، كأن رئيس "المردة" سليل عمر بن الخطاب، وكأن حشر الأزلام في دوائر الدولة ليس صنعة الثنائية الشهيرة.
يستسيغ بعض السياسيين هذا الاختلاف الظاهر، داخل الثنائية، ويبني عليها آمالاً زائفة، تكذبها شراكة التمسك بالسلاح، كوظيفة أبدية للطائفة، وتشارك الخطاب السياسي الذي يلغي التعدد والتنوع داخل الطائفة، وداخل الوطن، وتبنٍّ متفق عليه، لمنطق النظر الى الآخر، كتابع وملحق، أو كنقيض وخصم لا حوار معه بل إملاءات. الى ذلك، تواطؤ في التوتير مع المدى العربي، الى حد قطع حبال الود معه، وإن أدى ذلك الى شفير الانهيار الاقتصادي، بعد "تطفيش" أهل الخليج واستثماراتهم، بالسلاح والتهويل.
بعد 28 شهراً من عجز النواب عن انتخاب رئيس، يدعو بعض "14 آذار" الى الاستسلام أمام ترشيح عون، "لتجنب تفاقم الفوضى". لكنهم ينسون أن "14 آذار" استطاعت منذ 2005، بصمودها وتماسكها، أن تواجه "الضربة القاضية"، وتفشلها، بالعودة الى لب القضية، بينما حين تتنازل أمام المنطق الطائفي، تتحول، بلا وعي منها، بيدقا في استراتيجية ايران.
البديل هو الصمود الممنهج. فالحزب المسلح غير مستعد لمهادنة عنوانها انتخاب فرنجية، تتيح مكسباً، ولو معنوياً، محدودا لخصومه، ويصر على عون، لأنه يريد من هؤلاء إشهار الخضوع والاذعان... والتنازل اليوم إن وقع، لن يكون شيئا أمام ما سيتبع.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم