الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طه قليلات والـ "مازيراتي"

طه قليلات والـ "مازيراتي"
طه قليلات والـ "مازيراتي"
A+ A-

13 عاماً لم تكن كافية لإنهاء ملف بحجم "بنك المدينة"، الفضيحة الأكبر مالياً في تاريخ الجمهورية اللبنانية، إلى جانب افلاس "بنك إنترا" قبل الحرب الأهلية، وهي لا تزال تتوالى بعد كل هذه المدة الزمنية فصولاً، خصوصاً أن القضاء لم يقل كلمته بعد في كل القضايا المرفوعة ضد طه قليلات وشقيقته رنا، وغيرهما من المتورطين.


خلال كل هذه الفترة نجح قليلات في تهرب الملايين إلى الخارج، وفي الإلتفاف على القضاء. ولا يزال يحاول مجدداً تصفية ما تبقى له في لبنان، على الرغم من الملاحقة القضائية له، وعلى الرغم من قرار الحجز على أملاكه.
في كانون الثاني الماضي ألقي القبض على قليلات، في استثناء بارز يشير إلى أن الغطاء الذي أبقاه حراً كل هذه الفترة سحب. وجاء ذلك انفاذا لمذكرات توقيف عدة، صادرة بحقه عن محكمة الجنايات، واصدرت محكمة استئناف بيروت حكماً يقضي بالسجن مدة ستة اشهر. وتبين أن سجن قيلات جاء تحديداً بسبب تزوير سند دين لمنع المدعي عدنان أبو عياش من استيفاء حقوقه من خلال تهريب الأموال المحجوزة.
وعلى الرغم من هذه التفاصيل لا يزال قليلات يحاول التصرف بما تبقى من أملاكه، وخصوصاً من مركبات آلية، وأرقام تسجيل، اذ علم أن آخر الدعاوى التي تتفاعل ضده، أتت على خلفية بيع "سيارات محجوزة"، وهي القضية التي صدر فيها ادعاء من النيابة العامة بجرم مخالفة قرار قضائي سابق صادر بحق قليلات، وبجرم تهريب الأموال، ولا تزال قيد التحقيق. أما الدعوى الثانية، فعلم أنها مقدمة بجرم تزوير مستندات رسمية لبيع سيارة محجوز عليها بموجب قرار سابق، وهي الدعوة التي لا تزال أيضاً قيد التحقيق.


ويتبين بوضوح من خلال الدعاوى السابقة كيف تحايل قليلات مراراً وأقدم على اخفاء جميع السيارات التي تم الحجز عليها والتصرف بها بصورة مخالفة للقانون، وهو ما يعد جرماً يصنف في خانة "المس بقوة القرارات القضائية ومخالفتها".


لكن قصة سيارة "المازيراتي" تبدو لافتة جداً، اذ يتبين من إحدى الدعاوى المرفوعة أن إحدى سيارات الـ"مازيراتي" من نوع "spyder" موديل العام 2002، وتحمل رقماً تسجيلياً مميزاً هو 569، ان طه نجح أولاً في إخفائها، وتهريبها إلى اماكن مجهولة، وذلك عبر معاملة ما يسمى "الأنقاض"، اي بيعها قطعا الى المدعو ج.ح، بسبب تعذر بيعها كلها بعد القرارات القضائية الصادرة، فيما تم بيع رقم التسجيل إلى شخص آخر، أيضاً تحت ستار "الأنقاض".
ولدى مراجعة السرقات الدولية لهيئة إدارة السير والآليات والمركبات في الدكوانة، لمعرفة كيفية إنتقال رقم التسجيل، تبين أن الملف برمته غير موجود، وهو ما سمح بالتلاعب لاحقاً وبيع رقم التسجيل.
هي واحدة من عشرات القصص المتعلقة بفضيحة بنك المدينة، وتهريب الملايين إلى الخارج، وجزء من قضية لا تزال بتعقيداتها تشغل بال الكثيرين، فيما قضايا أخرى لا تزال في المحاكم، من بينها قضية سرقة شيكات بقيممة 55 مليون دولار، مستمرة منذ 10 أعوام، وتحضر أمام محكمة الجنايات غدا الأربعاء المقبل، بإنتظار ما إن كانت المحكمة ستقفل هذا الملف، أم تبقيه مفتوحاً لسنوات لاحقة!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم