الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"اتصلت بغولبارا فلم ترد"... ماذا عن المصير القاتم لمهاجرين من آسيا الوسطى في موسكو؟

المصدر: (أ ف ب)
"اتصلت بغولبارا فلم ترد"... ماذا عن المصير القاتم لمهاجرين من آسيا الوسطى في موسكو؟
"اتصلت بغولبارا فلم ترد"... ماذا عن المصير القاتم لمهاجرين من آسيا الوسطى في موسكو؟
A+ A-

يعرض بيليك حسنبيكوف الذي غادر #قرغيزستان للعمل في موسكو، صور الاصدقاء الذين لقوا حتفهم جميعا في حريق عندما كانوا يعملون في احد المخازن.


وكانت واحدة من المستأجرين السبعة غولبارا بوبيكوفا وهي ام لولدين، على وشك الانتهاء من يوم العمل في 27 آب، عندما تسبب مصباح فيه خلل باندلاع النيران في كمية كبيرة من المواد القابلة للاشتعال ومواد ورقية.


ولم يترك الحريق اي فرصة للنجاة للمراة البالغة من العمر 45 ايام و13 من زملائها القرغيزستانيين.
وقال حسنبيكوف: "اتصلت بغولبارا فلم ترد". عمل حسنبيكوف سبع سنوات في هذه المطبعة الواقعة في شمال العاصمة الروسية في منطقة صناعية. واضاف: "اتصلت بها مجددا ولم ترد ايضا".


وهذا الحريق كان الاخير في سلسلة من الحوادث المفجعة التي ضربت مهاجرين من آسيا الوسطى في روسيا.
وهؤلاء يواجهون اصلا العنصرية والاجراءات البيروقراطية البطيئة والاجور المنخفضة. وفي كانون الثاني، قتل 13 مهاجرا من آسيا الوسطى بينهم ثلاثة اطفال في حريق اندلع في ورشة للخياطة في موسكو.


ويعمل في روسيا نحو 550 الف قرغيزستاني اي تسعة بالمئة من سكان هذا البلد تدفعهم الاوضاع الاقتصادية الصعبة. وتشكل الاموال التي يحولونها الى عائلاتهم في قرغيزستان اكثر من ثلاثين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي لهذا البلد، حسب ارقام البنك الدولي.
ووعدت السلطات الروسية باجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين عن حريق المستودع حيث لقيت غولبارا حتفها.
وقال مكسيم ريشيتنيكوف الذي يترأس دائرة الاقتصاد والتنمية في بلدية موسكو "حدث اهمال ومخالفة لقواعد السلامة للوقاية من الحرائق التي تنص عليها القوانين الروسية".


واكد: "نظرا لحجم المأساة سيكون الرد (البلدية) قاسيا بالتأكيد".
من جهته، قال المدعي العام ان المطبعة التي سلم صاحبها نفسه للشرطة لم تخضع لا رقابة منذ العام 2012.


وصرحت باكتيغول كالديباييفا الموظفة السابقة في المطبعة حيث قتلت زوجة شقيقها "لم يأخذوا في الاعتبار قواعد الوقاية من الحرائق".
واضافت متسائلة، ان "ارباب العمل يعتبرون انه ليس عليهم احترام معايير السلامة في الاماكن التي يعمل فيها المهاجرون، فلماذا ينفقون الاموال على ذلك؟".


وقبل ان يدمرها الحريق، كانت هذه المطبعة تدفع لهؤلاء العمال 1,36 أورو في الساعة. ورغم هذا الاجر الضئيل، كانت من الشركات التي يوصي القرغيزستانيون بالعمل فيها لان ادارتها تدفع الاجور من دون اي تأخير.


وفي روسيا، عادة يبقى المهاجرون تحت رحمة ارباب العمل الذين لا يترددون في التوقف عن الدفع لاشهر، كما تؤكد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وقالت فارفارا تريتياك من لجنة المساعدة المدنية المتمركزة في موسكو ان "اصحاب العمل لا يستغلون عدم المساواة في ظروف العمل بين المهاجرين والروس فقط، بل يستغلون ايضا جهل (المهاجرين) لحقوقهم".


وتؤكد هذه المنظمة غير الحكومية لمساعدة اللاجئين والمهاجرين ان محاكم موسكو اصدرت اكثر من 58 الف امر بالطرد "في انتهاك فاضح للاجراءات القضائية ومعايير اخرى".
والى جانب شروط العمل الصعبة والمساكن السيئة والمكتظة، يواجه المهاجرون عنصرية واسعة النطاق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم