الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

خفايا تفسّر خوف الطفل الدائم من أهله

المصدر: "النهار"
خفايا تفسّر خوف الطفل الدائم من أهله
خفايا تفسّر خوف الطفل الدائم من أهله
A+ A-

يخاف الطفل من أهله عندما يفقد ثقته بهم او يستسلم لاجراءاتهم الصارمة بحقّه. اليكم أبرز الأسباب، وكيفية التعامل المثالية معه.


• العقاب الدائم
تجد أحياناً أن العقاب مجرّد استراتيجية دائمة يستخدمها بعض الأهل مع أولادهم، لتصويب سلوكهم حتى لدى اقترافهم أتفه الأخطاء. انه السبب الرئيسي الذي يؤدي بالطفل الى الخوف الدائم من أهله لدرجة أنه قد ينصرف عن فعل اي شيء ويفضّل الجلوس صامتاً دون افتعال أي ردّة فعل ايجابية او سلبية وبشكلٍ دائم. هذا ما يؤثّر على استيعابه للأمور وعلى تحصيله العلمي خصوصاً في العقد الأول من العمر. كما أنه قد يتحوّل الى شبه صنم يأكل ويشرب وينام، ما ينذر الى امكان معاناته من مخاطر نفسية كبيرة. من هنا ضرورة الحرص على اللجوء الى الحوار في حلّ المسائل العائلية العالقة بدلاً من التعسّف في الاجراءات. يمكن ان يتمثّل العقاب بانذارٍ شفهي يليه تخفيض ساعات المرح وكميّة الهدايا والألعاب والنشاطات الترفيهية. لكن الضرب والأمر بقضاء الولد ساعات وحيداً في غرفته، اجراءات مرفوضة تؤدي الى تحويله الى شبه صنم.


• الانذار الدائم
لا تخطئ، واحذر وانتبه وانت في تجتاز الطريق، واحرص على ان تنفّذ ما نريده، واياك أن تعطي نتائج سلبية في امتحاناتك المقبلة... كلّها انذاراتٌ تتخذ بُعداً سلبياً تحرّض الطفل على الخوف الدائم وتجعله يعيش هاجساً لا مفرّ منه. سيجد نفسه في خوفٍ دائم من أهله، حتى وان كانت الانذارات شفهيّة ولا يتبعها اجراءات عقابية فعلية، لكن التأثير النفسي لها أكثر فتكاً من العقاب الفعلي. سينشأ الطفل خائفاً وغير قادر على حلّ أبسط الأمور التي قد تواجهه في محيطه السكني او المدرسي. بدلاً من الانذار الدائم والتهديد بالانتقام، يمكن للأهل اعتماد استراتيجية النصح وإقرانها بتجارب حياتية عديدة صادفها الأبوين في مراهقتهم. انها الأكثر رسوخاً في ذهن الولد. في حين ان الانذارات لا تولّد سوى خوفاً من النتائج، رغم أنها قد لا تنفي حدوثها.


• الانتقاد الدائم
في حال لجأ الوالدان الى انتقاد تصرّفات ابنهم واهتماماته الحياتية، حتى وان كانت لا تشكّل بالنسبة اليهم فحوى السلوك الأمثل الذي عليه اتباعه، ان ذلك سيولّد في نفسه الخوف الدائم منهم. قد يسعى الى ارضائهم صورياً، لكنه لا يقتنع بوجهة نظرهم، او يذوب في شخصيتهم ويتخلّى عن شخصيته الخاصة. عوضاً من ذلك، ارشدوا ولدكم الى الحلول التي يمكن اتباعها للتخلص من السلبيات التي تعتري سلوكه. اعرضوا عليه نماذج مثالية يقتدي بها في عالم الفن او الاجتماع او السياسة. انها الطريقة الأمثل للتعاون الايجابي معه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم