الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أساطير نسجت حول "الخفاش العملاق"... وهذا ما يقوله العلم

اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
أساطير نسجت حول "الخفاش العملاق"... وهذا ما يقوله العلم
أساطير نسجت حول "الخفاش العملاق"... وهذا ما يقوله العلم
A+ A-

يعاني المجتمع اللبناني بغالبيته من انخفاض نسبة المعرفة عن عالم الحيوان، وتتفوق الاساطير والحكايات على العلم بالنسبة لهذا العالم، الذي يبقى مبهماً لدى الناس، كما لا تزال اخبار الوحوش الكاسرة والحيوانات العجيبة والعدائية تنتقل من جيل الى آخر، وهذا ما يؤدي في معظم الاحيان الى الخوف والسعي الى قتل كل حيوان غير مألوف في بيئتنا، بحجة انه وحش مؤذٍ او حيوان كاسر سينقضّ على البشر ليقتلهم، رغم انه في حقيقة الامر يكون حيواناً مفيداً او صديقاً للانسان. وهذا ما انتشر في الفترة الاخيرة من خلال ظاهرة اصطياد الضباع المرقطة، باعتبار انها عدوة الانسان لنكتشف لاحقاً مدى اهمية وجودها، على الثروة الحيوانية والبيئة بالذات اذ تعتاش من الجيف المرمية وبقايا الحيوانات، ولا تهاجم الانسان وهي من النوع المهدّد بالانقراض بسبب سوء الثقافة.


وحش في القرية
وبالامس كان لافتاً خبر اصطياد خفاش عملاق في منطقة رأس بعلبك بعد ان علق بشباك "غير قانونية" موضوعة على شجرة مثمرة، باعتبار انه ظاهرة فريدة وغريبة او وحش كاسر سيهاجم الناس ليقتلهم، وقد تمكنوا منه قبل ان يتمكن منهم.
ويروي احد ابناء القرية لـ"النهار" انهم تفاجأوا صباحاً أثناء ذهاب الناس الى اعمالهم بحيوان غريب ومخيف يشبه الديناصور، عالق في شبك "ممزق" موضوع على شجرة مثمرة ويصدر اصواتاً مرعبة، فعمدوا الى اطلاق النار سريعاً وقتله قبل ان يفلت من الشباك، ويهجم على القرية.
وأضاف: من المؤكد ان هذا الحيوان يحمل طاعوناً وامراضاً وقد أنقذنا أولادنا منه، مشيراً الى انهم للمرة الاولى يشاهدون حيوانًا بهذا الحجم .
واذ اكد ان الشبك المستعمل هو غير قانوني ولا يسمح باستعماله، قال انه لا يزال يستعمل بكثرة في المناطق الزراعية لحماية المواسم التي تعتاش منها الناس، من الطيور.


خفاش مفيد
في المقابل، سخر الخبير في انواع الخفافيش وتطورها الدكتور منير سعيد من الكلام عن خطورة وغرابة هذا الخفاش، مؤكداً في اتصال مع "النهار" ان هذا النوع موجود في لبنان منذ آلاف السنين، وهو من نوع "Egyptian fruit bat".
وقال: "في لبنان يوجد 20 نوعاً من الخفافيش او الوطاويط، 19 منها تعتاش من الحشرات، ونوع واحد أخير يعتاش من أكل الفواكه، وهو الصنف الوحيد الذي لا ينام في الشتاء بعكس الانواع الباقية التي تمضي فصل الشتاء نائمة".
واشار الى ان هذا النوع من الخفافيش هو من اهم الانواع التي تساعد في تلقيح الاشجار، لافتاً الى ان البلدان المتقدمة تستفيد من روثه وتستعمله كأسمدة للاشجار".
وكشف سعيد ان الصور الموزّعة عن هذا الخفاش مكبّرة (zoom in) بهدف إظهاره غريبا ومرعبا، في حينيبلغ حجمه الفعلي من 50 الى 70 سنتم، ولا يتجاوز وزنه الـ120 غرام، مؤكداً على انه غير مؤذٍ، ولا يعترض البشر إطلاقاً، والصوت الذي يصدره أشبه بالصوت الذي يُصدره العصفور".
ولفت سعيد إلى ان حيوانا كهذا هو مفيد للبيئة والاشجار، ومهدّد بالانقراض بسبب تدمير المغاور التي يسكن فيها، مذكراً بهدم مغارة في عكار كانت تحوي حوالى 7000 خفاش من هذا الصنف".
وقال: "الغريب الوحيد في هذا الخفاش هو كيف وصل الى رأس بعلبك؟ اذ انه لا يتواجد في اماكن ترتفع عن 800 متر عن سطح البحر، مشدّداً على ان هذا الموضوع سيكون موضع دراسة.
الى ذلك، يوافق الخبير في علم الطيور الدكتور غسان جرادي على كلام زميله بالكامل مشيراً الى بعض الاساطير الكاذبة عن ان الخفافيش تتمسك بالشعر ولا تعود تتركه، وتركت جوًّا من العداء عند الناس تجاه هذه الكائنات.


الخفافيش لا تهاجم البشر
وأكد في حديث لـ "النهار" ان نوع الخفاش المقتول في رأس بعلبك كان عالقاً في الشباك المحظورة قانوناً منذ اكثر من نصف ساعة، بحسب الصورة الموزعة، وقد مزّق جزءًا مهما من الشباك.
وعن امكانية نقله للامراض، أشار جرادي الى ان الخفاش يمكن ان يصاب بداء الكلب، وأن ينقله للإنسان فقط في حالة لمسه باليد، فهو لا يهاجم الانسان من تلقاء نفسه.
وشدد على ان "بعض انواع الخفافيش في لبنان معرّض للانقراض بحسب المجلس الدولي لصون الطبيعية".
ورد جرادي الحالة العدائية تجاه الخفافيش الى ضعف الثقافة والتوعية عن الحيوان، كاشفاً عن "اتفاقية دولية عقدت مع لبنان لحماية الطيور التي تمرّ عبر اراضيه، وذلك بقيمة 600 الف دولار ولمدة خمس سنوات، لاجراء محاضرات توعووية للناس في هذه المواضيع بالذات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم