"اتفاق غير رسمي" على وقف التقاتل شمال سوريا: الاميركيون والمقاتلون الاكراد يؤكدون... والاتراك ينفون

اكد مقاتلون سوريون مدعومون من الاكراد التوصل الى اتفاق مع تركيا، برعاية الولايات المتحدة، ينص على وقف اطلاق النار في شمال سوريا لمدة غير محددة، وفقا لما اعلن المتحدث باسم مجلس جرابلس العسكري المدعوم من قوات "سوريا الديموقراطية" علي حجو عبر الهاتف قائلا: "تم الاتفاق بيننا وبين الدولة التركية على وقف اطلاق النار، بواسطة الولايات المتحدة والتحالف الدولي (ضد تنظيم "الدولة الاسلامية")" جنوب جرابلس في محافظة حلب.

واوضح ان الاتفاق "دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء، ولمدة غير محددة". واكد ان "المفاوضات مستمرة (مع الاتراك) عبر الجانب الاميركي"، مشددا على رفض ما وصفه بـ"الاحتلال التركي لاراضينا".

واكد مجلس جرابلس العسكري في بيان في وقت لاحق ان "هناك محاولات من الجهة الراعية للهدنة لتحويلها وقفا دائما لاطلاق النار". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن هدوء شهدته منطقة جنوب جرابلس اثر توقف الاشتباكات بين الطرفين.

تركيا: التصريحات الاميركية غير مقبولة
في المقابل، نفت مصادر عسكرية تركية ان يكون الجيش التركي اتفق على أي وقف لإطلاق النار مع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، في وقت اكدت وزارة الخارجية التركية في بيان ان "عملية الجيش التركي في سوريا ستستمر حتى تزول كل التهديدات العسكرية للأمن التركي".

وأضافت أن "التصريحات الصادرة من الولايات المتحدة التي تسعى الى تهدئة التصعيد بين القوات التي تدعمها تركيا والمقاتلين الأكراد، وبشأن هدف التحركات التركية، تصريحات غير مقبولة". وأكدت أن "أنقرة تتوقع من الولايات المتحدة ان تنفذ تعهدا بأن يبقى المقاتلون الأكراد شرق نهر الفرات".

اميركا: اتفاق مشجع
وتأتي تلك التصريحات بعد اعلان المتحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى الكولونيل جون توماس التوصل الى "اتفاق غير رسمي" لوقف القتال بين الطرفين. وقال: "خلال الساعات الماضية، تلقينا تأكيدا ان جميع الاطراف المعنية ستتوقف عن اطلاق النار على بعضها البعض، وستركز على تهديد داعش". واضاف: "هذا اتفاق غير رسمي يشمل اليومين المقبلين على الاقل، ونأمل في ان يترسخ".

واوضح ان الاتراك وقوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية- وتعد وحدات "حماية الشعب" الكردي عمودها الفقري- فتحوا اتصالات مع الولايات المتحدة وبين بعضهم البعض "بهدف وقف الاعمال القتالية". ووصف الاتفاق على وقف الاعمال القتالية بانه "مشجع".

وتبذل الولايات المتحدة جهودا حثيثة لتجنب تصعيد اعمال العنف بين القوات التركية التي تشن عملية داخل الاراضي السورية في محيط بلدة جرابلس ومقاتلي وحدات "حماية الشعب" الكردي في المنطقة نفسها. والطرفان مدعومان من الولايات المتحدة، علما ان تركيا حليف اساسي ضمن حلف شمال الاطلسي.

ويتخوف البنتاغون من سيناريو التصعيد، لا سيما انه علق آمالا كبرى على قوات سوريا الديموقراطية في الحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا، واستثمر كثيرا في تدريب هذه المجموعة وتجهيزها.