الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بعد ثلاث سنوات من انتخاب عون رئيساً

عقل العويط
عقل العويط
بعد ثلاث سنوات من انتخاب عون رئيساً
بعد ثلاث سنوات من انتخاب عون رئيساً
A+ A-

أبصر صديقي العونيّ جداً، هذا الحلم الصيفيّ، أنقله بأمانةٍ مطلقة، من دون أن أُجري فيه أيّ تعديل، أو أرمي عليه أيّ إسقاط، منحازاً إلى استخدام الأسلوب البسيط والمباشر في الكتابة، ليكون في متناول الرأي العام الحرّ. اجتمع مجلس النوّاب الممدِّد لنفسه، وانتخب بأكثريّة ساحقة النائب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانيّة. على الفور، قبل الرئيس المنتخب استقالة الحكومة، وأجرى استشاراته النيابيّة التي أفضت إلى تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة العتيدة. نالت الحكومة الجديدة ثقة مجلس النوّاب على أساس بيانها الوزاريّ الذي تبنّى بأكثريّته الساحقة، الموازية لأكثريّة انتخاب الرئيس، برنامج عمل "التيّار الوطني الحرّ" وكتلة نواب الإصلاح والتغيير. يورد الحلمُ الذي أبصره صديقي العونيّ جداً، عشية انتهاء ثلاث سنوات من ولاية الرئيس، أنّه لم يتحقق من برنامج عمله، سوى الآتي:


بقي السيد عبد المنعم يوسف في وظيفته مديراً عاماً لوزارة الاتصالات، وأضيفت إلى مهمّته هذه وظيفة أخرى.
اقتنى رئيس "التيّار الوطني الحرّ" الوزير الدائم جبران باسيل طائرة خاصة، وتملّك نصف أراضي اللقلوق.
جرت الانتخابات النيابيّة وفق قانون الستّين نفسه، ولم يحدث أيّ تغيير جذريّ في التوازنات الوطنيّة والطائفيّة القائمة، ولا في رموز الطبقة السياسيّة.
استفحل الفساد في أجهزة الدولة، عمقاً واتساعاً، ليشمل أيضاً مجالات غير متوقَّعة في القطاع الخاص. استبدّ الغلاء الفاحش بحياة الناس، ولم يعد في إمكان المؤسّسات الرسميّة تسديد الرواتب للموظّفين، ووصل الأمر بالكثير من مؤسّسات القطاع الخاصّ إلى إعلان الإفلاس وتسريح العاملين لديها بدون أن تدفع لهم الرواتب والتعويضات القانونيّة. لم تتمكّن الحكومة من إيجاد حلّ لمشكلة النفايات، فتكاثرت الأمراض، وتخطّت أزمة التلوّث كلّ حدّ، وأصابت منابع المياه الجوفيّة في أعالي جبل لبنان، وارتفعت نسب الإصابة بالسرطان، ولحقت الأمراض بالكثير من الزراعات الأساسيّة، واعتبرت منظّمة الصحة العالمية لبنان بلداً منكوباً. انفجرت أزمة الكهرباء، وتعطّلت الشبكات، وأصبحت بيروت الكبرى مرأباً مأسويّاً للسيّارات. تابع صديقي العونيّ جداً، سرد الرزمة الأخيرة من وقائع الحلم، كالآتي: لم يُنفَّذ شيء من كتاب "الإبراء المستحيل". بقي سلاح "حزب الله" خارج سلطة الدولة اللبنانية. أما إعادة التوازن إلى السلطة، بما في ذلك استعادة حقوق المسيحيين، فلم يطرأ عليها أيّ تعديل إيجابي يُذكر. بل أصيبت ببعض الانتكاسات في بعض المراكز والمناصب، عند تعيين بدائل لموظفين أحيلوا على التقاعد.
... وعندما أصبح الصباح، سكت الصديق العونيّ جداً عن الكلام المباح.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم