الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يسكب " التيار " مياها في نبيذه ؟

المصدر: "النهار"
هل يسكب " التيار " مياها في نبيذه ؟
هل يسكب " التيار " مياها في نبيذه ؟
A+ A-

بمثل ما انتهت اليه صورة المشهد السياسي عقب الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من تفاقم للسجالات الحادة التي اثارتها مقاطعة وزراء " التيار الوطني الحر " وحزب الطاشناق للجلسة ظللت هذه الاجواء نهاية الاسبوع فيما ليس هناك اي معطيات واضحة حول سبل الخروج من المأزق في الفترة الفاصلة عن الجلسة المقبلة في الثامن من أيلول . بل لعل اللافت في هذا السياق جملة مفارقات تبدو معها الامور متجهة نحو مزيد من التفاقم ما لم يسكب التيار الوطني الحر بعضا من المياه في نبيذ حساباته حيال الواقع الذي واجهه في مقاطعته للجلسة السابقة وتصليب نبرته في الايام التي تلتها . اولى هذه المفارقات ان معركة اسقاط التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي تبدو خاسرة سلفا لان التيار لا يملك استمالة مواقف قوى أخرى من حلفائه كما من خصومه في استجماع اكثرية الثلثين لتعيين قائد جديد الامر الذي يجعل تصعيد تحرك التيار تحت هذا العنوان محكوما باستعادة التجربة التي خاضها العام الماضي في مثل هذا الوقت تماما ولم تفض الى أي نتائج لمصلحته . المفارقة الثانية هي ان افتقاد الرؤية الواضحة لدى التيار في المضي في التصعيد الذي يهول به وزراء ونواب وسياسيون محسوبون عليه ويخلطون عبره الهدف الآني المعلن المتمثل بالاحتجاج على التمديد في التعيينات العسكرية بمسائل اكبر تتصل بالميثاقية والنظام وسواها فيما المعلوم لدى الجميع ان جوهر التحرك الاعتراضي العوني يتصل بازمة الرئاسة وبلوغ معركة العماد عون الطريق المسدود . اما المفارقة الثالثة التي استوقفت الاوساط المعنية فبرزت من خلال الحملة الحادة التي يشنها رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل منذ ايام والتي يكرر عبرها خطاب " لعن " الآخرين وتصوير الواقع الذي نشأ عن قرار مقاطعة التيار لجلسة مجلس الوزراء كأنه صنيعة مؤامرة لاقتلاع التيار ومن يمثل وحتى المسيحيين . وتقول الاوساط المعنية ان تصعيد النبرة بهذا الشكل لم يحجب تصاعد الارباك الذي أوقع التيار نفسه فيه وأشعل موجة سجالات وردود حادة مع أطراف وشخصيات عدة من دون طائل او مكاسب الا اذا كان يراد لهذه الحملة ان تبرر لاحقا احداث فرز بين القوى المسيحية تحديدا بين من يؤيد التيار ومن لا يماشيه وهو امر لن يكون ايضا لمصلحة التصعيد العوني . فالوزيرة أليس شبطيني التي ردت امس على باسيل قائلة " ملعون من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية " قد تكون اختصرت ضمنا مواقف مسيحية لأطراف عديدين وليس للفريق الوزاري الذي تنتمي اليه فحسب . يضاف الى ذلك ان التساؤلات بدأت تتصاعد حول موقف القوة المسيحية الابرز التي يتحالف معها التيار اي القوات اللبنانية التي لا تبدو في وارد مماشاة التيار العوني لا في موضوع التصعيد احتجاجا على التمديد للعماد قهوجي ولا في التلويح بقلب الطاولة الحكومية ولو ان القوات ليست ممثلة في الحكومة بل من منطلق موقف مبدئي وواقعي لا يماشي هز الاستقرار الحالي الى حين التوصل الى حل للازمة الرئاسية .
في أي حال الاسبوع المقبل يبدو مفتوحا على محاولات ستبذلها بعض الجهات من اجل استدراك اتساع المأزق فيما ستتجه الأنظار في منتصف الاسبوع الى الخطاب الذي سيلقيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في مهرجان حركة امل في صور في الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه اذ يتوقع ان يحمل الخطاب ملامح التصورات التي سيطرحها بري حيال الازمات المتعاظمة داخليا والأخطار التي تحدق بالبلاد في حال استمرار هذه الازمات من دون مخارج .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم