الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ضجيج لا يقدّم ولا يؤخّر!

علي حماده
ضجيج لا يقدّم ولا يؤخّر!
ضجيج لا يقدّم ولا يؤخّر!
A+ A-

تغيّب "التيار الوطني الحر" بقيادة الجنرال ميشال عون عن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، والتهديد بخطوات سلبية أخرى من قبيل اللجوء الى القضاء، أو اللجوء الى الشارع وغيرهما من الخطوات، لا يقدم ولا يؤخر في قضية تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي. فالغالبية العظمى من القوى السياسية بمن فيها القوى المسيحية التي يتذرع "التيار الوطني الحر" بغيابها، كحزبي الكتائب و"القوات اللبنانية"، تهتمّ لموضوع "الميثاقية" في الحكم، ولكنها لا تماشي عون في حربه الضروس لاستبعاد قهوجي عن قيادة الجيش في مرحلة الشغور الرئاسي التي قد تطول، وبالطبع لا تنظر الى طروحات عون على انها مبدئية، او بريئة، انما تدرك أن عون يخوض معركة وعينه على الرئاسة. ففي العام الماضي خاض المعركة محاولا إحلال صهره العميد شامل روكز مكان قهوجي. والحق أن طريقة خوض عون لمعركة ايصال روكز الى قيادة الجيش آذت حينها روكز، وشكلت له عبئا كبيرا، حتى ان البعض تساءل عما اذا كان هناك من ادار المعركة من خلف عون لإفشال وصول روكز الى قيادة الجيش!


اليوم يعرف حلفاء عون مثل خصومه، أنه يخوض معركة إقصاء قهوجي لأهداف رئاسية، باعتبار ان قائد الجيش يظل حتى إشعار آخر مرشحا للمنصب الاول في البلاد، فيما تترجح حظوظ عون بين شهر وآخر! وفي النهاية يطول انتظار الجنرال، الذي، للتذكير، خاض معركته الرئاسية الاولى قبل نحو ثلاثة عقود، ولم يتغير الاسلوب. وحدها الوسائل تغيرت، من المدفع الى تعطيل مجلس النواب والتحريض المذهبي! والسؤال: لماذا يرفض عون التصويت على اسم من بين الاسماء التي قدمها وزير الدفاع سمير مقبل، ويصر على خوض معركة طابعها تحريضي مذهبي يبعده أكثر عن كرسي الرئاسة؟
في مطلق الاحوال، لن يمشي أحد مع عون في حربه ضد قهوجي. وعون وحده لا يستطيع ان يلعب ورقة الطعن بميثاقية الحكومة التي لم يحن أوان تطييرها. من هنا قولنا ان الخطوات التصعيدية التي يهدد بها "التيار الوطني الحر" من الصعوبة بمكان ان تؤدي الى تطيير "التفاهم" الضمني بين القوى السياسية الاخرى، وفي مقدمها حلفاء عون، على استصدار قرار بتأجيل تسريح قائد الجيش جان قهوجي قبل انقضاء ولايته الحالية. ولن يكون لطعون عون المتنوعة أي أثر على تنفيذ القرار والسير به. وسيبقى قائد الجيش في منصبه سنة أخرى ما دام الشغور الرئاسي قائما.
إن ما تقدم يقودنا منطقيا الى الحديث عن الاستحقاق الرئاسي. فالشغور سيطول مع فشل لبننة الاستحقاق حتى الآن. والمرشح الجنرال ميشال عون مدعو الى تقديم صورة المرشح الذي يجمع ولا يفرق، المرشح الذي يعكس نفسا تصالحيا مع الآخرين، لا تصادميا، المرشح الذي يطمئن كل اللبنانيين بلا تمييز الى هدوئه، وحكمته في معالجة الازمات في البلاد. هذه هي الصفات التي إذا توافرت من شأنها أن تعبّد الطريق الى بعبدا، أكثر من كل هذا الضجيج الذي نسمع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم