الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"قفص" لينا أبيض وجمانة حداد... ثورة النساء

يوليوس هاشم
"قفص" لينا أبيض وجمانة حداد... ثورة النساء
"قفص" لينا أبيض وجمانة حداد... ثورة النساء
A+ A-

المخرجة لينا أبيض تقود مرّة جديدة ثورةً مسرحية ضدّ الجمود، حاملةً هذه المرّة نصّا لكاتبةٍ ثائرة على كلّ فكرةٍ لا تمنح الفرد، وخصوصاً المرأة، حقّ تحديد مصيره بنفسه. وبالتالي فإنّ لقاء لينا أبيض مع جمانة حدّاد سيولّد، ولا شكّ، دعوة جريئة إلى التحرر من خلال مسرحية "قفص" التي تُعرض على مسرح مترو المدينة مساء كلّ أحد وإثنين ابتداء من 4 أيلول حتى نهاية تشرين الأول.


نص لجمانة حدّاد يعني حُكماً أنّ المعالجة جريئة غير تقليدية. أخبرينا عن مضمون المسرحية.
- المسرحية تروي حكايات خمس نساء، كلّ واحدة تسرد حكايتها من داخل قفصٍ سَجَنها فيه المجتمع، أو سجنت نفسها فيه. خمس نساء يتعرّين بشجاعةٍ لكشف حقيقتهن بلغة صادمةٍ، عن جسدهنّ وغضبهنّ وقيودهنّ. واحدة يصفونها بالعانس، وواحدة بالعاهرة، وأخرى بالسحاقية، وأخرى بالنينجا لأنّها منقّبة، وأخرى بالبدينة.
هذه المرّة الأولى التي تكتب فيها جمانة حداد مسرحيةً. كيف كان التعاون بينكما؟
- سلساً جداً! حين اتصلت بي لتعرض عليّ إخراج مسرحيتها لا بدّ من أنّها وضعت ثقتها بعملي، ولذلك كنتُ مرتاحة بالعمل، وغيّرت بعض التفاصيل في النص...
عادةً يكون الكاتب متعلّقاً بنصّه، ألم تعترض جمانة حداد على تلك التغييرات؟
- على العكس، جمانة إنسانة مثقّفة وهي ليست بعيدة عن عالم المسرح الذي تشاهده باستمرار. لقد أدركت أنّ تلك التغييرات هدفها مصلحة العمل. فحتّى لو أراد الكاتب أن يقوم بالإخراج بنفسه، حين يقف على خشبة المسرح مع الممثلين، سيعدّل بنفسه الكثير من التفاصيل.
إلى أي مدى عليك تبنّي أفكار النصّ كي تستطيعي إخراجه، وهل تشعرين بأنّ عليك أن تكوني كشريكة في الكتابة؟
- طبعاً طبعاً! أنا لستُ كاتبة مسرحية ولكن عندي الكثير من الأفكار التي أريد أن أقولها. فحين أجد شخصاً قد عبّر بكلماته عن أفكارٍ تمثّلني أسارع إلى تبنّي هذا النص. لا أستطيع أن أتعامل، طوال شهرين أو أكثر، مع نصٍّ لا أوافق على مضمونه.
كان من المفترض أن يكون طارق سويد معكم في المسرحية، ماذا حصل؟
- في الواقع بدأنا التمارين مع طارق وكنّا متحمّسين كثيراً للعمل معاً. لكن شعرنا أنّ دور الرجل الذي يلعبه لا ضرورة إخراجية له على المسرح، فقررنا حذفه. بصراحة حزنتُ في البداية، ولكن أفضّل أن أتعاون مع طارق في دورٍ كبير يليق به.
وماذا عن التعاون مع الممثلة رنده كعدي؟
- مثّلت مع رنده منذ عشرة أعوامٍ تقريباً في مسرحية "تعا كول مجدرة يا صبي"، ومنذ تلك الفترة ونحن نتحين الفرصة للتعاون معاً. تواضع رنده كعدي جعلها تتقدّم للكاستينغ، مثل كل الممثلين الآخرين. أحبّ كثيراً بحثها الدائم في عالمها المسرحي.
وماذا عن بقية الممثلين؟
- دارين شمس الدين تعرّفت إليها في "نوم الغزلان"، وهذه المسرحية الثالثة التي تجمعنا معا، وأعتقد أنّها ستكون رفيقة درب طويلة فهي ممثلة بارعة وكاتبة أيضاً. ديما الأنصاري كانت تلميذتي عام 1996 وشاركت معي في مسرحيتي الأولى التي قدّمتها بعد عودتي من باريس، وها نحن نلتقي اليوم بعد عشرين سنة. ميرا صيداوي لم أكن أعرفها من قبل وأعتبر أنّها اكتشاف فنّي مميّز، اكتشاف لي أنا، فهي ممثلة موهوبة ومعروفة. الممثل مارسيل أبو شقرا الذي أحبّه جداً لن أخبرك عن دوره لأنّه مفاجأة جميلة.
ما الصعوبات التي واجهتِها مع هذه المسرحية بالذات؟
- الصعوبة الأكبر كانت في إعداد النص، وتحديداً في مسألة اللغة. فهذا النص يسمّي الأمور بأسمائها، ونحن في لبنان لسنا معتادين أن نسمع امرأة تخبر عن واقعها بألفاظها الصحيحة. وهنا أميّز بين الألفاظ الفظّة وبين الألفاظ الصحيحة البعيدة عن اللف والدوران. صعوبة النص لم تقتصر على الألفاظ، بل ذهبت إلى الحقائق التي تكشفها المسرحية بقسوةٍ ووضوح وجرأة. كل ما يُقال في المسرحية، الجميع يفكّر به ولكن لا أحد يجرؤ على قوله.
المسرحية تثور على نظرة المجتمع إلى المرأة، فهل يمكن أن تقوم نظرة المجتمع بهجومٍ معاكس على أفكار هذه المسرحية؟
- يا ريت! فنحن نقدّم مسرحياتٍ لهذا الهدف. نريد أن يقوم المجتمع، نريده أن يتحرّك...
حتّى لو كان هدف تحرّكه إسكاتكم؟
- بمجرّد أن يتحرّك يكون قد بدأ يعيد طرح الأسئلة، والتخلي عن المسلّمات كي يباشر بعد ذلك التفكير من جديد...
ألا تعتقدين أن تغيير مسلّماتٍ اجتماعية يحتاج إلى أرضية أكثر جهوزية كي لا يتحوّل التغيير إلى فوضى؟
- التغيير يجب أن ينطلق من مكانٍ ما. فلنتناقش أولاً بعدها نقرر ما العمل. في وطننا لا أحد يحاور أحداً، يجتمعون ويفترقون من دون حوار. فلنبدأ الحوار والنقاش من المسرح علّنا نخرج من ذلك القفص.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم