الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف قرأ المقاطعون مواقف الأفرقاء والمتغيبين؟

ألين فرح
كيف قرأ المقاطعون مواقف الأفرقاء والمتغيبين؟
كيف قرأ المقاطعون مواقف الأفرقاء والمتغيبين؟
A+ A-

الخطوة الاعتراضية التحذيرية التي لوّح بها "التيار الوطني الحر"، نفذها، فغاب وزيراه عن جلسة مجلس الوزراء أمس، وتضامن معهما وزير الطاشناق، علماً أن الاعتراض ليس فقط على تأجيل تسريح القادة الأمنيين، بل الأساس لغياب الشراكة الفعلية وعدم احترام الميثاق والدستور وعمل المؤسسات، مما يرجح أن يزيد الوضع السياسي تأزماً.


ثمة علامات فارقة سجلت في جلسة مجلس الوزراء أمس، بمعزل عن الميثاقية التي يصرّ فريق على أنها غابت عن الجلسة بغياب مكوّن منها هو المكوّن المسيحي بأغلبيته الساحقة، بمعايير التمثيل النيابي، أي مقاطعة "التيار" والطاشناق واستقالة الكتائب وعدم مشاركة "القوات اللبنانية" أصلاً في الحكومة. وفق قراءة سريعة لمصادر قريبة من مقاطعي الجلسة، فإن أبرز هذه العلامات الفارقة هي الآتية:
- غياب وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي سدد سهامه الى "سرايا المقاومة"، الذي فسر انه تقيّد بقاعدة عدم الاشتباك مع المسيحيين عموماً، وبذلك أبدى حرصاً لم يبدِه زعماء سياسيون في سائر الطوائف. وسجّل نقطتين، الأولى تمايزه داخل فريقه عبر حرصه على الميثاق، والثانية أنه استعاد لرئيس فريقه سعد الحريري حيثية ربط النزاع مع "حزب الله" من باب "سرايا المقاومة" وليس من باب آخر كتدخل الحزب في سوريا.
- غياب المكوّن الأرمني، وهو طائفة مؤسسة بعد الطائف، ما دام شارك في وضع وثيقة الوفاق الوطني، أي الطائفة المؤسسة السابعة، وبالتالي غابت طائفة بأكملها عن الجلسة.
- غياب الطائفة الكاثوليكية بانسحاب الوزير ميشال فرعون التي تسجّل له، بعد استقالة الوزير آلان حكيم. وهو، أي فرعون، سعى جاهداً كي يتمّ تأجيل الجلسة، وجاء انسحابه منسجماً مع موقفه بعدم طرح أي بند خلافي في غياب مكوّنين أساسيين.
- مشاركة "حزب الله"، وهي بمفهوم بعض الحلفاء، ولا سيما "التيار الوطني الحر" ليست مسألة خلافية بقدر ما هي إثبات، على ما قال الوزير محمد فنيش نفسه، أن لكل من الفريقين، أي "التيار" والحزب المرتبطين بمذكرة تفاهم، مساحة وطنية يملأها اقتناعه الوطني وحساباته. بدليل أن الحزب شارك في التمديد لمجلس النواب وموقفه من التمديد لقائد الجيش، واليوم المشاركة في الحكومة، بعكس موقف "التيار"، من دون أن يفسد ذلك في الود قضية، لأن الخيارات الاستراتيجية بقيت كما هي، العماد ميشال عون مرشحه لرئاسة الجمهورية، مع الحفاظ على البيت الشيعي وعدم تبعثره. ويرى الحزب أنه إذا سقطت الحكومة فإن البلد يدخل في الفراغ الذي يحمل كل المخاطر بالنسبة اليه، بينما هو سعى جاداً الى تأجيل الجلسة.
من ناحية أخرى، وفي القراءة عينها للمصادر المتابعة، سُجّل للرئيس نبيه برّي أنه زاد التيه تيهاً في مفهوم الميثاقية. فأين معيار الميثاقية؟ وكيف تتوافر أو لا تتوافر؟ هل هو ردّ من الرئيس برّي على كلام قاله العماد عون في عشاء السفير المصري ان مجلس النواب غير شرعي، بانعقاد الجلسة؟
أما المفارقة الأخيرة، فهي أنه في ظل انعقاد الجلسة رغم غياب هذه المكونات المسيحية الوازنة ورمزية غياب الوزير المشنوق، هل ثمة رسالة أريد توجيهها، مؤداها أنه إذا اعتكف وزراء "التيار" والطاشناق أو استقالوا بعد استقالة الكتائب وغياب "القوات"، ان الحكومة تستمر من دونهم؟ من هنا نفهم ضرورات الخطة المتدرجة التي لم يعلن عنها رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل.
تختم المصادر بالتساؤل: "في ظل كل هذه الأجواء، ألم يحن الوقت كي نرسي حكم الأقوياء ونحرّر سعد الحريري "الصادق" من أسره؟".


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم