الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني؟

المصدر: "النهار"
ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني؟
ماذا تقول أوساط مسيحية مستقلة في أدبيات التصعيد العوني؟
A+ A-

تبدي اوساط مسيحية مستقلة واكثرها يدور في فلك قوى 14 آذار استغرابها الشديد للمناخ الذي عاد يواكب التحرك التصعيدي لـ"التيار الوطني الحر " سياسيا وحكوميا واعلاميا في محاولاته لتعبئة رأيه العام وقواعده والتأثير على القوى المسيحية قاطبة بحجج تعتبر هذه الاوساط انها باتت مكشوفة لفرط الامعان في توظيفها تبعا لظروف المعركة الرئاسية التي يخوضها العماد ميشال عون . ولعل اكثر ما يثير الاستغراب لدى هذه الاوساط ان يعود "التيار " والحلقات المحيطة به الى الضرب على وتر الميثاقية من جهة والطائف من جهة أخرى لانتزاع مشروعية مفقودة للتصعيد المستحدث الذي بدأه "التيار " البارحة بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء، منذرا بمرحلة جديدة ومستعادة من هذه الانماط التي توصله يوما الى تعبيد الطريق الى قصر بعبدا او تبديل صورة المأزق الذي صنعه "التيار " وحلفاؤه في تمادي أزمة الفراغ الرئاسي . وتوقفت هذه الاوساط في هذا السياق طويلا عند الادبيات التي عادت حلقات عونية وزارية او نيابية او اعلامية الى تردادها في الايام الاخيرة لا سيما منها تلك التلميحات التي تربط مصير اتفاق الطائف والنظام الدستوري الناشئ عنه بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية في ما يكمل الطعن في الصفة التمثيلية لكل الآخرين ممن لا يماشون انتخاب عون او يناهضون سياساته التعطيلية لانتخاب رئيس الجمهورية ما لم ينتخب هو رئيساً. تقول الاوساط نفسها ان ثمة عدم تبصر مقلق للغاية في كل مرة يعود فيها الضرب على وتر النظام والطائف من هذه الجهة المسيحية التي وان كان احد لا ينكر واقعها التمثيلي فانها لا تمتلك حق احتكار التحدث عن المسيحيين في مسألة تفترض انها ملكها الحصري وخصوصا متى اثبتت انها تقدم خدمات جلى للجهات المتربصة بالطائف والنظام والساعية بوضوح الى تبديل النظام بما لا يخفى على احد . وتتساءل الاوساط هل يأخذ الذين يلوحون بخفة بفتح معركة المواجهة مع النظام اذا فشلت اساليبهم في الضغط على حلفائهم كما على خصومهم لانتزاع مكاسب ظرفية واقع اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا حيال الظروف المخيفة التي تحاصر لبنان ؟ وهل يدرك هؤلاء ما يرتبه الاتجاه الى اللعب بالطائف والنظام وقت ترسم في سوريا خرائط تبديل الدول ومحو ما ارسته سايكس – بيكو بالدماء والنار وبحروب الدول والمصالح وصولا الى صفقاتها الكبيرة لاحقا؟


تشير الاوساط المسيحية المستقلة نفسها الى ان ثمة مبالغة غير متخيلة لدى اصحاب الكلام المبسط على الطائف متى اقحموه في متاهات حسابات فئوية وحزبية وشخصية على غرار ما يحصل راهنا . اذ يتعين على هؤلاء ان يتريثوا كثيرا في تقويم هذا النوع من المغامرات لدى معرفتهم بان حسابات حلفائهم بالذات بدأت تتبدل حيال اي مفاتحات في الطائف والنظام بعدما تبين ان الاتجاهات السائدة لدى الدول الكبيرة والمؤثرة في الصراعات الاقليمية تتركز على استحضار وصفات لهذه الحروب على انماط الطائف اللبناني على رغم كل العلل التي تشوب تنفيذه والسياسات التي عطلت اكتمال تطبيقه تطبيقا كاملا . ثم ان الاوساط تلفت الى نقطة جوهرية اخرى تتصل بواقع المسيحيين في لبنان الذين عليهم الادراك بعمق ان ميزان القوى لا يسمح لهم باي مغامرات من نوع العبث بالطائف ناهيك عن محاذير الانزلاق الى فتح مسارات مجهولة وغامضة فيما جميع الشركاء الآخرين يحاذرون هذه الانزلاقات وسط صراع مذهبي هائل يحرق المنطقة برمتها . اما في البعد الداخلي الآخر فان الاوساط بدأت تثير تساؤلات عما اذا كان "التيار الوطني الحر " في تلويحه بمواجهة مع النظام قد انتزع براءة ذمة مسيحية واسعة من شركائه المسيحيين وتحديدا من "القوات اللبنانية " التي تشك الاوساط شكا عميقا في امكان قبولها او تسامحها حيال اي انزلاق مسيحي نحو المس بالطائف والنظام . وتعتقد الاوساط تبعا لذلك ان هذا التصعيد الظرفي لن يحتمل الاطالة في الضرب على هذا النوع من الادبيات لان ظروفه وحيثياته تبدو اقرب الى الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية سريعة منها الى خوض صراع غامض محفوف بالمغامرات وحسابات الخسائر فيها تغلب سلفا على حسابات الربح . واذا كان عنوان رفض التمديد للقيادات العسكرية املى العودة الى اختبار الحلفاء والخصوم في الحكومة بمثل ما حصل امس في جلسة مجلس الوزراء فان السؤال الذي اعقب الجلسة وتردد على السنة الكثيرين هو ماذا قرأ المقاطعون في ابعاد التمسك بالحكومة على ايدي حلفاء "التيار" اكثر من خصومهم؟ وماذا ستكون عليه نتيجة هذه القراءة؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم