تركيا تهدّد بصراعٍ جديد في سوريا وجرابلس فتنة مُقبلة

مع انتهاء عملية تحرير منبج من تنظيم "داعش" الارهابي على يد "قوات سوريا الديموقراطية" وبدعم من التحالف الدولي، توترت الأجواء داخل الحكومة التركية التي سرعان ما طالبت من الولايات المتحدة الأميركية الالتزام بوعدها، وسحب "قوات سوريا الديموقراطية" ذات الغالبية من قوات "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" ( PYD ) من منبج والابتعاد عن الحدود التركية.

وازداد التوتر أكثر أثناء اندلاع الحرب بين القوات الكردية من جهة والنظام وميلشياته من #الدفاع_الوطني في محافظة #الحسكة من جهة أخرى، مما جعل الكثيرين يفرضون نظرية ان الأكراد في سوريا انقلبوا على النظام، وهم ذاهبون الى قيام دولة كردية في شمال سوريا. ورغم النفي المتكرر من قيادات حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ومسؤولي "قوات سوريا الديموقراطية" لما تم تداوله حول قيامهم باعلان كردستان سوريا، الا ان #تركيا تحاول إثارة تلك الفكرة وإقناع دول المنطقة بها لأخذ الشرعية بالتدخل البري في سوريا تحت ذريعة حماية أمنها القومي، وهذا ما بدأته بالفعل منذ ايام بقصفها مدينة #جرابلس وتوغلها لاقتحامها ودعمها فصائل من المعارضة بالدخول اليها.

وتتوضح الأمور اكثر بأن التفاهمات المتفق عليها من قِبل الأميركيين والروس تعود للاختراق من قبل الطرف التركي مرة أخرى، الذي لطالما يحاول خلق بلبلة وإطالة الصراع في سوريا خوفاً من ان تنتهي الحرب وتعود تركيا إلى الانعزال من قِبل دول المنطقة نتيجة السياسة الأحادية من حزب العدالة والتنمية، ومُحاولة بذلك عدم احلال السلام في المنطقة من خلال دعمها المتواصل لتنظيم #داعش الارهابي وتسهيل عبور الارهابيين للانضمام اليهم عبر أراضيها، وذاك ما صرح به أكثر من مرة، أكثر من مسؤول أميركي وأوروبي.
جميع هذه الأحداث المتسارعة سيكون لها تأثير على مباحثات جنيف المقبلة، وقد يفاوض "الائتلاف السوري" المعارض عليها مع الطرف الكردي المتمثل بالاتحاد الديموقراطي الكردي ( PYD ) الذي بات وجوده في المفاوضات المقبلة شبه مؤكّد بعد مواجهته مع النظام في مدينة الحسكة وتعرّضه لقصف الطيران السوري. وقد صرحت الأمم المتحدة ووزيرَي الخارجية الأميركي والروسي أن الطرف الكردي غير مشارك في مفاوضات جنيف ولا بد من تمثيله، رغم وجود ممثلين من المجلس الوطني الكردي داخل المفاوضات، ولكن على ما يبدو ان وفد المجلس الكردي لا يُعتبر طرفاً يمثل الشعب الكردي في سوريا بل يتم تصنيفه كمعارض سوري ضمن هيئة الائتلاف.
معركة جرابلس ستكون بمثابة قطع الشريان الجغرافي الواصل بين منطقتَي #كوباني و#عفرين الكرديتين. ويُحتمل إن تَمّت السيطرة عليهما من قبل فصائل المعارضة، ان يكون هناك اتفاق سري بين تركيا واقليم كردستان العراق حول تسليمهما لاحقا الى الجناح العسكري للحزب الديموقراطي الكردستاني السوري أي "قوات بيشمركة روج افا" المقيمة في اقليم كردستان العراق منذ بداية الثورة السورية، والذين تقدّر أعدادهم بحوالى 3000 مقاتل، ويُصنّفون في جرابلس كقوات حفظ السلام بين تركيا و(PYD) بموافقة أميركا صاحبة المواقف المتبدلة. ومن ناحية اخرى يُعَوّل في سوريا على تثبيت أساس متين موالٍ لإقليم كردستان العراق، بعد ان فشل الرهان على المجلس الوطني الكردي الذي اصبح غير قادر على إثبات نفسه لا ضمن المعارضة ولا مع النظام، لتكون خطوة تركية نحو اقتتال كردي – كردي، وادخال سوريا في حرب اهلية لا نهاية لها.