الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حماة الديار" لـ"النهار": لهذا أقفلنا في طرابلس

المصدر: "النهار"
طرابلس - رولا حميد
"حماة الديار" لـ"النهار": لهذا أقفلنا في طرابلس
"حماة الديار" لـ"النهار": لهذا أقفلنا في طرابلس
A+ A-

منذ سنة، أطلقت مجموعة من الأشخاص مبادرة "#حماة_الديار" في الميناء بطرابلس متبعة خطى الحركة الأم في بيروت التي يرأسها رالف الشمالي.


والحركة لا ينفك أعضاؤها، ومناصروها، التأكيد على انها تأسست لدعم الجيش اللبناني في مواجهاته التي جرت في نطاق بلدة عرسال البقاعية، ثم تنامت، واتسعت قاعدتها بسرعة، وفتحت لها المكاتب في مختلف المناطق اللبنانية.


أخيراً، أثير كثير من الكلام عن الحركة في #طرابلس، وأطلقت التساؤلات عن ماهيتها، من تكون، لماذا تأسست، ومن يقف وراءها، وانتشر عدد كبير من الصور والفيديوات عنها، ومنها ما حمل التهديد لأعضائها بشتى أنواع العقاب، أقله القتل، مما حدا بمسؤولها في الشمال داني بيطار لإعلان تجميدها، واستقالة أعضائها، قيادة وأفراداً.


وعقد بيطار مؤتمراً صحافياً الثلثاء، تلا خلاله بياناً عن فرع الحركة الشمالي، أعلن فيه استقالته مع أعضاء هيئة الشمال والمنتسبين في طرابلس والميناء وباب الرمل والمنية من الحركة.


وبرّر البيان الموقف بأنه "قرار نابع من مصلحة مدينة طرابلس والميناء، وحرصاً منا على ديمومة العيش المشترك وعلى السلم الأهلي"، ولا يوضح البيان ما الذي يهدد السلم الأهلي أو العيش المشترك في المدينة.


لكن اللافت أن وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي زار طرابلس والتقى فاعلياتها في حضرة مفتي طرابلس الشيخ الدكتور مالك الشعار في مناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوقوع الانفجارين في مسجدي السلام والتقوى، تناول ظاهرة "حماة الديار". وقال في مؤتمر صحافي عقده في المناسبة: "سمعت كلاماً كثيراً في طرابلس وغيرها عن تنظيم جديد ظهر إلى النور وتنشر صور تدريباته، اسمه "حماة الديار". أنا أقول لا تحمى الديار بمزيد من الميليشيات، ولا بمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية، بل بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة. ونحن في صدد تحضير ملف أمني وقانوني لنتقدم في مجلس الوزراء بطلب لإلغاء الترخيص المعطى لها".


ويتحدث مصدر مقرب من الحركة وتطوراتها في طرابلس، عن نشأتها، بهدف إسناد الجيش منذ أحداث عرسال، ومساعدته، وأنه منذ عام، تداعى نحو ١٥ متطوعاً في الميناء لرفد الحركة المركزية في بيروت، وأن الحركة انطلقت، ولقيت الكثير من التجاوب والتأييد، وبلغ عدد المنتمين اليها نحو خمسمئة في الشمال، منهم نحو ٢٥٠ في طرابلس ونطاقها".


لم تلبث الحركة أن فتحت خمسة مكاتب لها في عدد من أحياء طرابلس، والجوار، كالمنية، مؤكداً أن أحدا "لم يذهب إلى الثكنات للتدريب العسكري، إنما لكي نقضي أوقاتاً مع الجيش نحن والعائلات، يتعايش المواطن بذلك مع الجيش".


أضاف المصدر: "نوصل المجتمع المدني بالمجتمع العسكري، نقربهم من بعض، نتغدى معهم، ونعود إلى البيت". ويؤكد أيضاً أن "تحركنا يتم بالتنسيق مع القيادة، وليس مع القائد".


ووصف دور الحركة بأنه مكمل لدور الجيش، لكنها "ليست حركة عسكرية، فنحن لسنا مسلحين. نحن نتدرب عند الجيش كما يتدرب الكشافة على بعض التقنيات كربط الحبال، والقفز، والتسلق، بحسب ما يقوم به الجيش في الثكنات".


ويستغرب المصدر أن يطلق على الحركة صفة الميليشيا، فلا ظهور مسلح ولا سلاح عندها"، كما قال، مضيفاً أنها حركة شرعية ومرخصة من الحكومة اللبنانية ورقم ترخيصها ١٥٧٧.


عن سبب قرار الإقفال، يقول المصدر: "بسببب التهديدات المباشرة والمكثفة، بالذبح والقتل. أرسلت فيديوات على فايسبوك وعلى الهواتف، بالاسم. تهديدات لا ريب جدية، والجو صار معادياً لنا بسبب التحريض المكثف، وطرابلس بدأت تغلي ضدنا. كلما وقع حدث، ألصقوه بنا. رميت قنابل في نهر أبو علي، قالوا حماة الديار. تخاصم اثنان في التبانة قالوا مجموعة "حماة الديار"، بينما لا يوجد تمثيل للحركة فيها، وفي القبة حدث الأمر عينه".


ويلفت المصدر: "أسمونا حركة صليبية، رغم أنه لا يوجد بيننا سوى ثلاثة أفراد مسيحيين من أصل ٢٥٠ عضواً في طرابلس والميناء. لم نفرق في ما بيننا. حركتنا شرعية لكن الدولة لم تتحرك لحمايتنا من التهديدات. وجدنا أنفسنا منفردين في الساحة، فقررنا الذهاب إلى البيت".


عن خلفيات هذه التطورات، يقول: "هناك أطراف متضايقون من وجود "حماة الديار" يقفون وراء التهديدات. لم نعرف مصدر التهديدات. لذلك اضطررنا للإقفال، وصرف أعضائنا".


أما عن التنسيق مع سوريا، فيتساءل: "كيف نكون على علاقة مع قيادة الجيش وننسق مع سوريا؟، بينما أكثر من نصفنا من العسكريين المتقاعدين. لسنا شباباً طائشاً، نحن ندفع بدل الإيجار من جيوبنا. تمويلنا ذاتي. لن نعود للعمل والحركة من جديد. الجو ضاغط ولا يحتمل".


وفي بيان صادر عن الحركة أكدت أنها حركة سلمية غير مسلحة، وجاء في البيان: "إن حركة حماة الديار هي حركة مدنية أنصارها من كل الطوائف اللبنانية، وتمثل النسيج اللبناني بأكمله، وليس لدينا أسلحة، وأعمال تسليح، أو جانب تسليحي في الحركة".


وبين نفي الحركة للتسلح، والاتهامات المبطنة لها من بعض الأطراف السياسيين اللبنانيين المطلعين، والعالمين بخفايا الأمور من أعلى مراكز السلطة، بأنها كميليشيا، لبنان بغنى عنها، يلقى على الزمن كشف حقيقة الأمور المتعلقة بها، على أمل أن يتم الكشف مبكراً عن هذه الإشكالية هذه المرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم