الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لماذا تغرق الأسرة في تعاسة دامسة؟

المصدر: "النهار"
لماذا تغرق الأسرة في تعاسة دامسة؟
لماذا تغرق الأسرة في تعاسة دامسة؟
A+ A-

يجد أفراد بعض الأسر أنفسهم غارقين في تعاسةٍ لا يعلمون سببها، لكنهم لا يدركون كيف يتخلّصون منها. في الحقيقة، إن ثقل الحياة المجتمعية كبير، والتباين في وجهات النظر بين أفراد العائلة الواحدة من شأنه أن يزيد الوضع سوءاً في حال غياب الحوار. من هنا اليكم أبرز الخطوات التي لا بد من تجنّبها كي لا تغرق أسرتكم في تعاسةٍ دامسة.


• عدم تفهّم متبادل من الأبناء والآباء
تسلّم بعض النظريات لفرضية تقول إن على الآباء تفهّم أبنائهم وتحمّل مزاجيتهم خصوصاً في مرحلة المراهقة، حيث يعيشون صراعاً ذاتياً مع أنفسهم. وتقول بعض الفرضيات الأخرى إن على الأبناء تفهّم آبائهم ومحاولة إطاعة أوامرهم قدر المستطاع. الحقيقة أن في كلا الرأيين صواباً، حيث لا بد للطرفين أن يتفهّم واحدهما الآخر. وتتمثّل واجبات الأولاد تجاه أهاليهم بـ3 نقاط أساسية تحافظ على الاستقرار العائلي، هي: إظهار الامتنان لتضحياتهم الشخصية تجاههم واعتبارهم جزءاً لا يتجزّأ من حياتهم الخاصة والاهتمام بمستقبلهم العلمي والمهني. فيما يتوجّب على الأهل تفهّم التحوّلات في المرحلة العمرية التي يشهدها أولادهم وعدم تضييق الخناق عليهم للتعبير عن نفسهم وفسح مساحة معقولة من الحرية لهم وتقبّل فكرة استقلاليتهم الذاتية، من دون أن تتحوّل هذه الاستقلالية الى حاجز بين الطرفين. ان غياب هذه العوامل الايجابية يؤدي الى انهيار مفهوم العائلة وتفكّكها ويشكّل تهديداً صريحاً لاستمراريتها.


• الصراحة شبه غائبة
هي أبرز العوامل التي تؤمّن سعادة العائلة واستقرارها في حال بنيت على اساس الحوار المتبادل بين الآباء والأبناء. وفي حال غيابها، تتحوّل الثقة الى مجرّد قناعٍ زائف، ما يعني تفكّكاً أسرياً مستتراً. من هنا لا بد للأولاد من مصارحة آبائهم بكل التفاصيل الأساسية التي تتمحور حولها حياتهم الخاصة، دون حاجة للدخول في الزواريب الضيقة التي تبقى محصورة في اطار الخصوصية الشخصية.


• الاعتماد الدائم على عنصر واحد من افرادها
نقصد بذلك الاعتماد المادي والمعنوي على الأب، مثلاً، للقيام بجميع الواجبات والمهام، في ظلّ تقاعس أهل المنزل وعدم مبادرتهم الى مساندته ولو حتى معنوياً عبر الاهتمام في الشؤون المنزلية. ومن الأمثلة على ذلك، التبرّع بالقيام بالمهمات المنزلية من الفتيات ومساعدة الأم على تنظيم الحياة الأسرية، فيما يمكن للصبية أن يعاونوا أهلهم في المهام الخارجية كابتياع الحاجيات وتصليح الأعطال التقنية داخل المنزل. انها مبادراتٌ قد ينظر اليها من عين السهلة والعادية، لكنها جوهريّة بالنسبة إلى تنظيم حياة الأسرة والابتعاد عن الروتين وكسر الضغوطات النفسية التي سيعاني من ارتداداتها جميع أفراد الاسرة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم