الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

سينما - كن لوتش ضد رأس المال

سينما - كن لوتش ضد رأس المال
سينما - كن لوتش ضد رأس المال
A+ A-

في مهرجان لوكارنو الأخير (3 - 13 الجاري)، تحدث المخرج البريطاني الكبير كن لوتش الفائز بـ"السعفة الذهب" عن "أنا، دانيال بلايك" وأحوال بريطانيا والرأسمالية والقوانين الجائرة ومستقبل الانسان بفكره اليساري المعروف. كان الحوار الذي جمع لوتش بالجمهور مسيساً جداً. فهذا الذي يُعتبر أحد آخر اليساريين الأصيلين من ذوي الضمائر الإنسانية، جعل اللقاء منبراً لإطلاق مواقف صريحة وواضحة تجاه ما يحصل اليوم في عالمنا. وكم بدا شغوفاً ومتحمّساً حين شخَّص المرض المستفحل في المجتمع الغربي.


قال كن لوتش: "ردّ الفعل الطبيعي للبشر هو أن يساند بعضهم بعضا. إذا كان جارك في ورطة فينبغي أن تهبّ لمساعدته. لكننا خلقنا أنظمة لا تستطيع الاضطلاع بهذا الدور. على الدولة مساعدة المواطنين، وهي بدلاً من ذلك تذلّهم! لا ينقذ المرء سوى تضامن الناس بعضهم مع بعض. السؤال هنا: لماذا يفشل ممثلو الشعب في الاضطلاع بهذا الدور؟ السبب سياسيّ، هو أنّهم مرتبطون بمصالح اقتصادية تفرض عليهم معاقبة الفقراء. سواء أكانوا من اليمين أم الاشتراكيين، فالسياسيون باتوا يمثلون الجهات النافذة مالياً، وهذا ما يدرّ عليهم الثروات. وعندما يصبح المواطن عاطلاً من العمل، يُفهمونه أنّ هذا خطأ منه! اذاً، ثمة سبب ايديولوجي يبرّر عجز الدولة عن أن تكون الجار الطيب الذي يرأف بجاره".
صرّح لوتش بأنّ الشيء الأهم في علاقته مع الممثلين، هو غريزتهم. فتلك الغريزة تجعله يدرك الحقيقة. مدح شريكه في الكتابة، السيناريست بول لافرتي. قال إنه لا يتمسّك بنصّه، وهذا ما يجعله كاتباً رائعاً. طرح منشط اللقاء على دايف جونز سؤالاً عمّا إذا كان دانيال بلايك ليصوّت مع بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منها لو أتيحت له الفرصة، فلم يخفِ دايف اعتقاده بأنّه كان صوّت للخروج، فالذين من أمثاله، أي الطبقة العاملة، يشعرون اليوم بأنهم متروكون؛ لا يساندهم أحدٌ أو يستمع إلى مطالبهم، وما تصويت الخروج إلا للفت الانتباه. بينما يتكلّم جونز، راح لوتش ينظر إليه بنوع من الإحراج والاستياء، وما إن أنهى كلامه، حتى قال إنّ كايتي (فتاة يتعرّف إليها دايف في الفيلم)، كانت صوّتت لمصلحة البقاء، لأنها امرأة متفتحة العقل تتطلع إلى مستقبلها. "هي من جيل يحبّ السفر والتعرف إلى الآخر، ولا تشعر بأنّها متروكة بالطريقة عينها التي يشعر فيها دايف بذلك، كونها لا تنتمي إلى تلك البيئة الصناعية القديمة. لكني أتفهّم جواب أمثال دايف الذين قالوا: "لم تكترثوا بنا، فلن نكترث بكم". وهو جوابٌ أفهمه جيداً. هذا كله مؤشر إلى الفرصة السياسية الكبيرة التي أمامنا الآن، فقضية زعامة حزب يسار الوسط (حزب العمال) حُسِمت. اختير جيريمي كوربن زعيماً للحزب بالمصادفة المحضة. كوربن أشبه ببرني ساندرز، خلفه تاريخٌ طويل من النضال والالتزام، وثمة احتمال أن يعاد انتخابه. وهذا ضد مشيئة بعض السياسيين الذين يساندون نهج طوني بلير وأفكاره. ثمة فرصة ضئيلة ليتّجه الحزب إلى اليسار ويدعم أمثال دانيال بلايك. نعيش حالياً لحظة مصيرية في تاريخ بريطانيا. للمرة الأولى منذ مئة عام، يقف رئيس حزب العمال مع العمال في إضرابهم. هذا لم يحصل منذ قرن. لا أعتقد أنّنا نعي كم مهمة هذه اللحظة. الكلّ تواطأ ضده، من الـ"بي بي سي" إلى صحف اليمين، لأنه يمثّل تهديداً لرأس المال".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم