السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حافظ حيدر "مبشّر للسلام" ومرشّح لجائزة "نوبل"... إيطاليا تدعمه فماذا عن لبنان؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
حافظ حيدر "مبشّر للسلام" ومرشّح لجائزة "نوبل"... إيطاليا تدعمه فماذا عن لبنان؟
حافظ حيدر "مبشّر للسلام" ومرشّح لجائزة "نوبل"... إيطاليا تدعمه فماذا عن لبنان؟
A+ A-

البحث عن اللبنانيين في دول العالم والاطلاع على إنجازاتهم كالذي يتجول في مغارة "علي بابا"، هم كنوز رفعوا اسم هذا البلد عالياً، سواء بإنتاجاتهم أو بالمناصب او دورهم في تشييد جسر بين لبنان ودول العالم، وها هو البروفسور حافظ حيدر، ابن مدينة الشمس الرومانية يكمل مسيرة نجاحه بترشيحه من "هيئة رجال القانون والدستور للبيئة" في إيطاليا التي تضم العديد من العمداء والنواب الأوروبيين ومدراء الابحاث والعلماء والتي لديها صلة مباشرة مع #النوبل، وبدعم من المؤسسات الإيطالية... لكن أين لبنان من هذا الترشيح؟


هذا الستّيني الذي ولد في بعلبك وترعرع في العاصمة بيروت، هاجر من لبنان عام 1978، حينما كانت المدافع تدقّ في أذان اللبنانيين، وعلى الرغم من ابتعاده عن هذا الوطن إلا أنه بقي لصيقاً به ويفتخر بوطنيته، فهو لا ينسى أنه أدّى خدمته العسكرية في الجيش اللبناني. بدأ هذا الرجل (مواليد 1953) مسيرته في إيطاليا كموظّف في القنصلية العامة اللبنانية في ميلانو، وتابع دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه بعلم التوثيق والمكتبات من جامعة ميلانو بدرجة امتياز. وهو أكاديمي ‏وبروفسور في جامعة بافيا وروجيرو الثانية ومعهد الفازفيو وسبيتزيا للدراسات العليا.


يترأس حافظ حيدر العديد من المؤسسات الثقافية الإيطالية، مثل مؤسسة "بيغاسوس" وغيرها، ‏وتم تعيينه منذ 6 اشهر مديراً عاماً لنقابة الشعراء والأدباء في مدينة فلورانسا.


وربما من غير المقبول في بلدنا لبنان أن نصبّ كل اهتمامنا على صفقات الفساد والخراب والاحتكاكات المذهبية والتجاذبات السياسية، في الوقت الذي تضجّ فيه الصحف الإيطالية باسم حافظ حيدر، فأخباره وصلت إلى نيويورك والسلفادور والأكوادور وبلاد العالم... لماذا؟


لأن اسم حيدر انتشر بين الإيطاليين والغربيين كمبشّر للسلام، ولم يكن ينتظر الحصول على الجوائز ولا ترشيحه لجائزة "نوبل" للسلام، خصوصا أن مثل هذا الترشيح لا يقوم به المرشح بل يتمّ عبر جهات أخرى. وخلال حفلات توزيع جوائز في #إيطاليا عرض الادباء على حيدر موضوع ترشيحه، ما السبب؟ يجيب حيدر "النهار": "لأنني عملت طوال مسيرتي في مجال الاديان السماوية، واعتمدت في كتاباتي للقصص وأشعاري التركيز على النقاط التي تربط المسيحية والعبرية والإسلام، أكان من ناحية السياسة أو القصص أو الشعر أوغيرها". عمل حيدر 36 سنة في هذا المجال، وصدرت إنتاجاته من اكبر دور نشر في إيطاليا كـ"موندادوري" و"ريتسولي"، فانتشر اسمه كمبشر للسلام والثقافة الدينية وللحوار.


"لا ملل" في الحديث مع حيدر، فهو مثال للمغتربين العصاميّين ويملك مسيرة جذابة كقصص "ألف ليلة وليلة" التي ترجمها للغربيين، شهد إنتاجه النور عام 1994، والبداية كانت بترجمة كتاب "كليلة ودمنة"، وكتب مقدمة الكتاب الكاردينال جان فرانكو رفازي، الذي أصبح اليوم وزير الثقافة في الفاتيكان، وتلاها ترجمة كتاب "الأجنحة المتكسرة" لجبران خليل جبران، وبعدها انهالت الترجمات على الأوروبيين، ومنها موسوعة تاريخ الادب العربي الذي اصبح نصاً اكاديمياً مطبوعاً من اكبر دور نشر هي "ريتسولي".


انتشر اسم حيدر كأكبر مترجم عربي، وترجم كتاب "الف ليلة وليلة" في ثلاثة مجلدات، استقبلتها الاسواق في العام 2001، وخلال 3 اشهر تم طبعها ثلاث مرات، واليوم وصل عدد طباعتها إلى الـ 36 طبعة، ويقول حيدر: "في العام 2002 فجأني مجلس الشيوخ الإيطالي، بمنحي جائزة الآداب السماوية والشعر الروحاني، ولم أصدق حينها، لكن فعلا حصلت عليها وكان سبقني وفاز فيها في الاعوام السابقة البابا راتسينغر، والكاردينال جان فرانكو رفازي، وأكبر الشخصيات العالمية"، وبدأت بعدها مسيرة الجوائز.


ماذا تعني جائزة نوبل بالنسبة إلى حيدر؟ يردّ: "عملية ترشيحي هي اعتراف رسمي بأني أنجزت أعمالًا كثيرة للسلام في العالم، والاتفاق بين الاديان، والحوار والتقارب بين الشعوب، وبين الشرق والغرب، علما ان لبنان هو بلد حضاري وأكثر بلد عربي منفتح على الغرب".


عندما مُنح حيدر وسام الجمهورية الإيطالية (بدرجة فارس) وُوصف بأنه جسر ثقافي وحضاري وديني بين إيطاليا ولبنان، وبينهما وأوروبا، ويقول: "الامر نفسه اليوم مع جائزة نوبل فإن الهدف الوحيد منها فتح الطريق بين الشرق والغرب لحمل الجواهر الخلقية والعلمية الادبية للقارة الاسيوية والقارات الأوروبية وغيرها".


ويتابع حيدر تطورات الاوضاع في العراق وسوريا ويتحدث عن المجموعات التي تدّعي الإسلام وعن التنظيمات الإرهابية، ويقول: "عمليات التشويه الديني تضرب اولاً الإسلام وايضاً المسيحية، لأنهم يقتلون الاثنين، فهم جماعة لا اهداف لهم بحماية دين على مصلحة الاخرى، بل هم لا دين لهم"، ويضيف: "الاشخاص الذين يقومن بهذه العمليات، يجهلون القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية، ولا يعرفون ماهية الدين الإسلامي وفحواه، فالقرآن الكريم ليس فيه صورة صغيرة أو كبيرة تدعو إلى القتل أو الذبح او الاجرام، والدين الإسلامي دين تسامح ومحبة وكذلك الامر مع الدين المسيحي فالمسيح هو مبشر للسلام وقرّب الرومان إلى قلبه، فهم كانوا اعداءه، وعمليا بين الديانتين نقاط التقاء، وبالتالي علينا خلق حوار دائم وصافٍ، وألا يكون فيه نوايا بين رجال الدين، ويكون لهم علاقة مع السياسيين دائمة".


حيدر الإيطالي واللبناني الأصل، ابن هذا البلد، ويهتمّ بأن يدعمه اللبنانيون دولة وشعباً، ويقول: "أتمنى من الرئيس نبيه بري بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية والمسؤولين المعنيين أن يدعموني، لأن ربحي للجائزة هو ربح للبنان، وأنا لا اريد أن اضع الجائزة في جيبي وأتبجّح بالحصول عليها بل اريد أن اساعد وطني، خصوصاً الطلاب اللبنانيين والعاطلين من العمل، بأن يكون لنا صوت جديد في الخارج".


وعلمت "النهار" أن الرئيس برّي سيبذل كل جهوده في دعم حيدر، سواء محليا أو دولياً، دعماً لكل اللبنانيين الذين يمثلون صورة لبنان في الخارج.


[email protected]


Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم