الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تعيد مصدراً مشعّا إلى بلد المنشأ

رلى معوض
الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تعيد مصدراً مشعّا إلى بلد المنشأ
الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تعيد مصدراً مشعّا إلى بلد المنشأ
A+ A-

 


في إطار مشروع المجلس الوطني للبحوث العلمية للتخلص من المصادر المشعة الخطرة في لبنان، أخرج خبراء الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة للمجلس والوكالة الدولية للطاقة الذرية - برنامج تعزيز الأمن النووي في لبنان، مصدر "كوبالت - 60" المشع والمصنّف خطراً للغاية من "أوتيل ديو دو فرانس" إلى بلد المنشأ، بإشراف مدير الهيئة الدكتور بلال نصولي وبالتنسيق مع خبراء الوكالة.
والمصدر هو من المصادر المشعّة التي كانت تستخدمها مستشفيات لبنان لمعالجة الأورام السرطانية، وقد تم الاستغناء عنها واستبدالها بمسرعات نووية خطية حديثة.
وفي حديث الى "النهار"، أوضح الامين العام للمجلس معين حمزة انه "في مطلع الستينات والسبعينات عمدت المستشفيات اللبنانية الى شراء مصادر الكوبالت لمعالجة الأورام بواسطة الاشعة، ومع الوقت تطورت مصادر الاشعة واستبدلت بأخرى أقل خطرا على البيئة، وقدرتها أكبر على التحكم في ضبط كمية الاشعاع التي يتعرض لها المريض، فأحيلت هذه التجهيزات على التقاعد، لكونها تحتوي على مواد إشعاعية كان من غير الممكن بيعها او الاتجار بها لأنها تدخل ضمن ما يسمى الاتجار غير المشروع بالمواد المشعة، والذي التزم لبنان كما دول العالم الامتناع عنه ومحاربته من ضمن الانظمة التي أقرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقبل نحو 12 عاما اتصلت الوكالة بحمزة لتطلعه على أن أحد المستشفيات وضع إعلانا على الانترنت عن عدد من الأجهزة للبيع ومن ضمنها مصدر "كوبالت 60" المشع، واعتبرت ان هذا الاعلان يشكل خطرا على الصحة العامة والبيئة والامن لأن هذه المصادر قد تؤدي الى ما يسمى "القنبلة القذرة" لو وقعت في ايدي المتطرفين والارهابيين. لذلك أجرى المجلس، لكونه نقطة الارتكاز مع الوكالة، ومن ضمن برنامجه للرقابة الاشعاعية والامن النووي، مسحا في كل المراكز العلاجية والمستشفيات في لبنان لإعداد جداول بالمصادر المشعة خارج الاستعمال والحظر عليها، وباشر مع الوكالة والدول الاوروبية والاميركية المانحة تمويل إخراجها من لبنان واعادتها الى بلد المنشأ. تجاوبت المستشفيات وقدمت وزارة الصحة دعمها، إنما سبب التأخير الذي حصل هو التعقيد اللوجيستي لأن عملية الفك والنقل والشحن صعبة ومكلفة (نحو 350 الى 400 ألف دولار أميركي) وتتطلب تقنيات معقدة واتخاذ الموافقات اللازمة. كما أن بعض المصانع التي أنتجت المصدر المشع وباعته الى لبنان قد أغلقت. وحاليا هناك تجاوب من فرنسا وروسيا والمانيا لاستعادة هذه المصادر المشعة وإعادة تدويرها لاستعمالاتها اللاحقة في الصناعة.
وقد وضّب خبراء الهيئة المصدر المشع ضمن حاوية خاصة من الرصاص وفقاً للمعايير الدولية، وتم نقله إلى المطار بمواكبة من الجيش في انتظار الطائرة الخاصة التي أعادته في اليوم التالي إلى بلد المنشأ بالتنسيق بين القوى الأمنية المعنية.
وهي العملية الرابعة تقوم بها الهيئة لإخراج مواد مشعة خطرة من لبنان إلى بلد المنشأ. فقد نقلت عام 2009، من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية إلى روسيا الاتحادية 36 مصدرا مشعا، وعام 2011 مصدر "كوبالت" من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت إلى المانيا، وعام 2015 مصدر "كوبالت 60" من مستشفى المعونات إلى فرنسا.
وستتابع الهيئة العمل مع الوكالة لإخراج ما تبقى من مواد مشعة خطرة غير مستخدمة من لبنان إلى بلاد المنشأ خلال 2016 و2017، إذ هناك 3 مصادر يجب اخراجها سريعا. وحديثا، حصلت على دعم من الحكومة الكندية لاخراج ما تبقى من هذه المصادر، وكذلك من سويسرا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم