الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الاستحقاق الرئاسي في عنق الزجاجة

علي حماده
A+ A-

ليس سراً أن جميع المنافذ المؤدية الى إتمام الاستحقاق الرئاسي قد سدت في الاسابيع الاخيرة. فمبادرة الرئيس سعد الحريري الى دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية وصلت الى حائط مسدود. وترشيح الجنرال ميشال عون مدعوما من حزب "القوات اللبنانية" وصل هو الآخر الى حائط مسدود. أما الخيارات الاخرى التي كانت مطروحة، وفي مقدمها ثلاثة اسماء بارزة، فلم تنل حتى الآن نصيبا أفضل من نصيب فرنجية وعون. هذا على مستوى الترشيحات. أما على مستوى الحلول المقترحة لفتح ثغرة في الجدار، فمقترح الرئيس نبيه بري تحت مسمى "السلة الكاملة" لم يقطع شوطا بعيدا، وقد بقي مجرد أفكار، أو قل مجرد بنود عمومية في أجندة لم تكتمل بعد، بعدما اشتُمّت من "السلة" رائحة "دوحة -٢"، وربما أكثر، أي "طائف - ٢"، من شأنها تكريس كل التجاوزات التي شهدها النص الدستوري بنص مكتوب يكون فاتحة لتغيير النظام برمته! وأما "عرض" الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي أعلن فيه انفتاحه على موضوع رئاسة الحكومة في مقابل تأييد "تيار المستقبل" ترشيح الجنرال ميشال عون، فبقي مجرد كلام وانتهى مفعوله سريعا باعتبار أن المطروح من جانب "تيار المستقبل" الآن هو ان يقوم "حزب الله" بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية، او بالقيام بعمل جدي لجمع الحلفاء حول ترشيح الجنرال عون، وفتح أبواب مجلس النواب المقفلة عمليا من خلال قراءة الرئيس نبيه بري الخاصة للنص الدستوري المتعلق بنصاب انعقاد جلسة انتخاب الرئيس، او بواجبات النائب عدم تعطيل الحياة البرلمانية! لكن هذا أمر آخر.


استنادا الى ما تقدم، يمكن القول إن الاستحقاق الرئاسي في شقه اللبناني الداخلي معلق في المدى المنظور. أما في شقه الخارجي، وبالتحديد الاقليمي، فإن التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة ووقائع الساحة السورية التي تحولت ساحة الصراع الاولى في المنطقة لا تمثل مناخا مشجعا على منح الاستحقاق الرئاسي اللبناني دفعا جديدا. وهنا تقاطع سلبي للمصالح في لبنان. فالأساس أن الاطراف الاقليمية الوازنة لا تريد حتى الآن لبنان ساحة اشتباك على غرار الساحة السورية او غيرها من الساحات مثل اليمن والعراق، لكن تقاطع الارادات الإقليمية حول "تحييد" مبدئي للبنان ليس أبديا، وقد يأتي يوم ليس ببعيد تتغير فيه الصورة وفقا لما ستشهده الساحة السورية في الاسابيع والاشهر المقبلة.
هناك عنصر يشجع على التفاؤل باستمرار "توافقات" بين الاطراف الإقليمية الوازنة في المنطقة لإبقاء ساحة باردة على عكس الساحات الأخرى، وهو أن ما حصل أخيرا من "تفاهمات" روسية - تركية - ايرانية إثر محاولة الانقلاب في تركيا، وتتم ترجمتها الآن على الارض في الشمال السوري، يمثل ثقلا ايجابيا في ميزان المحافظة على الساحة اللبنانية باردة، وبعيدة عن النار والدم!
في الانتظار، لا رئيس للجمهورية، ولا قانون جديد للانتخاب، وربما نصل في مطلع ربيع ٢٠١٧ الى اقتناع بضرورة تأجيل الانتخابات النيابية والاكتفاء بالتمديد للمجلس الحالي سنة اضافية، او حتى اختيار رئيس جديد للجمهورية!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم