السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل حان وقت خلط الأوراق مجدداً؟

علي حماده
A+ A-

لم يكن غريبا أن تنتهي جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاخيرة أمس على النحو الذي انتهت اليه. فما من أحد كان ينتظر انتخاب رئيس جديد. حتى الجنرال ميشال عون الذي روّج محيطه الاقرب ان يوم الثامن من آب سيكون يوم انتخابه رئيسا للجمهورية، لم يرسل نوابه الى ساحة النجمة لانتخابه. بقي القديم على قدمه ولم يتغير شيء.
حكي الكثير عن اجتماع كتلة "المستقبل" الاسبوع الماضي، ولا سيما عن حضور الرئيس سعد الحريري الاجتماع، وفتحه مناقشات حول الانتخابات الرئاسية، بما فيها طرح موضوع الترشيحات من زوايا عدة، أولاها الاستمرار بترشيح النائب سليمان فرنجية، والثانية احتمال ترشيح عون، والثالثة الذهاب نحو ترشيح من خارج نادي المرشحين الاربعة الرئيسيين (عون، فرنجية، جعجع، الجميّل). وليس خافيا على الرأي العام أن المزاج العام داخل "تيار المستقبل"، وخصوصا داخل الكتلة النيابية لم يكن ميالا الى تأييد عون، وهو الذي بالكاد تمكّن من هضم ترشيح النائب سليمان فرنجية المعتبر أولا وآخرا عضوا أساسيا في فريق ٨ آذار، أقرب المقربين الى بشار الاسد! وليس خافيا على أحد أن مزاج جمهور "تيار المستقبل" يميل اكثر الى ترشيح شخصية وسطية، في ظل انعدام حظوظ اي مرشح من ١٤ آذار. لكن كلا الجمهور والكوادر، يبقون على ثقتهم بخيارات سعد الحريري. وقد تجلى ذلك في قضية ترشيح فرنجية. أما ترشيح عون فأمر حساس للغاية لأسباب عدة، ليس أقلها سجل عون الحافل بالتحريض المذهبي ضد السنة، والشتائم الشخصية التي لم يوفر فيها احدا بمن فيهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولا نتحدث هنا عن رصيد عون السلبي جدا عربيا، وخصوصا لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا معطى يتعين على الحريري أخذه في الاعتبار اذا ما اراد التفكير في نقل تأييده من فرنجية الى عون.
على مستوى آخر، لا بد من الاشارة الى أن النائب فرنجية لم يتمكن حتى الآن من احداث خرق حقيقي في مواقف حلفائه. فلا هو أقنع عون بالتنحي، على الرغم من ان الاخير يعرف ان فرنجية يحظى من حيث المبدأ بتأييد اكثرية نيابية، ولا تمكن من دفع "حزب الله" الى الخروج من موقف التعطيل الذي يمارسه، إما عبر تأييده، وإما بالنزول الى المجلس لتأمين النصاب (بحسب قراءة الرئيس نبيه بري الخاصة). ولا ننسى ان فرنجية ظل طوال تسعة أشهر مقاطعا جلسات الانتخاب انسجاما مع موقف فريقه، وبالتحديد "حزب الله"! من هنا السؤال المشروع: ما جدوى الاستمرار بترشيح فرنجية، ما دام ترشيحه لم يغير شيئا في المعادلة، وما دام لم يفلح في تغيير موقف فريقه؟
بناء على ما تقدم، قد يصح قول البعض إن موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي يربطه كثيرون بالوضع الإقليمي، وبنتائج معركة حلب الكبرى المقبلة، يفترض النظر اليه من زاوية مختلفة، بمعنى إعادة خلط الاوراق من جديد، ربما عبر طرح أسماء جديدة في السباق الرئاسي، وذلك لصعوبة هضم ترشيح عون ما لم يقم الاخير بمبادرات في أكثر من اتجاه لخلط الاوراق، عوض الاكتفاء بمحاولة اتمام "صفقات" في الكواليس كما هو حاصل الآن.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم