الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

سلّة الدقائق الخمس الاخيرة قبل انهيار النظام

المصدر: النهار
هدى شديد
سلّة الدقائق الخمس الاخيرة قبل انهيار النظام
سلّة الدقائق الخمس الاخيرة قبل انهيار النظام
A+ A-

هل حان وقت خروج #حزب_الله من الحرب السورية وعودته الى لبنان؟ وهل دقّت فعلاً ساعة الانتخابات الرئاسية إيذاناً بإعادة احياء المؤسسات الدستورية قبل ان يدفن معها "اتفاق الطائف"، وقبل السقوط في مؤتمر تأسيسي قد يشعل حرباً أهلية لا أحد يريدها؟


وهل تعيش كتلة "المستقبل" النيابية فعلاً انقساماً داخلياً تحت عنوان الانتخابات الرئاسية؟ وهل انقسمت الكتلة بين فريق يتمسّك بمبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجيه وبين من يدفع باتجاه تبنٰي ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة قبل فوات الأوان؟


مصادر قريبة من "المستقبل" تشير الى نموذجيْن متناقضيْن بوضوح: احدهما يتقدٰمه رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة وكان النائب احمد فتفت اول من سارع الى نفيه والتشديد على ان لا مرشح للمستقبل الا النائب فرنجيه، نافياً كل ما يتردّد خلاف ذلك، والنموذج الآخر عكسه وزير الداخلية نهاد المشنوق في مقابلته الاخيرة بإعلانه بما لا يقبل التأويل بأن "هناك قرارا دوليا جديا وكبيرا وغير منظور يقول بانتخاب رئيس للجمهورية وقبل رأس السنة"، وهو شدّد على ان المهمّ هو "انتخاب الرئيس قبل الاسم، وان "كتلة المستقبل" حتى الآن ملتزمة بترشيح الوزير فرنجية، لكن لا يكفي ان نكون ملتزمين وجالسين كلّ في بيته وننتظر القدر الذي لا نعرف متى يأتي ولا من سيأتي به...".


هذا غيض من فيض ما تشهده "كتلة المستقبل" من نقاشات داخلية. فمن القليل الذي تسرٰب ان المشنوق هو احد المستقبليين المقتنعين كلياً بأن الرئاسة اما ان تكون الأن للعماد عون فتفتح باب الانفراج السياسي الشامل على كل المؤسسات واما انها ستقفل نهائياً على ما تبقى من "نظام الطائف" الذي يترنٰح في دقائقه الاخيرة التي اشار اليها المشنوق بسرده ما سمعه من مسؤول دولي كبير عن "الدقائق الخمس الاخيرة من حياة نظامنا".


وعلم ان المشنوق متهم من الفريق الآخر داخل كتلته بأنه يسوٰق للتقارب بين الرئيس سعد الحريري والعماد عون، على انها الفرصة الاخيرة لاتفاق داخلي قد يعيد رئاسة الحكومة للمستقبل، ويطمئنه الى قانون انتخاب لا يؤدي الى تحجيم نفوذ الكتلة المستقبلية. وتشير المعلومات الى ان الفريق الممثل للمستقبل في الحوار الثنائي مع حزب الله هو الذي ينشط على خط هذه التسوية، اي المشنوق ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري الذي يلتقي باستمرار وزير الخارجية جبران باسيل وينسّقان معاً في نقل الرسائل وتقريب المسافات بين الرابية وبيت الوسط.


ويكشف بعض المطلعين على النقاش الدائر داخل الفريق المستقبلي عن سيناريو يحاك ليكون في خلفية ثلاثية الحوار المقبلة في عين التينة. وبما ان جميع القوى والأحزاب قد استنفدت كل ما لديها في جدول اعمال الحوار وباتت اسيرة مواقفها والجمود القاتل، فإن السعي الى تجاوز الحاجز الرئاسي قد يخرج الجميع من دوامة انتظار الخارج المنشغل بمشاكله وقضاياه الداخلية، وقد تفتح هذا الخطوة باب التفاوض على تحسين كل فريق شروطه وضماناته في لحظة إقليمية- دولية سانحة.


وكما ان الأجواء التفاؤلية تعمّ اوساط الثنائي المسيحي بقرب انتخاب رئيس للجمهورية، كذلك هي تشمل فريقاً مستقبلياً بدأ يسرٰب اخباراً يصفها بالـ"إيجابية" بشأن سلٰة الحل الشامل بدءاً من رئاسة الجمهورية. حتى ان بعضهم يتداول بتركيبة ما بعد انتخاب العماد عون، اي بحكومة انتخابات نيابية ترأسها النائب بهية الحريري التي ستخلي مقعدها النيابي لنجلها احمد في صيدا، على ان يعقب ذلك حكومة وفاق وطني تنبثق من نتائج الانتخابات النيابية التي من غير المستبعد ان تجرى على اساس "قانون الستين" بعدما وصلت كل مشاريع قوانين المختلط وغيرها الى الحائط المسدود بالفيتوات المتبادلة.


ولا تخفي بعض المصادر ان تطورات الميدان السوري سيكون لها تأثيرها على سلّة الحل المقبل، وان رجحان كفّة ميزان النظام السوري وحلفائه قد تنسحب على موقع رئاسة الحكومة، بحيث يكون من الصعب على الحريري ان يتبوّأها شخصياً فيزكّي مرشحاً أخر يثق به ويكون مقبولاً منه ومن الطرف الآخر، والمشنوق هو الشخصية التي تتمتّع بمثل هذه المواصفات، وهو الذي يجاهر بالصداقة التي تربطه بعون، فضلاً عن علاقته الوثيقة بحزب الله والفريق الآخر.


ولكن اذا كان هذا حال "المستقبل" الذي لم يُخفِ رئيسه استعداده لترشيح عون لو انه يثق بأن "حزب الله" يريد فعلاً انتخاب رئيس، فماذا عن الحزب الذي كان متهماً بأنه يتذرٰع بأمور كثيرة تحت ستار "عون مرشحنا الوحيد" لأنه لا يريد انتخاب رئيس بالأساس طالما هو يقاتل في #سوريا، ولأن الرئيس الجديد سيفتح عليه ابواباً مغلقة كالبيان الوزاري وفيها حصر مهمة المقاومة بقتال اسرائيل والنأي بالنفس عما يجري في سوريا؟ المصادر نفسها تجيب:"ترقٰبوا عودة قريبة لـ " حزب الله" الى لبنان وخروجاً مفاجئاً من الميدان السوري".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم