السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فرنجية يرسم حداً لحملات الضغط المنافسة \r\nالاستحقاق النيابي بدأ يضيق الهامش الرئاسي

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

تولّى النائب سليمان فرنجية خلال الزيارة التي قام بها لرئيس مجلس النواب نبيه بري وضع حد للضخ الاعلامي والسياسي الذي يبني على أن هناك جديدا في موضوع الانتخابات الرئاسية سيتبلور خلال شهر آب الجاري، على قاعدة اعادة الرئيس سعد الحريري النظر في موقفه من تأييد فرنجية في اتجاه دعم النائب ميشال عون. فهناك ماكينة سياسية واعلامية تمارس ضغوطا نفسية من أجل رمي كرة تعطيل الانتخابات الرئاسية من خلال تعطيل وصول العماد عون، على كاهل الرئيس الحريري، على قاعدة انكفاء النائب فرنجية او تراجع حظوظه في شكل كبير لقاء تقدم حظوظ زعيم التيار العوني، خصوصا على اثر تردد معلومات عن محاولة البطريرك الماروني تسويق دعم عون لدى الفرنسيين ومحاولة الحصول على مساهمتهم في الضغط في هذا الاتجاه. وعلى رغم ان غالبية الاوساط السياسية لا تفهم الاسباب او المرتكزات التي يبني عليها السياسيون في "التيار الوطني الحر" حساباتهم للجزم في موضوع انتخاب العماد عون في الوقت الذي لا يملك اي من هذه الاوساط هذه المعطيات نفسها، بدا ان فرنجية اخذ على عاتقه الرد على حملة الضغوط من خلال تأكيد استمرار ترشحه، بما يعني عدم تراجع الحريري من جهة، وهو اكد ذلك طوال المدة الماضية في أوج الضغوط التي تمارس، لكن لا تلبث ان تنسب معلومات الى قريبين منه تحاول ترجمة موقف معاكس له، وعدم البناء في الوقت نفسه على هذا التراجع استنادا الى ان فرنجية نفسه لم ينسحب من المعركة الانتخابية من جهة أخرى، مما يجعل من كل الضخ الاعلامي والسياسي في اتجاه احتمال دعم عون لا يتعدى اطار الحرب النفسية، وفق ما يعتبرها ديبلوماسيون أجانب في بيروت لا يرون التفاؤل نفسه الذي يعكسه البعض. والواقع أن تصريح فرنجية من شأنه أن يلجم لبعض الوقت تصاعد هذا الضغط النفسي والاعلامي، على قاعدة انه لم يتراجع هو أيضا امام العماد عون لكي تتوقف الامور عند قرار الحريري إعادة النظر في قراره لجهة دعم عون. ففي اللعبة السياسية الداخلية ثمة أهمية لهذه التفاصيل، ولو ان قرار انتخاب رئيس الجمهورية لا يتوقف فعلا عند هذه الممارسات والضغوط، وان كانت تحاول ان تخلق مناخا ضاغطا لدى الرأي العام من خلال الايحاء لهذا الاخير ان الكرة في ملعب الحريري الذي لا يزال يمنع وصول عون، علما أن مواقف بعض السياسيين ساهم ولا يزال في ضخ مثل هذه الأجواء. ولذلك لا تبدو العلاقات بين الحريري وحلفاء سابقين على أحسن ما يرام في ظل هذه المعطيات، لكن يمكن القول الى حد كبير ان الحملة النفسية والاعلامية نجحت في إعادة تسليط الضوء على ترشيح عون على أنه الابرز والاساسي، لقاء تهميش ترشيح فرنجية الذي عاد بعد لقاء بري الى تصويب هذا الانطباع من جهة، والعمل من جهة أخرى على أخذ الامور في منحى يبعد عن استمرار استهداف الحريري والضغط عليه في موضوع الرئاسة، خصوصا أن الاخير لا يزال يقول بتمسكه بدعم فرنجية، بحيث كان على الأخير أن يطل ليعطي هذا الدعم فاعلية ومضمونا عمليا.


ومع أن الوقت الفاصل عن موعد الانتخابات النيابية بات يضيق على الافرقاء السياسيين هامش عدم بت موضوع الانتخابات الرئاسية، فإن مصادر عليمة تؤكد انه سيكون صعبا جدا على الحريري في ظل هذه المعطيات تبديل موقفه. وقد بدا طريفا بالنسبة الى البعض التحدث عن تغيير أكيد في موقف الرئيس السابق للحكومة، خلال أسابيع او قبل نهاية السنة، انطلاقا من انه اذا كان سيفعل ذلك فلماذا انتظار اسابيع او بضعة اشهر اضافية، خصوصا انه سيرمى عندئذ اكثر فاكثر بكل الانتقادات الممكنة لكونه اخذ كل هذا الوقت الذي سيتجاوز السنتين ونصف السنة على الشغور الرئاسي من أجل الموافقة على قرار كان اسهل على البلد لو اتخذه في وقت سابق. أما جمهور "المستقبل" والطائفة السنية ككل فلا يبدوان متساهلين ازاء اي موقف للحريري في هذا الاتجاه، خصوصا ان "على الكتف حمال" كما يقال بالعامية. وتقول المصادر ان السيناريو الذي سيصعب أكثر تأييد عون أن يكون الرئيس الحريري رئيسا للحكومة هو ان الحكومة المقبلة في حال قيض لها ان تتألف بسرعة نتيجة توافقات مسبقة تسير في موازاة تأمين انتخاب عون ستكون فقط لبضعة اشهر، بحيث تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة، ومن غير المستبعد ان يتم الاستشراس من اجل اضعاف موقع الحريري في المعادلة السياسية بما قد يقضي على فرصه في رئاسة اي حكومة مقبلة بعد الانتخابات. وهذا في حال التسليم بأن هذه التفاصيل تعوق فعلا التوافق على العماد عون، في حين ان الاسباب اعمق واكبر وفقا لهذه المصادر على قاعدة انه تسليم بالخضوع لشروط فريق لا يزال يتحمل مسؤولية تعطيل البلد تحت شعار دعمه لمرشح معين، بحيث ينجح في نهاية الامر في فرض هذا المرشح المحدد مع ما يعنيه ذلك على واقع الامور في البلد كما على الصعيد الاقليمي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم