الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الظواهري شريكاً في سوريا؟

سميح صعب
سميح صعب
الظواهري شريكاً في سوريا؟
الظواهري شريكاً في سوريا؟
A+ A-

منذ بداية الاتصالات الاميركية - الروسية حول سوريا، كانت واشنطن ترفض اعتبار "جبهة النصرة" مثل "داعش" على رغم ان التنظيمين موضوعان على اللائحة الاميركية للارهاب. كانت أميركا تريد تجاوز التصنيف لمصلحة انتهاج سياسة ذرائعية صرفة. وتقوم هذه السياسة على استخدام "النصرة" رأس حربة في مواجهة النظام السوري بعدما تبين للمسؤولين الاميركيين عن الملف السوري أن بقية الفصائل التي موّلتها وسلّحتها أميركا غير قادرة على القيام بهذه المهمة، في حين ان "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعول عليها واشنطن في محاربة "داعش" لها خاصية مناطقية من الصعب تجاوزها.
وتفادياً لمزيد من الاحراج أمام الروس، لم تجد واشنطن مع حلفائها الخليجيين سوى اللجوء الى الضغط على "النصرة" لفك ارتباطها بـ"القاعدة" من أجل إضعاف المطالبة الروسية بأن يشمل التعاون العسكري الاميركي - الروسي في سوريا توجيه ضربات الى "داعش" و"النصرة" على حد سواء. اليوم تتخذ "النصرة" اسم "جبهة فتح الشام" أملاً في ان يجنبها تغيير الاسم وابقاء المضمون الاستهداف الروسي.
ولا يعدو ذلك حيلة أميركية لإنقاذ "النصرة" وإبقائها قوة أساسية في مواجهة النظام في مرحلة مفصلية من الحرب السورية. الولايات المتحدة ستقدم للروس اليوم ما تعتبره إنجازاً قائماً على ابتعاد زعيم "النصرة" أو ما بات الآن "جبهة فتح الشام" أبو محمد الجولاني تنظيمياً عن أيمن الظواهري، ولكن ماذا عن الرابط الفكري؟
ما يهم أميركا الآن أنه لم يعد ثمة شيء اسمه "جبهة النصرة" في سوريا وتالياً يعتقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنه ليس من حق نظيره الروسي سيرغي لافروف ان يواصل إثارة مثل هذه المسألة عند البحث في الوضع السوري.
وأشد ما يستدعي الاستغراب هو فك الارتباط الذي حصل بسهولة من الطرفين. فالظواهري أعطى الضوء الاخضر للجولاني كي يعلن الانفصال بمرونة غير معهودة لدى التنظيمات الجهادية التي غالباً ما تكفر بعضها بعضاً وتعلن الخصومة والعداء عندما تحصل عملية انشقاق أو انفصال. فهل بات الظواهري شريكاً في حل الازمة السورية ومن أتى به الى الطاولة؟
كثيرة هي الاسئلة التي تطرحها عملية الانفصال وقت عادت التطورات الميدانية لتصب في مصلحة النظام السوري، وخصوصاً بعد إطباق الحصار على حلب وعودة روسيا الى تفعيل مشاركتها العسكرية، فيما لا يبدو ان حظوظ التقدم نحو حل سياسي متوافرة بالشكل المطلوب، وخصوصاً أنه لم يعد أمام ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما سوى أشهر معدودة في البيت الأبيض.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم