الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"بياف": حبّ الحياة بمظاهرها الخدّاعة

فاطمة عبدالله
"بياف": حبّ الحياة بمظاهرها الخدّاعة
"بياف": حبّ الحياة بمظاهرها الخدّاعة
A+ A-


حسنٌ أنّ "بياف" لم يستمرّ حتى الفجر كعادة توزيع الجوائز على الطريقة اللبنانية. الثانية عشرة ليلاً، بعدها بقليل، رُفع جنيريك السهرة. أضواء واجهة بيروت البحرية زادت لبنان قدرة على التحمّل وعزيمة على البقاء. لكنّ الحفل ظلّ استعراض فساتين وإفراطاً في المظهر الخدّاع.


افتقد "بياف" في دورته السابعة ذكاء اختيار المقدّمَيْن. فادي شهوان وكريستينا صوايا لم يحضرا فعلا. أمكن روحاً عفوية جرّ الحفل مباشرة إلى القلب، لكن شهوان وصوايا كمن يُنجز مرغماً فروض المدرسة. أسماء من لبنان والعالم تألّقت، فأغنت بحضورها حفلاً تسلّل إليه الضجر. إيلين سيغارا، أنجيلا ديمتريو، كارول سماحة، شيرين عبدالوهاب وأنامل ميشال فاضل على البيانو. أسماء تُفرح وجوداً تائهاً في القلق. لكنّ حضور التركية مريم أوزرلي رفع الحفل كما ترتفع بلحظةِ حظّ أرقامُ البورصة. السلطانة هُيام مغمورة بالسعادة. لا كلمات تعبّر عن خفقان قلبها. شكرت بيروت الضيافة والإعجاب والترحيب المطلق. كما بيرن سات في "الموركس"، هي أوزرلي في "بياف": حضورٌ إضافي وعزيز. السرّ كلمتان: تواضع وبساطة.
قبّل الرئيس سعد الحريري يد العمّة بهية، ثم الخدّين والرأس. افتتح مهرجاناً رعاه وكرّم عمّة خسرت أخاً ولم تقع. تستحق بيروت أضواء تمسح عتمتها وإرادة تقوّيها على الشِّدة. نقلت "أم تي في" و"أون تي في" المصرية حفلاً من نوعية حبّ الحياة بأشكالٍ مخادعة. دعك من "غينيس" وألعاب الطفولة. ومن إنشائيات المُكرّمين وموجة الشعر الجديدة. وممن كُرّموا لغايات لا تُخفى على عابر. الحفل رغم فورة البريستيج اللبناني، درسٌ في التأقلم وقهر الانكسار. ورغم مبالغات بيتر سمعان وسواه، وغلبة الأزياء الباهتة، كلُّ مهرجانٍ فرح وكلّ حفل تسلية تُحسّن العلاقة بالوقت.
من الأعالي، نقل كميل طانيوس صورة بيروت لم تعد في المتناول. بيروت ليست لكَ وليست لي. فرحها يُصنَع ويُعلَّب. كالمعلّبات الجاهزة في الحفل، المنتهية صلاحيتها.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم