الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أزمة بناء الكنائس في مصر: "أبسط حقوقي الصلاة في كنيسة وليس في الشارع"

المصدر: (أ ف ب)
أزمة بناء الكنائس في مصر: "أبسط حقوقي الصلاة في كنيسة وليس في الشارع"
أزمة بناء الكنائس في مصر: "أبسط حقوقي الصلاة في كنيسة وليس في الشارع"
A+ A-

في العراء تحت قيظ الشمس، يترأس كاهن قبطي كل احد القداس بحضور نحو مئة مسيحي في محافظة المنيا بجنوب مصر، بعدما احرقت خيمة بسيطة كانت تستخدم لاقامة الصلوات واغلقت السلطات مبنى شيد ليكون كنيسة من دون الحصول على تصريح رسمي بها.


ولا يوجد قانون ينظم مسألة بناء الكنائس الجديدة في #مصر ما يدفع المسيحيين خصوصا في الريف لتحويل بيوتهم لكنائس صغيرة او للصلاة في الشارع، ما يولد عنفا طائفيا داميا بين الحين والاخر لاسيما في جنوب البلاد حيث يقطن كثير من المصريين المسيحيين.


وخلال الاسبوعين الماضيين، اندلعت نزاعات طائفية بين مسلمين ومسيحيين في المنيا وبني سويف بسبب صلاة الاقباط في بيوت حولوها لكنائس من دون الحصول على تصريح رسمي، وهو امر شائع منذ الثورة الشعبية التي اطاحت الرئيس الاسبق #حسني_مبارك في العام 2011.
وكثيرا ما يحرق مسلمون غاضبون هذه المنازل احتجاجا على استخدامها ككنائس.


وفي قطعة ارض خلاء، وقف كاهن وخمسة شماسين بملابسهم الكنسية البيضاء حول منضدة خشبية متواضعة تستخدم كمذبح صغير وتراص امامهم نحو مئة مسيحي كثير منهم نساء واطفال، مرددين الترانيم في خشوع.


ويصطحب نشات سعد (31 عاما) اطفاله الثلاثة وزوجته كل احد للصلاة في هذا المكان بعد ان احترقت قبل شهرين خيمة سقفها من الخشب كانت تستخدم ككنيسة في قرية "الاسماعيلية" في محافظة المنيا (300 كم جنوب القاهرة) البالغ عدد سكانها 5 مليون نسمة قرابة ثلثهم من المسيحيين بحسب الكنيسة.
قربه على الارض يرقد صليب خشبي متفحم وسط رماد الحريق الذي اتى على الخيمة الصغيرة، وفي خلفيته مأذنة اسمنتية كبيرة لاحد مساجد القرية الاربعة.


ويقول سعد وهو يتصبب عرقا بعد ساعتين من صلاته التي بدأت في السادسة صباحاً: "ابسط حقوقي كمصري ان اصلي في كنيسة وليس في الشارع".


وتابع بغضب: "اشعر بالظلم كل مرة اذهب فيها للصلاة في الشارع. حلمي ان نفتح الكنيسة ونجمع فيها النساء والاطفال بدلا من الصلاة في الشمس"، على الارض غير الممهدة وسط البيوت الفقيرة المبنية من الطوب الابيض وزراعات الذرة الطويلة.


وعلى بعد امتار، يحرس خفر مسلحون مبنى تم تشييده في العام 2009 ليكون كنيسة لكنه مغلق وغير مسموح بالصلاة فيه بعد لعدم حصول مسيحيي القرية على تصريح من السلطات باقامة كنيسة.


ويقول الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية المصرية بولس حليم ان "بناء الكنائس احد اهم المشاكل التي تواجه المسيحيين في مصر".
وتابع "هناك كنائس كثيرة مغلقة في البلد"، دون اعطاء رقم محدد.


يشكل المسيحيون نحو 10% من سكان البلاد البالغ قرابة 90 مليون نسمة.
ويوجد في مصر 2869 كنيسة بحسب ارقام الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في العام 2011.
وتحدد شروط عشرة وضعها وكيل وزارة الداخلية العزبي باشا في العام 1934 بناء الكنائس في مصر. وهي الشروط التي يعتبرها المسيحيون "تعجيزية".


ومن بين الشروط، موقع الكنيسة وسط بيوت المسلمين وقربها من المساجد وهل المسلمون موافقون على بنائها، بالاضافة لعدد المسيحيين في المنطقة وموقع اقرب كنيسة.


واشار اسحق ابرهيم المسؤول عن ملف حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهو مركز حقوقي مستقل في القاهرة الى "تمييز الدولة" المصرية في مسالة بناء الكنائس.


وقال: "هناك تمييز في التعامل بين حقوق المسلمين والمسيحيين في بناء دور العبادة. شروط بناء الكنائس تعجيزية".
وادى نزاع حول بناء كنيسة في قرية الماريناب في اسوان (نحو 900 كم جنوب القاهرة) لتظاهرات واعتصام في القاهرة انتهى بمقتل 27 مسيحيا بعد مواجهة مع قوات الجيش في ايلول 2011.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم