الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شهادة مؤثّرة لطالبين من اليسوعية عاشا هول مجزرة نيس

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
شهادة مؤثّرة لطالبين من اليسوعية عاشا هول مجزرة نيس
شهادة مؤثّرة لطالبين من اليسوعية عاشا هول مجزرة نيس
A+ A-

في اليوم الثاني من مجزرة #نيس، توقف 9 طلاب من كلية الطب في جامعة القديس يوسف عند نصيحة تلقوها من بعض #الفرنسيين في "#نيس" يطلبون منهم مغادرة المدينة قائلين: "لا تبقوا هنا. عودوا إلى بيروت. بلدكم أكثر أماناً من هنا".


نقل لنا جورج مجاعص هذا الكلام وهو لا يخفي في نبرة صوته كل الغضب والحزن الذي عاشه ورفاقه في كلية الطب يوم الخميس 14 تموز 2016 عندما هدّدتهم تلك الشاحنة المجنونة على طريق ""la Promenade des Anglais الخاص للمشاة في مدينة "نيس".


في 8 تموز، وصلت مجموعة من 8 طلاب في السنة الرابعة من كلية الطب في جامعة القديس يوسف للمشاركة في دورة تدريبية في علم التشريح في مختبر كلية الطب التابعة لمستشفى باستور الجامعي في نيس، بينما فضّل الطالب التاسع العمل في المستشفى .
ذكر ليون أن "الدكتور لوران حكيم، الذي يدرّس في كلية الطب في لبنان ونيس، شجع الطلاب للالتحاق بهذه الدورة التدريبية المفيدة لهم والتي تمّت بإشرافه".


روى مجاعص تفاصيل الحادثة المشؤومة مشيراً إلى أن "المجموعة غادرت الدورة التدريبية صباح الخميس 14 منه متوجهة إلى "ريبرتوار منوّع لحفل موسيقي إوبرالي لأوركسترا "نيس".
العاشرة مساء، كنا على طريق المشاة المعروفة بالـ "la Promenade des Anglais" نتابع بفرح كبير الألعاب النارية لمناسبة 14 تموز"، قال مجاعص. ووصف المشهد قبل بدء المجزرة : "كان الرصيف مكتظًّا بالمشاة، والطرق مقفلة يحتلها الناس بفرح وسط فرق موسيقية متنوعة، وباعة يدعونك لتذوق الطعم اللذيذ لـ"لكريب" مثلاً.


كيف بدأ الكابوس؟ سارع ليون للقول إننا لم نعرف أن ثمة شاحنة وصلت إلى طريق المشاة وهي تدهس الناس. ووصف المشهد قائلاً: "رأينا أناساً يركضون، يصرخون ويجبروننا تلقائياً على الركض مثلهم". حاول ليون طرح السؤال على من كان قربه لمعرفة ما يحصل، فتلقى الرد من أحدهم أن انفجارًا وقع ربما أو ثمة رصاص... لم يتحدث أحد عن وجود شاحنة .
قال: "حاولنا الوصول إلى المنزل الذي استأجرناه في المدينة عند وصولنا إلى نيس. فوجئنا بنساء، رجال وأولاد يركضون من كل حدب وصوب، يميناً وشمالاً، وهذا ما فرض علينا التوجه كل على حدة إلى مكان ما آمن".
طوق... و"ضيافة" الإيرلندي
لم يتوقف مجاعص وآية كرم وزيد إبرهيم عن الركض حتى وجدوا مطعم "برغر" أمامهم. ويذكر مجاعص جيداً أنهم طلبوا البقاء عند صاحب المحل حتى هدوء العاصفة. قال: "لم نكن وحدنا طبعاً. كان المكان مكتظاً. أقفل مالك المطعم المدخل الرئيسي بـ"باب الحديد". وعدنا بالمشاهد إلى تلك المرحلة ليقول إننا كنا ننتظر أن يهدأ الرصاص، كنا نسمع صخب الناس، صراخهم، غضبهم ونشعر بخوفهم".
بعد وقت قصير، قرر مجاعص ورفاقه مغادرة المطعم للتوجّه إلى المنزل، في محاولة لمعرفة "مصير" الرفاق القادمين معهم من بيروت. قال: "تمسكنا بالجرأة لنخرج إلى الشارع. هرولنا إلى المنزل، الذي سبقنا إليه 3 من الرفاق طلال زيادة، سينتيا الحلو وجو مهنا".


إلتقت هذه المجموعة بشاب جامعي أمام مدخل المنزل، يبكي حزيناً ومفجوعاً من وقع المجزرة. أدخل الشباب زميلهم الجديد وهو كافن بولند الإيرلندي الذي فقد في هذه المجزرة، ثلاثة من "زملائه" الذين يسكنون مثله في بيت الطلبة، وقضوا في خضم هذا اليوم المجنون. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل كان الجميع مشدود إلى معرفة مصير حبيب ليون وجوزي طوق وأنطوني طوق.
كان حبيب ليون يركض عشوائياً مع زميله جوزي طوق في أزقة "نيس". دخلا مطعماً يملكه لبناني في المدينة. واستعاد للحظة "صراخ الناس الذي كان يسمع في الداخل. وكلما علت الأصوات كنا نلجأ إلى الطبقة العلوية للمطعم لنحاول مجدداً النزول إلى الطبقة الرئيسية وهكذا دواليك".
وشدّد على "أنه رد على اتصال رفاقه وطمأنهم أنه وجوزي بصحة سليمة ولا نعرف، اذا كنا سنبقى هنا في المطعم هذه الليلة لتهدأ الأمور. لكننا بدلنا وعدنا إلى المنزل وهكذا كان" .
بقي، وفقاً لمجاعص، أنطوني طوق الذي أخاف الجميع لأنه لم يكن يرد على اتصالاتنا، وانقطع كلياً الاتصال معه. قال: "بعد أخذ ورد، اتصلنا به وطالبنا أن نأتي لإصطحابه من مطعم كان إلتجأ إليه. كانت الثالثة صباح الجمعة، ساحة الـ" La Promenade des Anglais"" حزينة، ولم يبق فيها إلا سيارات الإسعاف وبعض رجال الشرطة. لم نر إلا ناس يغادرون المكان حاملين حقائب السفر.
وصلنا إلى المكان لإصطحاب أنطوني طوق، وعدنا لنطمئن أهلنا في بيروت عبر خدمة الـ"واتس آب". حاولنا صباح الجمعة أن نتوجه إلى المختبر لنرى الدكتور حكيم، فتفاجأنا بمجموعة كبيرة من الصحافيين أمام المستشفى.
بالنسبة لمجاعص، شاركنا في الدورة التدريبية قبل وقوع المجزرة. قال: "شعرنا بالموت قريباً منا. توقف الزمن هناك. استعدنا الماضي وكل ما جاء إلى ذاكرتنا".
ورداً على سؤال عما إذا توقع الموت أجاب ليون: "أؤمن بالقدر... أعود إلى نيس"إذا اقتضت الحاجة طبعاً وأسلّم أمري لله" .

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم