الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

في القطار شعرت بيدين على جسدها... وهذا سلاحها الجديد إذا تكرّر الأمر!

المصدر: (أ ف ب)
في القطار شعرت بيدين على جسدها... وهذا سلاحها الجديد إذا تكرّر الأمر!
في القطار شعرت بيدين على جسدها... وهذا سلاحها الجديد إذا تكرّر الأمر!
A+ A-

في أحد الأيام، عندما كان قطار الأنفاق مكتظا بالركاب، شعرت أنخليكا هيرنانديس بيدين على جسدها، لكن من الآن فصاعدا، إذا تكرر الامر معها فهي ستستخدم سلاحها الجديد وهو كناية عن صفارة توزعها البلدية لمكافحة التحرش الجنسي في العاصمة المكسيكية.


تنتظر هذه العالمة النفسية دورها في الطابور عند مدخل محطة مترو قبل موعد مع أحد المرضى. وهي لا تريد شراء تذكرة بل الحصول على صفارة من الصفارات الـ15 ألفا التي توزعها سلطات البلدية في إطار حملتها لمكافحة #التحرش_الجنسي.


والهدف هو "الانتقال من الصمت (المحيط بالاعتداءات الجنسية) إلى الضجيج"، على حد قول باتريسيا ميركادو المسؤولة المحلية في العاصمة المكسيكية.
وتشدد ميركادو على أن "تنقل النساء بأمان في وسائل النقل العام هي مسألة تعني الجميع".


لم تنس أنخليكا هيرنانديس البالغة من العمر 30 عاما اليوم الذي تعرضت فيه للتحرش في عربة قطارات من شبكة المترو التي يستقلها كل يوم 5,5 ملايين شخص.


وهي شعرت بشخص يلمسها في المناطق الحميمة من جسمها واستاءت جدا لأنها شعرت بأنها وحيدة وما من أحد ليساعدها، بالرغم من وجود 1885 شرطيا في شبكة قطار الأنفاق.


لكن أنخليكا تأمل الآن بفضل هذه الصفارة أن "تتدخل السلطات لمساعدتها".


وتدرك البلدية تماما حجم هذه المشكلة، وسبق لها أن خصصت عربات قطار للنساء، لكن في ساعات الذروة وأوقات الاكتظاظ، ينجح دوما أصحاب النيات السيئة في التسلل إلى هذه العربات.


وعندما أعلن رئيس البلدية ميغيل أنخيل مانسيرا في أيار، عن برنامج توزيع الصفارات بالمجان، سخر منه الكثير من مستخدمي الانترنت، باعتبار أن السلطات تطلب بهذه الطريقة من النساء تأمين حمايتهن بأنفسهن.


لكن رئيس البلدية ثابر في مشروعه، إدراكا منه أن هذه الحملة قد تسلط الضوء على مشكلة التحرش الجنسي.


وأكدت نساء من راكبات قطار الانفاق أنهن يشعرن بأمان أكبر بفضل هذه الصفارات البلاستيكية، حتى لو كن على علم بأن هذه الخطوة غير كافية لحماية النساء في بلد تسجل فيه كل يوم عمليات قتل واختطاف في حقهن.


وعندما تطلب المرأة المساعدة في مكان عام، "لا يرد عليها أحد، لكن في حال أصدرت ضجيجا بواسطة هذه الصفارة، قد يسمع أحد ندائي ويلتفت إلي لتقديم المساعدة"، على ما صرحت ريميديوس راميريس (35 عاما) التي تعمل في محطة بالنتيلان التي تعد من أكبر محطات شبكة قطار الأنفاق.


وبين كانون الثاني 2014 وحزيران 2015، سجلت 274 جريمة قتل ذهبت ضحيتها نساء في العاصمة المكسيكية، بحسب مرصد جرائم قتل النساء.
وفي العام 2015، تم الإبلاغ عن 1800 حالة اعتداء جنسي في أماكن عامة، 24 % منها في قطار الأنفاق، وفق أرقام رسمية. غير أن العدد الفعلي للاعتداءات قد يكون أكبر بكثير، إذ أن نساء كثيرات لا يجرؤن على الإبلاغ بها.


وهذه المشكلة مرتبطة بالعقلية السائدة في المجتمع الذي لا ينظر إلى المرأة على قدم المساواة مع الرجل، على حد قول مارغاريتا أرغوت من المعهد المخصص للنساء في الحكومة المحلية.


وبالإضافة إلى العربات المخصصة للنساء والصفارات، اتخذت بلدية مكسيكو تدبيرا ثالثا للحد من ظاهرة التحرش يقضي بتوزيع سترات زهرية اللون للنساء المكلفات بالأمن في قطار الأنفاق ليتعرف عليهن بسهولة من يريد التقدم بشكوى.


وطرحت البلدية أيضا أسطول سيارات أجرة زهرية اللون تقودها نساء.


وتتعرض "سبع نساء لجرائم قتل كل يوم" في المكسيك، فالصفارة وحدها لا تجدي نفعا كبيرا ولا بد من اتخاذ إجراءات إضافية لرفع الوعي بشأن هذه المشكلة، بحسب ماريا كونسويلو ميخيا مديرة منظمة "سي دي دي" غير الحكومية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم