الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صباح الخير يا "غوغل" صباح الخير يا أنسي الحاج

عقل العويط
عقل العويط
صباح الخير يا "غوغل" صباح الخير يا أنسي الحاج
صباح الخير يا "غوغل" صباح الخير يا أنسي الحاج
A+ A-

مرحبا يا أنسي الحاج. ها أنا قد رأيتكَ هذا الصباح في "غوغل" لبنان. علماً أنّي أراكَ أيها الشاعر أينما حللتُ وكيفما أبصرتُ و... أغمضتُ. اشتقتلّك من كلّ قلبي. اشتقتُ إلى جلسة لكَ مع الأصحاب المشتركين، أكون فيها أنا صامتاً في الغالب الأعمّ من الوقت. كعادتي. لطالما أحببتُ أن أشرب الجلسة كلّها، وحضوركَ، والحوار، والقهقهات العاليات، مكتفياً بالقليل القليل من الكلام.


شكراً لكَ يا "غوغل". شكراً للصورة، صورة أنسي الحاج بنظّارتَيه، بشاربَيه، بشعره المسترسل؛ حاملاً كتاباً، وناظراً إلى البعيد، إلى العصافير والغيوم المفترضة. أقول هنيئاً للبعيد، وهنيئاً للعصافير وللغيوم المفترضة. و... هنيئاً لأنسي الحاج!
في 27 تموز من كلّ عام، يولد أنسي الحاج (27 تموز 1937 – 18 شباط 2014)، الذي يولد على الدوام في النبيذ، في الشعر، في القصيدة، في النثر، في البال، وفي الوجدان العام.
وإذ أشكركَ يا "غوغل" لبنان، وإذ أحيّيكَ يا أنسي الحاج، أطلب منكَ، أيّها الشاعر، بل أرجوكَ، بل آمركَ، أن تبقى حيث أنتَ. إيّاكَ ثمّ إيّاكَ، يا أنسي، أن تعود إلى هنا، ولو لسهرة. إيّاكَ أن تدعس في بيروت. قيتولي أحسن بكثير. وأشرف بكثير. في قيتولي، تعود إلى رأسكَ، إلى المسقط، إلى الطفولة، إلى الأمّ التي لم تنعم بحضنها. تعود إلى الصنوبر، إلى الهواء العليل، إلى فذلكات الخيال المطلق، إلى هواجس النجوم الساهرات، إلى زعرنات القمر الذي ينزل ليكون على مقربة من الأمزجة، أمزجتكَ الشخصية، والأوجاع، وهلمّ.
أصعد إليكَ بخيالي وأفكاري. لكن ينبغي لي أن أزوركّ حيث أنتَ، هناك، في قيتولي، لأسأل خاطركَ، وخاطر الوالد، معلّمنا الأستاذ لويس، وخاطر ليلى، وخاطر عدلي. كل شيء، هنا، هباء، وقبض ريح.
في بيروت، أسأل عن بيروت، فلا أعثر عليها. ولا أعثر على أحدٍ منا. نحن موجودون شكلاً. لا في المضمون. أكاد أقول إننا شهود زور. من فرط الخسارات. من فرط الضجر الوجودي. والخيبة المهلِكة. حسناً أنَكَ فوق، يا أنسي. إضحكْ في عبّكَ. بل قهقِهْ ساخراً.
كلّما كنتَ بعيداً، نجوتَ بنفسكَ. بالصورة. وبالرموز.
كلّما كنتَ بعيداً، تألمتُ أنا أكثر. وتعزّيتُ أكثر. وأحببتُكَ أكثر. واشتقتُ إليكَ أكثر.
شكراً لكَ يا غوغل" لبنان. شكراً للصورة. وشكراً لكَ يا أنسي الحاج... لأنكَ هناك!
[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم