الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نحن وأنتم...عرب !

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
A+ A-

ليس من المغالاة في شيء ان تراءت لنا قمة نواكشوط اصدق القمم العربية اطلاقا في تمثيل واقع الحال العربي مثلما كان التمثيل اللبناني فيها صورة طبق الاصل عن التفلت الرسمي والسياسي الداخلي الذي أبى إلا أن يشرك العرب في"احتفالياتنا" اليومية بهذا الزهو. كاد بند عابر في البيان الختامي للقمة يتناول موضوع اللغة الفصحى والحفاظ عليها عنوانا للهوية العربية يختصر اليتم الذي آلت اليه احوال العرب وواقعهم "القومي". ورد مصطلح"القومية" في الرفض للتدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية فيما يكاد هذا المصطلح يزهق روحه على حدود الدول الجغرافية تماما كما في الدواخل العربية قاطبة. ولا نقف هنا عند حجم التمثيل الضئيل المتواضع لزعماء الدول الذين شاركوا في القمة، ولا عند التهميش الذي لم يسبق لقمة ان شهدت مثله في تاريخ القمم العربية. كل هذا يغدو من الشكليات التي يمكن تجاوزها وغض الطرف عنها متى اصبحت المسألة الابعد عمقا وأثرا وحضورا هي مسألة الهوية العربية الفعلية التي لم تعد تتجاوز عامل اللغة لا اكثر. في هذه القمة الحاملة الرقم 27 ربما يصح التساؤل اكثر من اي سنة سابقة أي جدوى من استمرار هذه"المؤسسة" العربية التي لم يبق منها سوى يوم منقوص بالكاد يقول للرأي العام العربي وعبره الاقليمي والدولي ان أولئك الذين كانوا يسمون عربا صاروا ذاك الشيء الوليد المتغير المتبدل تبديلا جذريا ولم يبق من عتيقهم سوى الاسم. العرب كانوا هناك كما في بيان شكلي يردد لغة خشبية كأنه كتب ليقول لاشيء. ولو قيض لبعض النخب العرب او المتنورين منهم ان يعودوا الى عصور القوميات الآفلة لصنفوا عرب اليوم وحتى دولهم بتصنيفات مذهبية باتت هي المحور والجوهر المحرك لكل ما يكتنف هذا العالم العربي من ويلات ودمار. بطبيعة الحال لا يمكن تقليل العامل الاقليمي وتحديدا الحرب الناعمة او الخشنة بين معظم العرب وايران في اذكاء العصبيات المذهبية الصاعدة في ظل استراتيجية تمدد الأذرع الايرانية في الكثير من انحاء العالم العربي. ولكنه ليس العامل الحصري بالتأكيد في ظل ما شهدته بلدان العصف الدموي وانظمة الديكتاتوريات المضاهية بدمارها للانسان العربي خطر التدخلات الخارجية كما خطر الارهاب النامي على جاهليات وتخلف وانسداد افق امام الحداثة. حتى العامل"القومي" الاول المتصل بالصراع مع اسرائيل بات في سجل النسيان وربما يسجل لقمة نواكشوط الاخيرة انها احيت بخفر بعضا من ادبيات هذا الصراع المنسي.


اما عن لبنان فحدث ولا حرج. يكفي ان يطل رئيس الحكومة بتذكير اللبنانيين والعرب سواء بسواء ان الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي والاسلامي يقرئكم السلام من علياء غيابه. والسلام !


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم