الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ميراث" تعلِّم العربية بواسطة الأغنية إلى أبناء اللبنانيين في أوستراليا

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
"ميراث" تعلِّم العربية بواسطة الأغنية إلى أبناء اللبنانيين في أوستراليا
"ميراث" تعلِّم العربية بواسطة الأغنية إلى أبناء اللبنانيين في أوستراليا
A+ A-

لا ادري ما الذي يدفع افراداً من الجالية اللبنانية في أوستراليا وعلى مسافة آلاف الاميال من مسقط رأسهم لبنان الى الاصرار الغريب على تعليم اللغة العربية الى اولادهم صغارً وكبار؟ قد يكون للامر علاقة بالنوستالجيا او حنين الانسان الدائم الى مسقط رأسه، او كما يقول الشاعر موريس عواد ان اللغة هي بيت الانسان ومأواه يفيء اليها ويحتمي في ظل حروفها من حرقة الهجرة والابتعاد عن الاهل والذكريات في القرية والبيت والحقل.


اياً كانت التفسيرات، إلا ان ما تقوم به جمعية "ميراث في البال" في سيدني وملبورن أمر يستحق كل التقدير والدعم لجيل يصرف قسماً من وقته على تعلّم أحرف كلمات وألحان أغاني فيروز وصباح وفيلمون وهبة وزياد الرحباني وغيرهم، في الوقت الذي تتغّرب فيه الاجيال المقيمة في لبنان وتنصرف وراء امور لا علاقة لها لا بالتراث ولا بالوطنية. وفي تاريخ الجمعية التي تأسست على يد الاعلامية شاديا حجار التي تدرس اللغة العربية في جامعة سيدني. والتي اختارت تعليم العربية للجيل الجديد من اللبنانيين في أوستراليا بطريقة مبتكرة تستند الى الاغاني والتراث وتشجيع الاولاد ما بين 9 و 15 عاماً على تعلم هذه الاغاني وإنشادها.
وروى وفد من الجمعية ضمّ ماري ابو عراج وصونيا سكر ولور شاهين، سيرة "ميراث" التي انطلقت العام 2011 واستهدفت المدارس اللبنانية في أوستراليا مثل مار شربل للرهبانية المارونية ومار مارون التي تديرها راهبات عبرين وراهبات سيدة لبنان، والتي يذهب اليها الطلاب اللبنانيون وبعض من الطلبة العرب. وروى الوفد ان الجمعية لا تتدخل في برامج التدريس ابداً، لكنها تعمل على تلقين الطلاب العربية اما غناءً او رسماً او شعراً او نحتاً الامر الذي جعل الجمعية تنتشر وتتمدّد الى 20 مدرسة بعضها لبناني والاخرى أوسترالية. وفي تفسير ذلك، ان الدولة الأوسترالية تفرض على كل تلميذ درس لغة ثانية غير الانكليزية، ما سمح للجمعية بالتمدد من خلال اسلوبها الجديد الذي يتمثل في سماع اللغة في الاغاني وفهم مضمونها وتفسير معناها. الامر الذي يفسره اعضاء الجمعية بأن الأغاني مدخل الى التفاهم بين الاهل وأولادهم في البيت حيث يتم تداول اللغة العربية في قسم كبير من البيوت وبين الاولاد واهاليهم بصورة دائمة. وبهذا المعنى تحتل اللغة العربية المرتبة الثانية في أوستراليا بعد اللغة الفيتنامية.
تهتم الجمعية بتدريس اللغة الفصحى، وتطرح موضوعاً سنوياً لمناقشته بين الطلاب، وخلال العام الفائت كان المسرحي جورج خباز موضوع السنة، وتم عرض فيلم له ومناقشة معانيه ومفرداته بين الطلاب والاساتذة، وتمّ جمع الإجابات وتسليمها الى لجنة مصحّحين تولّت التعامل مع الاوراق وتقييمها. وشملت هذه العملية المئات من الطلاب في الكثير من المدارس.
اقتصر تعليم العربية بداية على المدارس الخاصة، لكن العملية تمدّدت الى المدارس الرسمية ايضاً اضافة الى مدارس السبت في الكنائس والتي تدرس اللغة العربية للاولاد. والهدف دائماً حفظ اللغة العربية وتدريسها للطلاب الذين يختارونها ايضاً مادة في الامتحانات الرسمية. لكن افضل ما في الامر هو الاصرار على تعليم الطلاب اللغة العامية من خلال اغاني فيروز والفنانين الآخرين الذين يحملون اللهجات اللبنانية معهم، وهكذا تفاخر "ميراث" بأنّ الطلاب الذين يتخرّجون من برنامجها يتكلّمون لغة اجدادهم ومعانيها اضافة الى اللغة الفصحى.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم