الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بانتظار اطلالة الجولاني...هل تفك "النصرة" ارتباطها عن "القاعدة"؟‏

المصدر: "النهار"
محمد نمر
بانتظار اطلالة الجولاني...هل تفك "النصرة" ارتباطها عن "القاعدة"؟‏
بانتظار اطلالة الجولاني...هل تفك "النصرة" ارتباطها عن "القاعدة"؟‏
A+ A-

ينتظر مقاتلو "جبهة النصرة" اطلالة أميرهم الشيخ أبو محمد #الجولاني لمعرفة مصير المكون الذي ينتمون إليه، هل سيفك ارتباطه بتنظيم "القاعدة" أم لا؟ الخطوة هدفها الالتفاف على الاتفاق الروسي – الأميركي بتركيز الضربات على "#النصرة" الى جانب "داعش"، وقطع الطريق على محاولات تحميل الجبهة المسؤولية في فشل الثورة، لكنها في الوقت نفسه قد تكون خطوة قاتلة لـ "النصرة" بفعل التبعات التي ستترتب عليها في البيت الداخلي، ما دفع البعض إلى الترجيح أن تأخر الجولاني في اطلالته هو محاولة تدارك السلبيات، بعدما انقسمت الاراء بين مؤيد لفك الارتباط ومعارض له.
وبعد التسريبات الاعلامية وكشف الخطوة الجدية لفك الارتباط، شن ناشطون هجوماً معاكساً أكدوا فيه أن الاعلان عن فك الارتباط عن "القاعدة " غير كاف، فليس المهم اختذال الاسم بقدر أهمية تغيير المنهج والأسلوب، خصوصاً أن "النصرة"، وفق الناشطين، ارتبط اسمها بالقضاء على فصائل عدة من "الجيش السوري الحر " وتهجير العديد من السوريين المعارضين لها.
ولا تزال الأرضية تتجهز للحدث التاريخي في الأزمة السورية، وتتكتم قيادات "النصرة "على الموضوع، ويرجح أحد الناشطين المقربين منها أن" يطل الجولاني اليوم أو غداً لاعلان فك الارتباط".
ويقول لـ"النهار": "هذه الخطوة بدأ البحث فيها منذ 7 اشهر"، فيما زار آخر أمير قاطع البادية في ريف معرة النعمان وسأله عن الموضوع فاقتصرت الاجابة على "لا معلومات"، لكن مصادر من "النصرة" أكدت لـ"النهار" أن "فك الارتباط عن القاعدة سيتم وسيربك الغرب"، موضحة أن "الارتباط مع القاعدة كان ورقة رابحة بيد النظام ويستخدمها للضغط على الثورة السورية وتغيير المجريات لمصلحته"، من دون ان تنفي امكانية تأثير القرار على البيت الداخلي لهذا المكون الجهادي". وتقول: "يمكن لبعض المجموعات التخلي عن الجبهة بعد فك ارتباطها والالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية او جند الاقصى". ماذا عن التمويل بعد هكذا قرار؟ تجيب المصادر: "التمويل سيبقى على حاله"، والنهج؟ تكمل: "سيبقى ولن يتغير".


الاتفاق الروسي - الأميركي
الحديث عن فك الارتباط ليس عادياً بالنسبة عند متابعي حركة تنظيم "القاعدة " أو "النصرة" في سوريا، و"اصبح جدياً بفعل كلام المنظرين والمقربين من النصرة". والمح منظر التيار السلفي الجهادي "أبو محمد المقدسي" إلى ميله فك "النصرة " ارتباطها بـ"القاعدة"، بقوله: "فك الارتباط ليس ردّة"، وبالتالي بالنسبة إلى الباحث في الشان السوري أحمد ابازيد فإن "القرار اتخذ لفك الارتباط، لكنه يحتاج الى التوافق مع قيادة التنظيم الأم بحكم أدبيات البيعة التي تحكم التنظيمات الجهادية".
وتحدث لـ"النهار" عن ابعاد هذا القرار، مذكراً بأن "الاتفاق الروسي الأميركي باستهداف النصرة كان في مقدمة الاسباب لهذا القرار، كمحاولة لتجنب هذا التنصيف والاستهداف الدولي، لكن فك الارتباط لا يرتبط بالتهديد الخارجي فحسب بل ايضا بتهديد العلاقة بين الفصائل الثورية المختلفة جراء الاتفاق وبالتالي فان النصرة حريصة على استمرار العلاقة بحكم عدم نية الجميع الدخول في محرقة الاستهداف الدولي".


انقسام في "النصرة"
ومن المرجح أن تحمل "النصرة " اسم "جبهة فتح الشام،" لكنها ستشهد حملة انسحابات من المتمسكين بـ"القاعدة"، خصوصا الذين قدموا من الخارج إلى "ارض الجهاد" بناء على دعوات أيمن الظواهري .
ويقول ابازيد: "هناك تيار داخل النصرة سيبقى متمسكاً بمسمى تنظيم القاعدة وفكره وربما تحدث خلافات داخلية بين قسم يفضل فك الارتباط وآخر يفضل البقاء تحت مسمى القاعدة، عدا ان جزءاً كبيراً من قدرة النصرة على التجنيد كان مرتبطاً بمسمى القاعدة وهذا ما ستخسره إذا تخلت عن الارتباط ، لكن في الوقت نفسه قد يضمن القرار قدرا اكبر من التنسيق مع الفصائل إلا في حال أن الاتفاق الروسي الاميركي بقي مصراً على استهداف النصرة حتى بعد تحولها الجديد ما قد يدفعها إلى تفكيك نفسها والعمل ضمن اسماء اخرى".
ماذا عن تأثير فك الارتباط على الأزمة السورية؟ يجيب ابازيد: "الاتفاق الروسي الاميركي الاخير لا يستهدف النصرة، بل يستهدف تقويض البنية العسكرية المقاتلة للنظام، وثبت ذلك من خلال سياسات الروس في الفترة الماضية والسياسيات الاميركية الداعمة للروس، والاتفاق يحمل قدرا كبيرا من التأويل والتوسع بحيث يمكن ان تستهدف مختلف الفصائل المقاتلة للنظام، بالتالي هناك مرحلة اضعاف للثوار السوريين ويأتي هذا الاتفاق ضمنها، اضافة الى ازدواجية معايير الارهاب الدولي والتنصيف بحيث يصرف النظر عن جرائم النظام وميليشياته ويتم التركيز فقط على المنظمات التي تقاتله والمصنفة ارهابية دوليا وهذا عامل تقوية للنظام واضعاف للمعارضة حتى لو لم تكن مشتركة ضمن هذه المنظمات".


"النصرة" و"الجيش الحر"
تنقسم أيضاً فصائل الثورة السورية بين مؤيد لفك الارتباط وآخر يعتبر أن الخطوة غير كافية، ويرجح المستشار القانوني للجيش السوري الحر اسامة ابو زيد أن تتأجل خطوة الاعلان عن ذلك بفعل الهجوم المعاكس من تيار متشدد داخل "النصرة" يصر على الارتباط بـ "القاعدة"
ويقول ابو زيد لـ"النهار": "ليس مهما ان اقول انني لست قاعدة بل الاهم ان ألا تكون تصرفاتي كالقاعدة"، مذكراً بأن "النصرة اعتدت على اكثر من 15 فصيلا من الجيش السوري حر سابقا وهي السبب في هروب الكثير من الشباب سواء ناشطين او مقاتلين، ومنذ يومين كانت تهاجم فصيلاً اسمه "جيش التحرير" في ادلب، وهي تعتمد سياسة اقصائية والتوحش مع المنافسين والخصوم، وبالتالي فك الارتباط مع الاحتفاظ بالسياسات نفسها لن يغير اي شيء، وبعض المقربين يقول ان ذلك يساعد على التفاف على الاتفاق الروسي - الاميركي، لكن اذا لم يكن لدى النصرة نهج جديد مع الثورة والثوار، فلن يلتفوا على الاتفاق ولا الشعب اولا للثوار"، ويضيف: "نطمح ونتمنى مثلما ان نتمنى ان ينشق اي مقاتل مع النظام ليقف مع الشعب السوري ان تأخذ النصرة موقفا وتنسى المنهج العدائي والسياسة التوحشية وتغير سلوكها وتبدأ صفحة جديدة مع الشعب والثورة، واظن هذا صعب، لأنه بمجرد تسريبات عن فك الارتباط فهناك انقسام داخلي قد يؤدي الى عدم ظهور الخطوة قريباً".


"فصائل مرحبة"
"أبو فراس" الحلبي، أحد الناشطين الميدانيين المقربين من غالبية الفصائل، ويؤكد لـ"النهار" أن "فك الارتباط لم يتم حتى اللحظة وان تم ربما سيعرقل تنفيذ الاتفاق الروسي - الاميركي، لكن روسيا ليست بحاجة إلى مبررات فهي تقصف مناطق الجيش الحر والمناطق المدنية، وان تم فك الارتباط وفق تأكيدات مقربين من النصرة فهو لسعي قيادة النصرة لعدم تحميلها وزر ما وصل اليه حال الثورة السورية".
ماذا عن التأثير السلبي على النصرة؟ يجيب الحلبي: " بما تاخير الاعلان عن فك الارتباط هو لضمان عدم حدوث اي خلل ضمن النصرة"، مؤكداً أن "غالبية الفصائل الثورية ترحب بهذا القرار، أما دولياً فلا أتوقع حدوث اي تاثير بسبب موقف روسيا الداعم للاسد سواء بوجود النصرة او عدمه".


تقارب روسي - تركي
الارء والقراءات كثيرة، لكن جميعها تربط القرار بالاتفاق الروسي الاميركي، لكن بالنسبة إلى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سوريا فهد المصري فان "إعلان فك الإرتباط سيكون من ثمار التقارب الروسي - التركي والقبول أو عدم الممانعة الأميركية"، معتبراً أن "ذلك يندرج ضمن توجه توافق اقليمي – دولي وبداياته لتطويق الحالة في سوريا وهذا يمكن أن يبشر بانفراجات".
ويقول لـ"النهار": "لو أن النصرة تم ضمها إلى الهدنة لقامت الأطراف الإقليمية الراعية لها بإعادة حساباتها وتغيرت المعادلة ومسار الأمور العسكرية"، لافتاً إلى أن"الارتباط بين القاعدة والنصرة ارتباط معنوي وإعلامي لا أكثر والظواهري منح النصرة في بيان سابق له حرية انسحابها"، ويضيف: "ليس هناك جبهة نصرة واحدة بل هناك خمسة أجنحة على الأقل ولها مواقف مختلفة ولا تتبع قيادة موحدة".
ويذكر المصري بأن "جميع أمراء النصرة وقادتها هم من خريجي سجن صيدنايا الذين خضعوا لتجربة سيناريو "دولة صيدنايا الإسلامية" التي صنعتها المخابرات السورية بين 2005 و 2008 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والعزلة الدولية التي فرضت على الأسد، كما أن بعض أمراء النصرة تم تصديرهم إلى سوريا وهم يتعاونون مع أجهزة مخابرات عربية وإقليمية، وأبو محمد الجولاني خرج من سجن صيدنايا في 21 حزيزان 2011".
ويعتبر أن "المسألة الفكرية والعقدية للنصرة هي فقط لاستقطاب المقاتلين تحت شعارات دينية وطائفية لتغذية السناريوات المعدة سلفا، وغالبية مقاتلي النصرة من السوريين الذين التحقوا بها، ليس لاسباب فكرية أو عقيدية، بل بسبب قطع الدعم عن الجيش الحر وهناك قسم كبير لا يستهان به التحقوا بها لاسباب اقتصادية لتأمين قوت أطفالهم وهناك شريحة أخرى بسبب الظلم والاستباحة التي تعرضوا لها وكانوا على استعداد للحرب مع الشيطان لقتال الأسد وعصاباته والميليشيات التابعة لإيران وهناك من تنطبق عليه النقاط الثلاثة أما من التحق بها لاسباب طائفية فلا اعتقد أن أعدادهم تذكر، والسوريون في النصرة ليسوا من إلارهابيين ولا من المتطرفين وهناك فرق بين قيادات النصرة ومقاتليها".


[email protected]



Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم